Jul 24, 2010

مـثـقــف .. غـايـتـه جــزرة !



من المعروف ان تعبير «العصا والجزرة» مصطلح شائع سياسيا ويصور عادة العلاقة بين القوي المهيمن والمتمرد الضعيف وهي كعلاقة امريكا على سبيل المثال مع عدد من الدول العربية التي لازالت خارج الحظيرة .

وهذه السياسة اوروبية المنشأ كما يقال ، واستخدمت لترويض البغال والحمير وتعويدها على اطاعة الاوامر وذلك بتقديم الجزرة ان اطاعت او العصا ان عصت .. ومن أجل ترغيب الحمار الجائع المسكين ليستمر في الركض كانوا يقومون بربط جزرة في نهاية عصاة تتدلى أمامه فيتحرك المسكين جاهدا لالتهامها ولكن دون فائدة !

للاسف الشديد نجد تشابها بين ذلك وبين السياسة التي تتعامل بها بعض الجهات مع شرائح من المواطنين وبالذات مع المثقفين وذلك في محاولة لكبح جماح تمردهم او اعتراضهم بترويضهم بالركض وراء الجزرة التي يعلقونها امامهم والتي يرون فيها نهاية لمشوار معاناة مستمرة تفرضها الظروف التي يعيشونها .

ومن يظفر بالجزرة نراه يختفي ويقنع ويخنع وينزوى بعيدا ولاداعي لذكر الاسماء فهي معروفة .. ومن لم يظفر بها فتراه يلهث ركضا ورائها يمني النفس بابتلاعها.. ولعل الاعلان عن جزارات لذيذة جديدة مؤخرا أثار شهية العديد من المثقفين او حتى دعاة التثقف والطفيليين ايضا للظفر بها ولا سيما انها كما يبدو من التصريحات ستكون من النوع الامريكي الكبير .

ولعل هذه السياسة العقيمة تجاه المثقفين والمؤسسات الثقافية المستقلة كما هو حال الجمعية العُمانية للكتاب والادباء التي افرغت من محتواها واستقلاليتها لتلهث وراء الجزرة لن يقتل الابداع في نفوس منتسبيها بل حتى الثقافة ذاتها التي لا يمكن ان تحيا بلا حرية .

ارفعوا قيودكم عن مثقفينا وافسحوا لهم المجال للعطاء والابداع وقدموا لهم الجزر دون حاجة للتلويح بالعصي .. فهم قبل كل شيء بشر وليسوا حمير .

1 comment:

Anonymous said...

حصلنا موضوعك منقول هنا :
http://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=831585
سير رد عليهم