في الواقع .. لم يفاجئني انضمام ما يسمى بجمعية الصحفيين العُمانيين التي بقيت لثماني اعوام ونيف منذ اشهارها وهي تلبس « كمة » الاخفاء وتكاتفها المفاجىء مع عشاق الثرثرة والتهويل ومن يدسون السم في العسل وغيرهم من مغرضين في التويتر والفيسبوك في تحويل مقالة عن المثليين نشرت في جريدة The Week لقضية رأي عام تمس القيم والمبادىء !! .. وكأن الموضوع من واقع الخيال ومفبرك ولا يمت للحقيقة والواقع بصلة !! وكأن عُمان هي الدولة الوحيدة في العالم التي لايوجد بها مثليون !! .. والمصيبة انها تتحدث في بيانها عن الاسس والمبادى الإنسانية وعن الكرامة والاخلاق وعن المودة والوئام والسلام .. الخ من زخرف الكلام في الوقت الذي تقصي فيه هذه الفئة من العُمانيين وتنفي وجودهم وحتى لا تقبل الحديث عن خواطرهم !!

وبينما عرف عن الصحافة والصحفيين في العالم انهم اكثر الناس التصاقا بالواقع واكثرهم كشفا للحقائق التي تأتي ضمن واجباتهم مهما كانت مؤلمة وقاسية وفاضحة .. نرى جمعية صحفيينا المدجنين الذين ترعاهم الة الاعلام الرسمية منذ عهد الرواس وحتى عهد الوزير الحالي تشارك في دق مسمار عظيم في نعش الصحافة الحرة التي عمل كثيرون وناضل من اجل تخليصها من براثن السلطة وخطوطها الملونة .

وهاهو الماضي يعيد نفسه في قضية لا تستحق هذا التاجيج والتهويل والتشنج .. فبالامس البعيد .. قام وزير الاعلام العتيد الذي كان يعامل الصحفيين وكأنهم بيادير في مزرعته اعلى التلة .. بسجن رئيس تحرير جريدة تايمز اوف عُمان .. المغفور له عيسى بن محمد الزدجالي على قضية اعلان تجاري لمدة اسبوع .. عقابا له لما اعتبره مخالفا لقانون المطبوعات والنشر !! .. واليوم ترتفع العقائر وبمساندة الصحفيين العُمانيين المدجنين مع وزير الاعلام الجديد مطالبة بمعاقبة الجريدة وصاحبها والكاتب واستدعائهم من قبل الادعاء العام في مسرحية هزلية بدات صحافة العالم تتناولها بتندر وسرعان ما سنسمع عنها من المنظمات المختصة بحقوق الصحفيين وبحرية الرأي والتعبير في العالم وقد تصل ايضا لمنظمات المدافعين عن حقوق المثليين .. لتكبر كرة الثلج لغباء البعض وتشنج الآخرين .

وبينما كنا نمني النفس بأن يقوم صحفيونا وكتابنا بتناول قضايانا بشفافية وباسلوب عملي وعلمي للوصول لحلول مفيدة .. نراهم ينقادون وراء التغريدات والتعليقات السخيفة وينكرون الواقع ويهمشونه ويدفنونه وكأنه غير موجود !! .. ولعل الاخ الكاتب والباحث يوسف أحمد سعيد أمبو علي لم يخطأ عندما كتب هنا في الحارة  معنونا مقالته ( جمعية الصحفيين العمانية ..... كارثة وطنية ثقافية ) .. لم يخطأ .. فهي كذلك فعلا .. وعليه فقد اعادتنا للمربع صفر من جديد في سعينا لصحافة حقيقية مستقلة وليست مدجنة ..  تمخضت فولدت فأرا بحجمها !!