Jul 16, 2010

مـــن للبيئـة ؟



في خضم الحديث عن حصر الاضرار الناجمة عن اعصار «فــت» والتي لم تخرج عن الاضرار المادية في الممتلكات العامة والخاصة لم نسمع أي ذكر للاضرار التي اصابت البيئة في المنطقة المنكوبة والتي امتدت من الوسطى الى الباطنة بحرا وبرا ! فبينما يعكف المسؤولون من كل وزارة معنية بارسال فرقها للمناطق المنكوبة مباشرة لتفقد الاضرار والوقوف على الاحوال لم نرى او نسمع عن قيام وزارة البيئة او بلدية مسقط بأي جهد لحصر الاضرار التي اصابت البيئة وعناصرها من موائل وكائنات .

ولعل هبوب هذا الاعصار في هذا الوقت من العام وعلى المنطقتين الوسطى والشرقية اللتين تتمتعان ببيئة بحرية فريدة وغنية من مسطحات الدقم المائية وشعاب مدركة مرورا بجزيرة مصيرة وشواطئها الجميلة وثروتها العظيمة من سلاحف الريماني (Caretta caretta) وغزلانها وارانبها الفريدة وبر الحكمان بخيرانه الوادعة ومحوت حيث الاراضى المنخفضة ذات المسطحات المائية وموائل القشريات كالربيان والشارخة وانواع لا تحصى من الطيور مقيمة او زائرة الى رأس الحد ومحمية رأس الجنز للسلاحف الخضراء حيث بدأ موسم التكاثر بحرا وبناء الاعشاش برا الى شعاب صور وقريات ومسقط والديمانيات المرجانية التي لابد انها تأثرت سلبا من قوة امواج وتيارات الاعصار .

وفي البر حيث انفجرت الوديان بفيضانات عارمة غيرت مرة اخرى من التضاريس واقتلعت الاشجار البرية وجرفت ربما الحيوانات ايضا .. هل كلف أحدا نفسه بالسؤال !؟

وبما اني تناولت في موضوع سابق استباحة محمية القرم الطبيعية من قبل بلدية مسقط بدفن نفاياتهم في حدود المحمية ومن الوافدين الفضوليين (الرابط : (( بالجرم المشهود ٣ )) أغتيال ممنهج لمحمية القرم .. فهل من منقذ !؟؟ ) وتقاعس المسؤولين عنها في وزارة البيئة وعلى مدى الاعوام الماضية في تخليصها من النفايات التى جاء بها جونو واقتصار نشاطهم في استزراع شتلات نباتات القرم مصحوبة بحملة اعلامية مبالغ فيها كالعادة .. فأني ادعوهم هذه المرة لاستغلال تأثرها بنفايات «فــت» ولو بدرجة اقل بكثير وذلك نتيجة فتح فتحات التصريف الطبيعية بها على البحر بعد درس جونو مما سمح لمياه الفيضانات من وادي عدي وغيره من اودية بالمرور عبرها الى البحر حيث لازالت بقايا الاشجار ومعدات الانشاء من الموانع البلاستيكية على شاطيء القرم حتى الآن بانتظار من ينتشلها ، لتخليص المحمية بالكامل من مخلفات الاعصارين .. وادعوا بلدية مسقط والنشطاء البيئيين ومحبي الطبيعة للقيام بحملة تنظيف للشواطيء من المخلفات التي لازالت مبعثرة ويمكن مشاهدتها في شاطيء القرم وذلك قبل ان يجرفها البحر ويزيد من تلوثه .. البركة في المتطوعين الذين ابلوا بلاءا حسنا بعيد جونو في تخليص البيئة من الشوائب والمخلفات واعادة الرونق لشاطء القرم الجميل.

ما نتمناه من وزارة البيئة والجهات الاخرى المعنية كوزارة البلديات الاقليمية ووزارة الثروة السمكية والجمعية العُمانية للبيئة ان تقوم كما فعل الاخرون بالمسارعة في حصر الاضرار والوقوف عليها وبالذات في محميات السلاحف والمحميات البرية لنعرف حجم خسارتنا البيئية الفطرية والنباتية بعد ان وقفنا بلا حول ولا قوة عاجزين اثناء الاعصار المدمر .. وشخصيا اتوقع ان تكون اضراره شديدة على السلاحف وبالذات الريمانية والخضراء وعلى الشعاب المرجانية وموائل الاسماك والخيران ومسطحات الدقم ومحوت وبر الحكمان ومحميات الوعل والغزلان والحيوانات الاخرى .

No comments: