Jul 16, 2010

رسالة اصحاب القمصان الحمراء لاخوانهم العرب !



لعل المتتبع لقضية اصحاب القمصان الحمراء واعتصامهم في وسط العاصمة بانكوك المتواصل منذ شهرين ومطالبهم بحل البرلمان واستقالة رئيس الوزراء والاشتباكات التي وقعت بينهم وبين رجال الأمن وتكبيدهم للوسط التجاري والسياحي لبلايين الدولارات قد يستغرب ان يكون لهم علاقة باخوان لهم تتشابه ظروفهم في عالمنا العربي !!

اصحاب القمصان الحمراء وحركتهم الشعبية المعروفة باسم التحالف الديمقراطي الوطني ضد الدكتاتورية في مجملهم عمال ومزراعين فقراء واصحاب مهن بسيطة وعاطلين ألمهم التجاهل المتواصل للحكومة التايلندية الحالية لهم ولحقوقهم والتي يتهمونها بانها واجهة للملكيين والنخبة والجيش ويطالبون بالديمقراطية الحقيقية والعدالة الاجتماعية والمساواة ، وبان هذه الحكومة فاقدة للشرعية لانها لم تنتخب وشكلها الجيش بعد الاطاحة برئيس الوزراء السابق المتهم بالفساء .

هؤلاء الذين يصفهم الكثيرون بالريفيون السذج والذين يستغلهم تاكسين الهارب استطاعوا في فترة زمنية قصيرة من استقطاب تعاطف ملايين التايلنديين الاخرين وانضم لاعتصامهم رغم الحصار الاف المؤيدين الجدد من مختلف اطياف الشعب التايلندي . ولدى سؤالي لاصحاب سيارات الاجرة في بانكوك والعديد من الباعة والبسطاء وجدتهم يؤيدون اصحاب القمصان الحمر وحركتهم بنسب متفاوتة وذلك على عكس اصحاب الاعمال وسكان المدينة من الطبقة المتوسطة الذين تضررت مصالحهم .

ولو امعنا التفكير سنجد ان الرسالة لاخوانهم في وطننا العربي بسيطة وهي عدم التنازل عن الحقوق والمطالب والاستمرار في التظاهر والاحتجاج والاعتصام حتى تتحقق الاهداف .. ولكن يبقى أمر هام واحد نسيه اصحاب القمصان الحمراء .. ففي حين اتصفت ردود افعال الحكومة التايلندية تجاههم حتى الآن بكثير من التعقل وضبط النفس رغم تكبد القطاع الاقتصادي لخسائر كبيرة وتزايد الضغوط التي يتعرض لها من الاحزاب الاخرى الموالية للجيش الذي يشعر بالاهانة بعد مقتل عدد من افراده والملك واهالي بانكوك ، الا ان محاولة فض الاعتصام بالقوة ليست ضمن الحلول التي تؤمن بها الحكومة منعا لوقوع مجزرة مروعة وهو على عكس ما تفكر فيه الانظمة العربية القمعية والديكتاتورية التي لن تتوانى عن سحق المتظاهرين وسحلهم في الشوارع واراقة دمائهم وحتى قصفهم بالطائرات والامثلة على ذلك عديدة بدءا من مشرق العالمي العربي الى مغربه .. اليس كذلك ؟

No comments: