في شهر اكتوبر من السنة الماضية وأثر الاعلان عن أنشاء محطة لتوليد الطاقة الكهربائية بالفحم الحجري كتبت معقبا على ذلك الخبر :
العودة للعصر الحجري !
بينما تقوم دول العالم باستثمار امكانياتها وتسخير جهودها للبحث عن بدائل نظيفة للطاقة والتوقف عن استخدام المصادر التقليدية الملوثة للبيئة من نفط وغاز وفحم وطاقة نووية .. نرى المسؤولين عندنا قد عقدوا العزم على العودة للوراء واستخدام الفحم الحجري الملوث لتوليد الطاقة لمشروع الدقم !!
وجاء اعلانهم بالامس عن عقد ندوة علمية لمناقشة استخدام الفحم الحجري تنظمها وزارة الاقتصاد في شهر يناير القادم بمثابة محاولة مفضوحة لذر غبار الفحم القاتل في العيون والعقول ودفعها للتصديق بنظافته وكأنهم يتعاملون مع مجموعة من الجهلة والمتخلفين لا ترى الحقيقة الساطعة والتي لا مجال ابدا لانكارها وباعتراف جميع علماء العالم الشرفاء والمنظمات البيئية بأن الفحم الحجري بدخانه وغباره يتسبب في تلوث الهواء والاصابة بامراض الجهاز التنفسي اخطرها السل والسرطان وبالذات لدى الاطفال وكبار السن وتشير دراسة (انظر الرابط : STUDY SAYS COAL PLANT POLLUTION KILLS 30,000 A YEAR) الي انه يتسبب في وفاة ٣٠ الف شخص سنويا في الولايات المتحدة الامريكية فقط .
هل باتت حياتنا وبيئتنا رخيصة لدرجة المغامرة بها لتوفير بعض من المال بشراء الفحم الرخيص وحرقه بدلا من الغاز الذي قدتموه على طبق من ذهب لكوريا !؟ وكم هو مؤسف ان يطبل مهندسونا وبعضا من مسؤولينا اعتقدنا انهم حريصون على صحتنا بالترويج والدعاية للفحم السام ومحاولتهم ايهامنا بنظافته ! الا يمكننا التوقف عن تزويد كوريا وغيرها بالغاز العماني واستخدامه عوضا لتوليد الطاقة المحلية المستقبلية التي تحتاجها مشاريعنا ؟؟
ان محاولتكم هذه عبر عقد الندوة المسرحية معروفة نتائجها مسبقا ولن تغير اصوات جميع علماء العالم الشرفاء والمنظمات البيئية المعارضة من قراركم المتخذ مسبقا باستخدام الفحم الحجري .. فلماذا اهدار الوقت والمال على هذه المحاولة الدعائية الرخيصة ؟
كما اشعر بالخجل من حالنا البيئى المزري والمتدهور والتخبط الواقع عندما ارى جارتنا الامارات عقدت النية على تنفيذ اكبر مشروع للطاقة النظيفة في العالم مستثمرة اموالها من اجل صحة مواطنيها .. ونحن على العكس نبخل على مواطنينا بهواء نقي خال من سموم الفحم ونتسبب في مرضهم عمدا وعن سبق اصرار وترصد !!
وبينما يتقدم العالم بأسره نحو الامام في استخدامه للطاقة النظيفة والمتجددة والاستثمار في الطاقة البديلة والمستدامة النظيفة كالطاقة الشمسية والهيدروجينية وغيرها نعود نحن للوراء باستخدامنا للفحم الحجري اللعين ونخطو عائدين للعصور الحجرية !!
