محيط - عبد الرحيم ريحان
قدم العالم الجليل د. أحمد زويل رؤيته لمستقبل العالم فى الخمسون عام القادمة بناءاً على طلب أحد البرامج التلفزيونية الشهيرة بأميركا " 60 دقيقة " والذى طلب من 60 شخصية علمية وسياسية وإعلامية على مستوى العالم رؤيتهم فى مستقبل العالم فى الخمسون عام القادمة وقدم د. زويل رؤيته من عدة جوانب موضحاً أن عنصر القوة سيكون لمن يمتلك المعرفة فى كل النواحى الاقتصادية والسياسية والثقافية ويقصد بالمعرفة العلوم وهى العلم والتعليم .
بدأ د. زويل رؤيته بمجال الصحة وما سيحدث فيها من تقدم فى معرفة التركيبة الجينية لكل فرد وتكون فى شريحة صغيرة توضع فى جزء من جسم الإنسان ويغلق عليها ويمر الطبيب عليها بجهاز فقط يوضح كل شئ عن الحالة المرضية للشخص والأمراض التى أصابته من قبل مما ييسر على الطبيب التشخيص السريع والسليم دون الحاجة لإجراء إشاعات أو تحاليل لأن سكان الأرض وعددهم 6 مليار نسمة عندهم نفس DNA أى التركيبة الجينية بنسبة 99.9% وهذا الفارق الضئيل هو الذى يحدد أن هذا مصاب بمرض السرطان مثلاً ، كما أشار إلى ثورة فى الأدوية بالتوصل لعلاج الأمراض دون آثار جانبية .
تحدث د. زويل في جانب الطاقة وظهور مصادر عديدة لها غير البترول منها الطاقة الشمسية والرياح والنبات بتحويل محصول معين إلى كحول عن طريق هندسة ميكروب معين باستخدام الهندسة الجينية ويمكن أيضاً عمل هندسة لميكروب مؤذى أيضاً وهذه هي المشكلة ، وإذ لم يكن لنا دراية ومشاركة فى هذه الأبحاث ستكون عواقبه علينا وخيمة .
انتقل د. زويل للفضاء موضحاً أن عمر الكون 13.7 بليون سنة وما نعرفه عنه 4% فقط وبه 22% مادة مظلمة تماماً لا نعرف عنها شئ 74% طاقة مظلمة وستتجه الأبحاث فى الخمسين عاما القادمة نحو فهم مكنونات هذا الكون من طاقة ومادة وعلاقة كل هذا ببقاء الإنسان على الأرض والجاذبية والثقوب السوداء ويتوقع أن يكون هناك مستعمرات على الكون ويوجد الآن شركات عالمية لديها الباخرة الفضائية لزيارة الفضاء معتبرا أن ذلك استثمار من نوع عصري ؛ حيث يدفع الفرد مائة ألف دولار للرحلة وتأخذ الباخرة ستة أفراد ويصلون للقمر والمريخ ، الأمر الذي يعنى استعمار الأرض كلها وليست قطعة أرض فى الشرق الأوسط أو هنا وهناك .
تحدث العالم الكبير عن الفجوة الشاسعة بين الدول النامية أو المتخلفة والدول الغنية الأمر الذي سيؤدى لنزاعات مسلحة فى مواقع عديدة وأن العولمة تخدم القادر على العولمة فمن لا يملك تعليم جيد ومنظومة جيدة لن يستطيع الاشتراك فى العولمة فالعالم يسير بسرعة الضوء والآخرين بسرعة السلحفاة والعولمة مثلاً تناسب الصين وكوريا الجنوبية وغيرها لأنها تمتلك مقوماتها وتطرّق للصراع بين العلم والدين والتغلب على هذا بالتعليم الجيد والتعريف بقيمة العلم والدين .
حث د. زويل على فهم القضايا العلمية المصيرية كقضية الاستنساخ فإن استنساخ خلية جزعية مفيد لعلاج أمراض معينة أما استنساخ الأفراد فهو محل جدل لو تعارض مع الأديان معتبرا أن المشاركة العربية عالميا في هذا الحقل تقترب من صفر أو أقل من نصف فى المائة .
والسؤال الذى نطرحه كيف سيكون وضع العرب فى الخمسين عاما القادمة لو استمرت مشاركتنا العلمية بهذه النسبة ؟ وفى وقت من الأوقات كنا نتندر على الشخص الذى يحاول خداعنا ونقول له (هو أنت فاكرنى هندى) والآن وبعد أن تقدمت الهند وكل الدول من حولنا وسارت بسرعة الضوء هل سنصل لدرجة أن يتندر علينا العالم بقوله ( هو أنت فاكرنى عربى ) ؟ بل المتوقع ما هو أسوأ من ذلك سيستعمرنا الآخرين فضائياً (ليست المقصود بقنوات فضائية وفيديو كليب بالطبع ) واقتصادياً وثقافياً وسنتحول إلى دمى فى أيديهم يقذفونها من يد إلى يد لو لم نتفق على فكر واحد ونغلب مصلحة الأمة على مصالحنا الشخصية وننهى النزاعات فيما بيننا وتكون لنا استراتيجية موحدة ونبدأ فوراً فى إنشاء السوق العربية المشتركة والعملة الموحدة ليكون لنا كيان اقتصادى يسعى الشرق والغرب لحماية مصالحه لدينا ومساندة قضايانا وبالطبع سيخلق هذا الكيان نهضة علمية شاملة ومشاريع علمية عملاقة تتسابق كل دول العالم للمساهمة فى ازدهارها هذا لو أردنا أن يكون لنا وجود فى الخمسين عاما القادمة .
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=93404&pg=8
No comments:
Post a Comment