مرة اخرى ترتفع اسعار الاسماك في السلطنة لمستويات قياسية جديدة ونحن على ابواب الشهر الفضيل وكالعادة تتكرر نفس الاعذار التي تذهب في النهاية للاعتراف بصراحة ان بحرنا مضرب الامثال في التاريخ القديم والحديث بوفرة الاسماك لدرجة انه كان بامكانك صيدها بالايادي بات بلا اسماك !!
اين ذهبت أذن ولماذا وما الاسباب ؟؟ أسالوا وزارة الثروة السمكية وخبرائها وعلمائها ربما يستطيعون الاجابة .. شخصيا ومن واقع الحال والمتابعة .. اقول اننا نحصد ما زرعناه من اهمال ورعونة وأنانية من قبل المسؤولين والصيادين طوال العقود الاربعة الاخيرة .. فالبداية كانت عبر مسؤولين جهلة لدرجة كانوا يؤمنون معها ان الاسماك لا يمكن ان تستنزف اطلاقا من البحر مهما اصطدنا منها !! ولعل ذلك الجهل شجع الشركات الاجنبية والمحلية في غرف بحارنا غرفا وجرفا من القاع للسطح حتى لم يبقوا على شيء ومعهم كان جشع الصيادين الحرفيين وجيش من العمالة الوافدة تقاطروا جميعا كالدود ليأتوا على الاخضر واليابس .
وكأن ما اصاب بحارنا من كوارث بشرية لم يكن كافيا ليأتي التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة وفي عقدنا الاخير اعصارين ليساهموا طبيعيا في القضاء على ما تبقى .. فباتت بحارنا التي تذرعها اساطيل الصيد المختلفة خاوية على عروشها من الاسماك .. بالامس بلغ سعر كيلو الكنعد اكثر من اربعة ريالات ومعه اخوه الهامور وحتى الشعري المتواضع والكوفر تجاوز سعر الكيلو الواحد منه حاجز الريالين والنصف والضلعة باتت الحبتين بريال وكيلو العومة بريال ونصف !!!!!
وعليه فأن علينا صيام الشهر الفضيل وربما الاشهر التالية ايضا دون التفكير حتى في شم رائحة السمك والتفكير جديا في ايجاد بدائل بروتينية للسمك وبما اننا ايضا نعاني من شح في النفط ونفضل تصديره فأن تحويل القت لسمك صناعي يبدو حلا مثاليا .. اليس كذلك ؟؟
No comments:
Post a Comment