الفحم النظيف .. كذبة قذرة
وكما توقعت بالضبط اكتمل الفصل قبل الاخير للمسرحية المعروفة فصولها مسبقا بعقد الندوة الدولية الهزلية لتمرير وترويج المشروع وذر الرماد في العيون بنظافة الفحم الحجري بالاعتماد على التجربة الاوروبية وبالتحديد الالمانية وهي التي لا تزال محل نقاش وجدل كبير ومعارضة شديدة من الالمان الذين رغم تأثرهم الشديد من اسعار الطاقة لازالوا غير مقتنعين بنظافة الفحم الذي تسعى من وراء تمريره الحكومات الاوروبية تقليل اعتمادها على النفط والعودة للعصر الذهبي للفحم الرخيص والمتوفر لاسباب اقتصادية بحتة ولظروفها الخاصة .
ويبدو ان حملة ذرالرماد جرى اعدادها بشكل منسق ومدروس وخصصت لها جريدة عُمان البوق الرسمي للحكومة وافدا متخصصا في ذلك استهل الموضوع بخبر ذكي في اعلى الصفحة الرئيسية عن تواجد كما وصف بالاسلوب التضخيمي المعهود لمثل هؤلاء الصحفيين المأجورين مخزون هائل من الفحم في جنوب جعلان بني بو علي (المسألة معروفة منذ اكثر من عقد تقريبا وليست كشفا جديدا كما اراد ايهامنا بذلك) .. وكنت اتمنى عليه ان يخبرنا ايضا عن تكلفة استخراج ذلك الفحم وجدواه الاقتصادية في ظل اهمال البيئة المتعمد وتغييبها هنا من قبل الاقتصاديين .. ولي عودة حول ذلك .
المصيبة ان القرارات قد اتخذت مسبقا والعقود قد وقعت وربما بدأت الانشاءات في مشروع الدقم (فيل ابيض آخر سيثبت الزمن فشله) ولم يكن المؤتمر سوى مسرحية لايهامنا وايهام العالم بنظافة الفحم !!! وحتى تتضح الصورة اكثر لنراجع وضع الطاقة العُماني الحالي والمستقبلي وان كان بحاجة لحرق الفحم .
- من المعروف اننا نعاني من نقص متزايد في انتاج الغاز قد تعود اسبابه على الارجح كالعادة لتخمينات خاطئة وقرارات غير مدروسة كبيعه لكوريا الجنوبية بسعر التراب وقراءة خاطئة لاحتياجاتنا المستقبلية منه وهو المطب الحالي الذي وقعنا فيه . ومن الملاحظ اننا من اجل تدارك هذا الموقف تحركنا بسرعة لنستور الغاز من ايران وقطر ومد انابيب الغاز لذلك جار مما خفف من حجم المشكلة ويبشر مع الربط الكهربائي الى التخفيف من حجم مشكلة الحاجة للطاقة ولكن مع ذلك كله يصر الاقتصاديون اصحاب القرار للمضي في مشروع توليد الطاقة بالفحم في الدقم .. فلماذا رغم ان الغاز ارخص وانظف ومتوفر محليا والعمل جار على استيراده من الدول المجاورة ؟؟
- مع اقتناع الحكومة متأخرة كالعادة عن امكانيات توليد الطاقة النظيفة من الشمس وغيرها بما يعرف بالطاقة المتجددة وربما الطاقة النووية على المدى البعيد والتي نوقشت بعض اوراقها في ذات الندوة وبما يتعارض واستخدام الفحم يحار المرء في التفسير !! فهل من جهة ندعو ونعمل على توفير طاقة نظيفة وفي ذات الحين نصر على المضي في مشروع لتوليد الطاقة بالفحم الملوث !؟ اليس هذا تناقضا واضحا وفاضحا يفسر على انه تماد في الخطأ واصرار عليه رغم علمنا باضراره وذلك على غرار مسألة الجرف القاعي السمكي والسماح به لعامين آخرين احتراما لعقود وقعت مع الشركات !! .. فهل معنى هذا الاصرار على بناء محطة توليد الطاقة بالدقم ان العقود الموقعة مع الشركات المختصة غير قابلة للتعديل وقد وقع الفاس في الرأس فعلا !!؟؟؟؟ دعوة جادة للنقاش .. حياكم .
