(على هامش الاعلان اليوم عن افتتاح معهد لتأهيل الصيادين في الخابورة)
اخيرا وبعد ثلاثة عقود ونصف من تلكأ او جهل او عدم دراية او قلة وعي وادراك تسببت جميعها في فقداننا لمعظم ثروتنا السمكية الهائلة التي كانت مضرب الامثال ومصدر رزق للسكان منذ اكثر من سبعة الاف عام والتي ورثناها على طبق من ذهب ... استيقظ المسؤولون فجأة واكتشفوا ان الصيادين بحاجة لتعليم وتثقيف بأمور الصيد والبيئة البحرية والاساليب الصحيحة التي تكفل استدامة المصائد وسلامة البيئة البحرية .. وبعد ان راحت السكرة وجاءت الفكرة أثر التدهور المريع الذي اصاب مصائدنا والذي كنا نحذر منه منذ سنين ولم يعره المسؤولون أي اعتبار وواصلوا باصرار وعن جهل سياسة الصيد الجائر والمتواصل والعشوائي قبل ان تبدأ الكميات في التناقص والارباح في التضاءل ولم تعد الشباك تمتلىء واقماع الجرافات تجد ما تحصده بعد ان باتت القيعان المزدهرة صحاري مقفرة .
اتمنى الى جانب تعليم الصيادين وتأهيلهم علميا ان تنظم دورات مماثلة للمسؤولين تعلمهم فنون ادارة المصائد وصيانة البيئة البحرية وبيولوجية الانواع المختلفة للكائنات سواء كانت اسماك سطح او قاع .. قشريات او رخويات . وفوق ذلك يجب ان يتعلموا الامأنة والاخلاص والتفاني في العمل الصالح المفيد لما فيه صالح الوطن حاضرا ومستقبلا .
اتمنى ان تعمم هذه المعاهد على جميع الولايات وان تشمل عملية التثقيف المكثف والمتواصل الصيادين الممارسين وليس المستترين والمتسترين بالاجانب والذين يعدون مشكلة كبيرة تواجههنا في الوسطى والشرقية حيث تفوق اعداد الصيادين الوافدين الصيادين المحليين بنسبة قد تزيد عن خمسة لواحد . ماذا نقول ونفعل غير حسبي الله على من كان السبب في ضياع وتدهور مصائدنا وغياب ثروتنا السمكية وتدمير موائلها .. وبالذات بعد ان غابت المسائلة وغاب العقاب الرادع لمن استغلوا مناصبهم وباعوا ثروتنا بثمن بخس واستغلوها اسوء استغلال .
انها لخطوة على الطريق الصحيح وان طال انتظارها ثلاثة عقود ونصف .. ونتمنى ان تعطي ثمارها المرجوة في اعداد جيل جديد من الصيادين يعي ويدرك ان الثروة السمكية تزدهر ان احسن استغلالها وتموت وتتدهور ان تعرضت للعشوائية والجشع .
No comments:
Post a Comment