قد اكون مخطئا ان قلت ان من اهم اسباب ارتفاع حمى الاراضي في السلطنة والصراع الدائر عليها حاليا هو توجه الحكومة العام للسياحة حتى تكون مصدر دخل بديل من بين البدائل الاخرى التي اثبتت معظمها عدم جدواها سواء التي نعرفها او التي لا نعرفها من استثمارات بالبلايين من الدولارات .
فمنذ اقتسام الكعكة الاولى سرت بين المواطنين حمى غريبة جعلتهم يدعون عن حق او باطل بملكيتهم لالاف الكيلومترات من الاراض المشاعة او البكر سابقا .. وساهم في ذلك ايضا الاعلان عن مشاريع التنمية الجديدة والتطوير في صحار والدقم واخيرا في ظفار .. وكذلك فتح المجال للاستثمار الحر وتملك العقار في السلطنة من قبل الخليجيين وغيرهم واخيرا تطبيق اتفاقية السوق الخليجية المشتركة .. هذه العوامل مجتمعة مع شح المعروض من اراض مناسبة للاستثمار في مسقط .. جعل الاسعار تقفز لارقام فلكية لا يصدقها عقل ولا منطق .
فعلي سبيل المثال ارض سكنية مبنية في حدود اربعمائة متر مربع في القرم كانت مقيمة في حدود ٥٠ الف على الاكثر في الماضي قفز سعرها الان ليصل لنحو ربع مليون ريال !!؟ هذه المبالغة مستمرة ولايبدو انها ستتوقف قريبا .. فكل شيء في ارتفاع متصاعد من العيش والطحين والاسماك واللحوم حتى الايجارات والحديد والاسمنت .. ولم تعد حتى الزيادة الاخيرة تسد ١٠٪ من الارتفاع الحاصل والمتواصل في الاسعار !؟ .. تخيلوا شقة بمائة وخمسين ريال يرتفع ايجارها لخمسمائة ريال !؟
وزيارة للمناطق التي كانت تعد نائية لم يسمع بها احد من قبل او يزرها غير البنغاليين كالدقم وخلوف وشنة وغيرها من قرى الصيادين النائية تكتشف فيها امورا اغرب من الخيال حيث اضحت اليوم فيها اسعار الحوطات والعشيش التي نبتت كالفطر بين ليلة وضحاها بملايين الريالات وتتفوق على كان والريفييرا !؟
ويبدو ان الحمى تابعت انتشارها لتصل الى ظفار الخضراء حيث الخلاف بين مختلف القبائل على اراضي السهل والجبل والمراعي وخلافها على اشده بعد ان سمعوا بما يحصل في الشمال .. ووصلت الامور لحد منع الحكومة من بناء مرافق المنفعة العامة كالطرق والسدود الا بتعويض !؟ .. ولكن ماذا نقول .. عندما تحاول الحكومة فرض سيطرتها على القبائل التي ظلت معاها على هدنة وكرمت شيوخها بمناسبة وغير مناسبة واغدقت عليهم بسخاء .. ها نحن ندفع ثمن سياسات غير مخطط لها ولا لنتائجها .. وكالعادة .. وحمى الاراضي لازالت تجتاح السلطنة ولا نعرف مداها حتى الآن ؟؟!!
No comments:
Post a Comment