العودة للعصر الحجري !
بينما تقوم دول العالم باستثمار امكانياتها وتسخير جهودها للبحث عن بدائل نظيفة للطاقة والتوقف عن استخدام المصادر التقليدية الملوثة للبيئة من نفط وغاز وفحم وطاقة نووية .. نرى المسؤولين عندنا قد عقدوا العزم على العودة للوراء واستخدام الفحم الحجري الملوث لتوليد الطاقة لمشروع الدقم !!
وجاء اعلانهم بالامس عن عقد ندوة علمية لمناقشة استخدام الفحم الحجري تنظمها وزارة الاقتصاد في شهر يناير القادم بمثابة محاولة مفضوحة لذر غبار الفحم القاتل في العيون والعقول ودفعها للتصديق بنظافته وكأنهم يتعاملون مع مجموعة من الجهلة والمتخلفين لا ترى الحقيقة الساطعة والتي لا مجال ابدا لانكارها وباعتراف جميع علماء العالم الشرفاء والمنظمات البيئية بأن الفحم الحجري بدخانه وغباره يتسبب في تلوث الهواء والاصابة بامراض الجهاز التنفسي اخطرها السل والسرطان وبالذات لدى الاطفال وكبار السن وتشير دراسة (انظر الرابط : STUDY SAYS COAL PLANT POLLUTION KILLS 30,000 A YEAR) الي انه يتسبب في وفاة ٣٠ الف شخص سنويا في الولايات المتحدة الامريكية فقط .
هل باتت حياتنا وبيئتنا رخيصة لدرجة المغامرة بها لتوفير بعض من المال بشراء الفحم الرخيص وحرقه بدلا من الغاز الذي قدتموه على طبق من ذهب لكوريا !؟ وكم هو مؤسف ان يطبل مهندسونا وبعضا من مسؤولينا اعتقدنا انهم حريصون على صحتنا بالترويج والدعاية للفحم السام ومحاولتهم ايهامنا بنظافته ! الا يمكننا التوقف عن تزويد كوريا وغيرها بالغاز العماني واستخدامه عوضا لتوليد الطاقة المحلية المستقبلية التي تحتاجها مشاريعنا ؟؟
ان محاولتكم هذه عبر عقد الندوة المسرحية معروفة نتائجها مسبقا ولن تغير اصوات جميع علماء العالم الشرفاء والمنظمات البيئية المعارضة من قراركم المتخذ مسبقا باستخدام الفحم الحجري .. فلماذا اهدار الوقت والمال على هذه المحاولة الدعائية الرخيصة ؟
كما اشعر بالخجل من حالنا البيئى المزري والمتدهور والتخبط الواقع عندما ارى جارتنا الامارات عقدت النية على تنفيذ اكبر مشروع للطاقة النظيفة في العالم مستثمرة اموالها من اجل صحة مواطنيها .. ونحن على العكس نبخل على مواطنينا بهواء نقي خال من سموم الفحم ونتسبب في مرضهم عمدا وعن سبق اصرار وترصد !!
وبينما يتقدم العالم بأسره نحو الامام في استخدامه للطاقة النظيفة والمتجددة والاستثمار في الطاقة البديلة والمستدامة النظيفة كالطاقة الشمسية والهيدروجينية وغيرها نعود نحن للوراء باستخدامنا للفحم الحجري اللعين ونخطو عائدين للعصور الحجرية !!
الفحم النظيف .. كذبة قذرة
وكما توقعت بالضبط اكتمل الفصل قبل الاخير للمسرحية المعروفة فصولها مسبقا بعقد الندوة الدولية الهزلية لتمرير وترويج المشروع وذر الرماد في العيون بنظافة الفحم الحجري بالاعتماد على التجربة الاوروبية وبالتحديد الالمانية وهي التي لا تزال محل نقاش وجدل كبير ومعارضة شديدة من الالمان الذين رغم تأثرهم الشديد من اسعار الطاقة لازالوا غير مقتنعين بنظافة الفحم الذي تسعى من وراء تمريره الحكومات الاوروبية تقليل اعتمادها على النفط والعودة للعصر الذهبي للفحم الرخيص والمتوفر لاسباب اقتصادية بحتة ولظروفها الخاصة .
