واهم من يعتقد ولو لوهلة ان امريكا والغرب والعرب السابحين في فلكهم ممن اعدوا العدة لضرب سوريا بحجة استخدام نظامها للسلاح الكيماوي انما يفعلون ذلك كانتصار للإنسانية وللحق والعدالة ووضع حد لمأساة الشعب السوري .. فامريكا التي لم تجف يداها بعد من دماء ضحايا الحرب الفلبينية والحرب العالمية الثانية مرورا بالحرب الكورية ومن ثم الفيتنامية وحربها الجارية لليوم ضد ما تسميـه الارهـاب فـي العراق وافغانستان وغيرها من حروب سرية ومعتقلات تعذيب على غرار غوانتاناموا .. تعمل لمصلحة وأمن اسرائيل بالدرجة الاولى ولتأكيد هيمنتها  وسطوتها كقوة عظمى وحيدة بالدرجة الثانية .. وباسلوب جديد مبتكر لا يكلفها الكثير من ارواح ابنائها ولن يتسبب في افلاسها مجددا .. ولكنه حتما سوف يتسبب في اهدار مزيدا من ارواح السوريين وتدمير قدراتهم الدفاعية بحيث تطمئن اسرائيل وتنام قريرة العين .

سوف يهلل المستفيدون من خراب سوريا غدا عندما تمر الصواريخ الموجهة فوق رؤوسهم مثلما هلل العراقيون المعارضون سابقا لصواريخ كروز الامريكية .. ولكنهم سيصابون بنفس خيبات الامل في النهاية عندما يكتشفون انهم اغبياء .. استجاروا من الرمضاء بالنار .. حيث ستسود العصابات المتطرفة وتجول وسوف تقسم سوريا لسوريات عرقية مذهبية عديدة يحكمها التطرف والطالبانيون العرب والمليشيا المسلحة .. وحينها سوف يتذكرون الاسد .. مثلما يتذكر العراقيون اليوم صدام .. بشيء من الحسرة وبكثير من الندم .

وان كان الدور على دك سوريا اليوم بالصواريخ .. فغدا .. سيكون على لبنان وبعد غدا على الاردن ..  وهلما جرى .. لنعود مجددا كدويلات على طاولة الغرب المنتصر قابلين بالتقسيم على غرار سايس بيكو .. وصدق زميل سوري عندما قال لي يوما وهو يصف حال العرب ومأسيهم المتواصلة بانهم كالفخار الهش الاجوف يكسر بعضه البعض !!