لو تمعن الشخص في خريطة العالم او نظر للكرة الارضية لوجد انها تضم ١٩٢ دولة او اكثر وبها من البشر ما يزيد عن ٦،٦ بليون نسمة واهم الديانات بها هي بالترتيب الديانة المسيحية ويعتنقها نحو ٢،١ بليون شخص ويليها ديننا الاسلامي الحنيف ويدين به نحو ١.٥ بليون شخص ومن ثم ياتي من لا دين لهم ويبلغ عددهم نحو ١،١ بليون شخص وفي المركز الرابع نجد الهندوس ويبلغ عددهم نحو ٩٠٠ مليون شخص فالديانات الصينية التقليدية واتباعها نحو ٣٩٤ مليون شخص وفي المركر السادس الديانة البوذية واتباعها نحو ٣٧٦ مليون شخص .
وعمان هذه الدولة الحرة والعريقة التي تربطها اعرق علاقات ديبلوماسية اخوية مع كبريات الدول سابقا والان مع معظم دول العالم بغض النظر عن ديانة سكانها وتنوع اعراقهم قائمة على المحبة والاخوة والاحترام المتبادل يحرص سلطانها وأمامها شخصيا على رعاية هذه العلاقات وتوطيدها. وتشتمل مراسم تقديم اوراق اعتماد سفراء هذه الدول لدي السلطنة على استقباله مولانا لهم ومصافحتهم شخصيا ترحيبا بهم وتيسيرا لمهتمهم وذلك علاوة على دعوتهم لحضور الاحتفالات الرسمية للبلاد ومأدب العشاء او الغداء .
وفي عُمان يكفل القانون حرية العبادة لجميع الاديان سماوية وغيرها وتشرف وزارة الاوقاف والشؤون الدينية على تيسير امورها .. فأن كان أمامنا وسيدنا وقائدنا يستقبل من تسمونهم الكفرة والنجسين والمشركين والملحدين والخنازير ويصافحهم مرحبا بهم في عُمان وتسهر وزارات وهيئات على ان يتمتعوا بحرية ممارسات اديانهم بشكل طبيعي سواء كانت كنيسة للمسيح ابن مريم او اصنام الهندوس او تماثيل بوذا من تكونون انتم لتحرموا وتجرموا وتنجسوا البشر لانهم لم يوافقونكم او يشاطرونكم دينكم .. وكأن كل واحدا منكم اضحى مفتيا او عالما مخولا بذلك .. هذا نجس وهذا خنزير وذلك كافر !! ؟؟
استغرب منكم .. تأخذون من الغرب النجس الكافر هذا كل شيء تقريبا من الابرة وحتى الصاروخ وتقتنون التكنولوجيا والدواء والغذاء وتسمحون لهم هؤلاء النجسين والخنازير والكفرة بعلاجكم واجراء العمليات الجراحية لكم ولعوائلكم ومن ثم تصنفونهم بالخنازير النجسين وكأنكم الوحيدين الذين تتطهرون وتغتسلون في العالم !!؟ ولا بس ولا مانع من ان تبنوا المساجد وتتعبدوا في بلادهم وتمارسوا شعائر الدين الاسلامي بكل حرية وأمن وأمان دون ان تخافوا من القنابل المخبئة والاحزمة الناسفة والقناصين المتربصين بل وتنشرون وتدعون ابنائهم لدخول ديننا !!؟؟
هل نسيتم ان اول من قدم المساعدة والدواء والعلاج الطبي المجاني لعشرات الالاف من العمانيين المسلمين في اربعينيات القرن العشرين هم من الجماعة الارسالية الامريكية ؟! .. هل تتذكرون الطبيب توماس والطبيب بوش وحرمه ومساعديهم الذين كانوا يقطعون مئات الكيلومترات على ظهور الدواب لنقل العلاج للمحتاجين في الداخل وفي الباطنة علاوة على مستشفاهم في مطرح ومستشفى للنساء والولادة في مسقط . اسألكم من مد يد العون لكم حينها من دول العالم الاسلامي ؟؟
والآن وبعد ان وفر لنا النفط مصدرا لم نكن نحلم به وجاء اكتشافه هو الآخر على يد المسيحيين والنصارى النجسين ! صرنا نعيش بحبوحة يحسدنا عليها اجدادنا ومن عاشوا عقود الفقر والعوز .. نتغاضي ان يبني منازلنا الهندوس عبدة الابقار وغيرهم من الوثنيين وحتى مساجدنا وجوامعنا !؟ .. بل ان البعض يستخدمهم كفلاحين وكخدم وطباخين وحتى مربيين في مزارعهم وفي منازلهم !!؟؟
استغرب منكم عندما اثاركم خبر السماح للسواح بزيارة الجامع الاكبر .. وزاد استغرابي من ان واحد منكم سمع بذلك لاول مرة ولم يكن يعلم بوجود الكنائس في السلطنة !!؟؟
وبالامس اثرتم الدنيا واقعدتموها لمرور الشعلة الاولمبية بحاضرتنا مسقط واعتبرتم الجري بها مخالف للدين ومناف للتقاليد !! .. بل رحتم تهاجمون فنوننا الشعبية العمانية المتوارثة عبر التاريخ .. حتى ان واحدا منكم طالب بالغائها وباعادة كتابة التراث الشعبي العُماني باكمله !!؟؟
ان كنتم متزمتين لهذه الدرجة ولاشيء يعجبكم .. لا في رجب او حتى شعبان .. وجميع العالم المحيط بكم كافر ونجس ومكون من الخنازير والقردة فرجاءا قاطعوهم .. فلا تاكلوا مما يزرعون ويصنعون وينسجون ولا تستخدموا تكنولوجيتهم سواء كانت بدائية او متقدمة ولا تتناولوا ادويتهم وتخضعوا لمشراطهم النجسة وعندها فقط قد تشعرون كم انتم بائسون ووحيدون !!؟
لنفكر بعقل وبتروى ولننظر للبشر الذين يشاطروننا المعمورة بشيء من الاحترام المتبادل والعلاقات الحسنة الطيبة .. ولنأخذ منهم ما يصلح لنا ونترك ما لا يعجبنا ويتعارض مع ديننا وتقاليدنا وعاداتنا .. لندعهم يمارسون ويتعبدون بما يؤمنون به مثلما نفعل ونتمنى في بلادهم .. ان التسامح والمساواة والاحترام هي التي تجذب وتدخل قلوب الالاف من المسلمين الجدد الذين يجدون في الدين الاسلامي كل المعاني والقيم الانسانية النبيلة فاعملوا على نشر المحبة والدعوة للسلام .
( رجاءا عدم التجريح والاهانة علنية او مبطنة .. والنقاش بعقلانية ودون تشنج ومبالغة )
No comments:
Post a Comment