لعل مشكلة التخطيط السليم والحديث لاينطبق الا على حى وحيد من احياء مسقط السكنية قديمها وجديدها .. وهذا الحي الاستثنائي المثالي مخصص وموزع منذ البداية على كبار مسؤولي الحكومة وهو حي شاطىء القرم حيث الشوارع فسيحة نظيفة والارصفة مبلطة ومنارة ومشجرة باصناف الزهور والشجيرات والاشجار الورافة والسكينة المستتبة .. مناخ مثالي للسكن وتربية النشىء .. وما عدا ذلك فهي فوضى في فوضى وتخطيط عشوائي مضحك مبكي ويدعو للرثاء وللتندر ودليل على افلاس من خططوا له .. من الامثلة على سوء التخطيط في عهد البلدية الجديد بامكانياتها الهائلة حي جديد نسبيا يقع ما بين رأس منطقة رأس الحمراء وحتى الشارع الرئيسي امام مجمع الحارثي .. هنا ارتكبت جرائم بشعة يندى لها الجبين في حق ما يعرف بالتخطيط السليم وفي حق السكان الذين باتوا لا يعرفون ان كانت احيائهم سكنية ام تجارية ؟
في هذه البقعة يمكن اختصار جميع المشاكل التخطيطية وجميع التجاوزات والمخالفات القانونية ومعاينتها على الطبيعة في زيارة واحدة ! .. فبالنسبة للحي الحديث وبالذات المقابل لمجمع سي سي سي ومجرى وادي عدي او الدلتا المشهورة التي غمرها جونو بمنازلها ومجمعاتها ، تحولت جميع المساكن الفلل المطلة على الشارع لمتاجر ؟ وجاري امتدادها لتشمل الحي باكمله .
ولن اعلق على البناء وكيف حصل اصحاب العمارات على التراخيص في مناطق اعتقدنا انها من المستحيل ان تمنح للتعمير ولكن نبتت في غضون عام عمارات ومساكن على كل مليمتر من التلال والاودية والشعاب وامتدت لتصل لحدود مخيم شركة تنمية نفط عُمان في ميناء الفحل حيث بلغت سيمفونية الفوضى التخطيطية اوجها في احدث الاحياء الذي كان معسكرا لشركة ستراباج اثناء تشييد شارع القرم دارسيت السريع وباتت الشواع الغاز يحار في الخروج من متاهاتها اذكى السواق .. واتذكر هذه التلال الجميلة وكيف كانت والتي عند السؤال عنها في الثمانينات قيل لنا انها اراض خاصة ممنوع تعميرها وبعضها من املاك صاحب الجلالة ولن يجرى التفريط فيها اطلاقا .. هاهي اضحت مكعبات كونكريتية مدرجة فوق بعض بشوارع ضيقة خطرة .. تصميم عشوائي وحيازة بالواسطات لكل مليمتر منها .. وعند السؤال عن الملاك لن يخيب ظنك ابدا فهم الهوامير المعتادون وابنائهم . والمخجل انهم قاموا بردم الشعاب وتسوية التلال بمخلفات بناء مختلفة فباتت مناظرها القبيحة باقية وهي تنساب مغطية جوانب التلال الطبيعية وما استخرج من حجارة حفر الاساسات لم يتجثم المقاولون عناء نقلها بل تركوها اكوام خارج اسوار الفلل التي تحار كيف سمح ببنائها اكثر من تفاوت احجامها !؟ .. استغرب كيف حصلوا على هذه الاراضي واستغرب اكثر تهاون موظفي البلدية معهم وموافقتهم على ما يحصل من تجاوزات .. عمارات سكنية بلا مواقف واخرى تجارية في حي يفترض ان يكون سكني .. تم التحايل بشكل غريب فبنيت عمارات سكنية تجارية رخصها الاصلية لفلل سكنية تطل جميعها على شوارع ضيقة متلوية اضحت ارصفتها مواقف سيارات .. وهكذا تتواصل السيمفونية الفوضوية لتعزف اقبح الحانها على تلال القرم الصخرية .. فهل من مايسترو حقيقي يوقفها ؟؟!
No comments:
Post a Comment