رغم اني زرت حديقة القرم الطبيعية بعد الاعصار وشاهدت الدمار الشديد الذي لحق بها وبمحمية القرم الطبيعية وهي امتداد للحديقة .. لم اتخيل ابدا ان الاهمال في مسالة التخلص من نفايات سيء الصيت مسيو جونو ستظل موجودة وماثلة بعد مرور ثلاثة اعوام على رحيله وبالاخص ان الحكومة مشكورة قامت حينها من ضمن حملتها لاعادة اعمار وتأهيل ما دمر وخرب بتخصيص ٦ ملايين ريال لتنظيف وتأهيل حديقة القرم الطبيعية من جديد وتخليص محمية القرم من المخلفات والنفايات التي دفعت بها الفيضانات العارمة .
ومتابعة لزيارات سابقة وبعد ان نشرت موضوعي ( أغتيال ممنهج لمحمية القرم .. فهل من منقذ !؟؟ ورابطه : (( بالجرم المشهود ٣ )) أغتيال ممنهج لمحمية القرم .. فهل من منقذ !؟؟ ) قررت بالامس التوغل هذه المرة لمعاينة اطراف الحديقة المتصلة بالمحمية عن كثب .. وكانت الصدمة كبيرة ولا تصدق ! .. وبالذات من ان الجهة المعنية هي بلدية مسقط التي وضع على عاتقها تخليص مسقط يوميا من اطنان من المخلفات والنفايات وهي التي حازت لجهودها على جائزة عالمية في ابقاء مسقط كواحدة من اكثر مدن العالم نظافة .. لم تستطع للاسف الشديد تخليص حديقتها المصونة من النفايات .. لا وبل قامت بتحويل اطرافها الممتدة في الحظيرة او محمية القرم الطبيعية لمكبات زبالة .. وهنا صور دامغة بالجريمة النكراء بحقنا جميعا وبحق الطبيعة وبحق عاصمتنا مسقط والسلطنة عموما :
بدلا من رفع الانقاض والمخلفات قام مهندسو البلدية الاكارم بعبقريتهم الفذة واختصارا للجهد والمال بطمر المنطقة الفاصلة بالاتربة والصخور بما فيها من مخلفات الاعصار ونفاياته بالمعدات الثقيلة كما يظهر جليا في هذه الصورة ونلاحظ اشجار غاف بحرية ضارة وقد نبتت فوق النفايات وعلى اطراف المحمية عند نهاية حدود الحديقة .
في هذه اللقطة وفي الصورة الرئيسية بعنوان الموضوع يبدو جليا وبوضوح ارتفاع مستوى المنطقة المطمورة بالنفايات والمخلفات التي دفعت بها آليات البلدية فوق اراضي المحمية الطبيعية ونباتاتها التي بدلا من تنظيفها وتأهيلها باتت كما هو واضح مزبلة للبلدية ومخلفات الحديقة .
هنا نرى مخلفات بناء حديثة رمت بها البلدية في الحظيرة وذلك بدلا من ان تنقلها لمكابات النفايات المخصصة او لتعالج من جديد بدلا من اهدارها بهذا الشكل الشنيع .. فلا غرو أذن ان نرى المقاولين وشركات الانشاءات في مسقط تتخلص من مخلفات البناء برميها في الاودية او دفنها في موقع البناء !
تبين هذه الصورة بجلاء تام ووضوح كيف ان المحمية الطبيعية بنظامها المائي والنباتي الفريد تعرضت للطمر لمسافة كبيرة من قبل البلدية التي كانت قد استقطعت اجزاء منها سابقا وحولتها لمواقف سيارات لزوار مهرجان مسقط من جهة المسرح الدائري الذي تغطي مجرى الوادي القريب منه مياه المد العالي حتى بعد الطمر .
في النهاية ليس بامكاني الا التحسر على حال البيئة التي باتت عرضة للتخريب وعلى الملايين الستة من الريالات الثمينة التي دفعناها من مالنا العام لما يفترض به ان يكون تنظيف وتأهيل واصلاح اوضاع طارئة فجاء على العكس تخريب وتحايل وتقاعس .. كمن ينظف سجادته ويدفع بالاوساخ تحتها !!.
همسة .. اخي سعادة رئيس البلدية .. الم يحن الوقت بعد لقيامك بزيارة تفقدية للحديقة ومعاينة الاوضاع على الطبيعة وتخليصنا من مزبلتها ومن لا علاقة له اطلاقا بالحديقة وتوسيعها بدلا من استثمار اجزائ منها وتحويلها لاسطبلات ومبان تجارية .. ولتكن البداية تخليصها من المزبلة واعادة الطبيعة لحالها في تلك الارجاء .. رجاء خاص .
No comments:
Post a Comment