عندما غرقت السفينة الشراعية البدائية الفريدة «مجان» قبالة شواطيء رأس الحد في مستهل رحلتها او بالاحرى مغامرتها في الابحار الى كوجرات في الهند ١٩٩٥م تعرض قبطانها ومصممها عالم الآثار البحرية توم فوسمر لمواقف محرجة للغاية كان من شأنها ان تقضى على طموح ومعنويات أي انسان وتحوله لحطام يشبه ما كان يبحث عن بقاياها الأثرية هذا العالم المغامر على طول شواطيء السلطنة منذ عقدين من الزمن .. واتذكر عند حديثي معه بعد فترة من تلك الحادثة المؤسفة في منزله المتواضع بقلهات انه بالرغم من استيائه الشديد لما حصل الا ان الأمل في تحقيق أنجاز علمي يسطر في كتب التاريخ للسلطنة لازال يحذوه ولعله تبلور في مشروع جوهرة مسقط الفذ الذي نجح وبامتياز .
واليوم تحقق حلم توم وتحقق حلم السلطنة ووصل البتيل «جوهرة مسقط» الي سنغافورة هدية من الشعب العُماني للشعب السنغافوري وليثبت للعالم ان تلك السفينة الغارقة بين شعاب المرجان القريبة من جزيرة بليتانج الاندونيسية والتي ضمت في جوفها واحدا من اكثر الكنوز البحرية اهمية وقيمة في العصر الحديث والمعروف بكنز تانج هي بالفعل سفينة بتيل عُماني لم ترى مسمارا حديديا واحد يخترق هيكلها بالضبط كالسفينة جوهرة مسقط التي اعيد بنائها بعد ١٣ قرنا من غرق سفينة بليتانج .
بهذه المناسبة التاريخية العظيمة اتقدم بالتحية لأب السفينة جوهرة مسقط توم فوسمر ولقبطانها الفذ صالح الجابري ولجميع بحارتها ومن شاركوا وساهموا في هذه الرحلة التاريخية التي رفعت رؤوسنا جميعا واثبتت بما لايقبل الشك ان عُمان لازالت تزخر بالربابنة والبحارة الذين يستطيعون الوصول الى اقاصي العالم كما فعل اجدادهم من قبل .
لمعلومات شاملة ووافية عن مشروع « جوهرة مسقط » يرجى زيارة الرابط التالي الذي يحتوي ايضا على مدونة القبطان الشيقة عن سير الرحلة المغامرة من البداية للنهاية :
http://www.jewelofmuscat.tv/ar
No comments:
Post a Comment