ويبدو ان حملة ذرالرماد جرى اعدادها بشكل منسق ومدروس وخصصت لها جريدة عُمان البوق الرسمي للحكومة وافدا متخصصا في ذلك استهل الموضوع بخبر ذكي في اعلى الصفحة الرئيسية عن تواجد كما وصف بالاسلوب التضخيمي المعهود لمثل هؤلاء الصحفيين المأجورين مخزون هائل من الفحم في جنوب جعلان بني بو علي (المسألة معروفة منذ اكثر من عقد تقريبا وليست كشفا جديدا كما اراد ايهامنا بذلك) .. وكنت اتمنى عليه ان يخبرنا ايضا عن تكلفة استخراج ذلك الفحم وجدواه الاقتصادية في ظل اهمال البيئة المتعمد وتغييبها هنا من قبل الاقتصاديين .. ولي عودة حول ذلك .
المصيبة ان القرارات قد اتخذت مسبقا والعقود قد وقعت وربما بدأت الانشاءات في مشروع الدقم (فيل ابيض آخر سيثبت الزمن فشله) ولم يكن المؤتمر سوى مسرحية لايهامنا وايهام العالم بنظافة الفحم !!! وحتى تتضح الصورة اكثر لنراجع وضع الطاقة العُماني الحالي والمستقبلي وان كان بحاجة لحرق الفحم .
- من المعروف اننا نعاني من نقص متزايد في انتاج الغاز قد تعود اسبابه على الارجح كالعادة لتخمينات خاطئة وقرارات غير مدروسة كبيعه لكوريا الجنوبية بسعر التراب وقراءة خاطئة لاحتياجاتنا المستقبلية منه وهو المطب الحالي الذي وقعنا فيه . ومن الملاحظ اننا من اجل تدارك هذا الموقف تحركنا بسرعة لنستور الغاز من ايران وقطر ومد انابيب الغاز لذلك جار مما خفف من حجم المشكلة ويبشر مع الربط الكهربائي الى التخفيف من حجم مشكلة الحاجة للطاقة ولكن مع ذلك كله يصر الاقتصاديون اصحاب القرار للمضي في مشروع توليد الطاقة بالفحم في الدقم .. فلماذا رغم ان الغاز ارخص وانظف ومتوفر محليا والعمل جار على استيراده من الدول المجاورة ؟؟
- مع اقتناع الحكومة متأخرة كالعادة عن امكانيات توليد الطاقة النظيفة من الشمس وغيرها بما يعرف بالطاقة المتجددة وربما الطاقة النووية على المدى البعيد والتي نوقشت بعض اوراقها في ذات الندوة وبما يتعارض واستخدام الفحم يحار المرء في التفسير !! فهل من جهة ندعو ونعمل على توفير طاقة نظيفة وفي ذات الحين نصر على المضي في مشروع لتوليد الطاقة بالفحم الملوث !؟ اليس هذا تناقضا واضحا وفاضحا يفسر على انه تماد في الخطأ واصرار عليه رغم علمنا باضراره وذلك على غرار مسألة الجرف القاعي السمكي والسماح به لعامين آخرين احتراما لعقود وقعت مع الشركات !! .. فهل معنى هذا الاصرار على بناء محطة توليد الطاقة بالدقم ان العقود الموقعة مع الشركات المختصة غير قابلة للتعديل وقد وقع الفاس في الرأس فعلا !!؟؟؟؟ دعوة جادة للنقاش .. حياكم .
No comments:
Post a Comment