Dec 20, 2006

الفرق بين الهايد بارك وسبلة العرب .. ردا على مقال أحد الصحفيين

نشر المقال التالي في جريدة الوطن صباح اليوم الاربعاءلأحد الصحفيين :

هايد بارك إلكترونية

استحوذت سبلة العرب على الاهتمام الكبير من المتابعين للشأن المحلي ، وقد واكبت هذه السبلة المستجدات بالنقد تارة ، وبالاستهجان تارة أخرى ، والتعدي على خصوصيات الآخرين وتعرية البعض بشكل مسيء للإنسان وكرامته أحيانا ، الأمر الذي أدى بأصحابها إلى إغلاقها.

فالسبلة كانت قناة إلكترونية هامة يطلع بها الفرد على العديد من التطورات المحلية ، إلا أنها فقدت صوابها في التعاطي مع الواقع بشكل متوازن ، وبات التجريح والشخصنة أهم مميزاتها ، بل تجاوزت ذلك إلى التعرض إلى الأمن الوطني وإثارة الكثير من النعرات المذهبية والفئوية والجنسية ، والتي يمقتها الدين ويحرمها القانون ويرفضها المجتمع.
وقد تعدت ذلك إلى الدول الشقيقة والصديقة ، وتدخلت في شئونها الداخلية بالتهكم والاستهجان وتجريح الشخصيات ، وأتاحت هذه القناة الإعلامية الإلكترونية لكل من ليس له دراية بالإعلام أن يخوض في أعراض الناس ويشكك في أخلاقياتهم وذممهم ، بدون ضوابط في كيفية التعاطي مع النقد وأخلاقياته وأساليبه ومحظوراته وغيرها من أدبيات الإعلام.

فأصبحت هذه القناة الإعلامية الإلكترونية أشبه ما يكون بالهايد بارك الإلكترونية ، تقرأ فيها أٍسوأ الشتائم وأفظع الألفاظ وأخس التشبيهات ، التي لم يعتد عليها المجتمع ويخجل الفرد أن يقرأها ، ولعل أهم ما كانت تفتقره هذه القناة هو الإعلامي الذي يقنن المواد المبثوثة ويرى مدى واقعيتها وملاءمتها ، بدون تجريح أو تشخيص للآخرين والتعاطي مع المشكلات والتجاوزات بصفتها مشكلات عامة تهم الجهات والمؤسسات ، لعرضها بأسلوب مهذب مدعمة بالدلائل القوية التي يعتمد عليها والحجج منطقية التي يستند إليها.

إن الوسائط الإلكترونية ذات أهمية في العالم المعاصر ، والمدونات أصبحت تنافس وسائل الإعلام الجماهيرية ، لكن لابد أن تلتزم بالنظم والمبادئ المتبعة في الإعلام لا أن تغرد خارج السرب ، بدون بوصلة تهتدي بها إلى الهدف الذي تصبو إليه.
فالحريات متاحة لكن ليست على حساب الآخرين والنقد مطلوب بعيدا عن التجريح والتشخيص.

علي بن راشد المطاعني


يبدو اخي الكريم .. انك لم تحسن اختيار عنوان مقالك هذا ولا التشبيه .. فسبلة العرب ليست ( ركن المتحدثين بحديقة هايد بارك اللندنية ) .. بل هي سبلة العرب الذين لا سبلة لهم يعبرون فيها عن ما يجيش في صدورهم من مشاعر واحاسيس .. هي للتلميذ وللاستاذ والدكتور .. للعامل والصياد والمزارع .. سبلة الجميع.
والسبلة لم تفقد صوابها كما تدعي .. انما من فقدوا صوابهم هم من لم يتحملوا الحقيقة وسماعها والذين انكشفوا فباتوا مذعورين يبحثون عن الظلام الذي تعودوا عليه.
ونحن هنا لا ننكر ان السبلة كموقع الكتروني على الشبكة اخترقت مرات عدة من قبل الغوغاء والرعاع وكنا لهم بالمرصاد دوما .. فلا مكان فيها لمن يبثون سموم التفرقة والعنصرية ومن يحاولون التعريض والتشهير بالآخرين كما ذكرت ، ورغم اختلاف المشاركين في السبلة وتوجهاتهم وتطلعاتهم وميولهم الا انهم اجمعوا دوما على نبذ من يحاول الاساءة للآخرين او يتعرض بقريب او بعيد لأمن وطننا ورمزه العظيم ومنجزات مسيرته الخيرة ومن يحاول الايقاع بيننا وبين جيراننا.
كنت اتمنى عليك عندما تناولت بالتشخيص شخصية السبلة لو انك نظرت بموضوعية وصدق لكفتي الميزان .. الحسنات والسيئات .. لوجدت ان السيئات القليلة التي وردت من قبل قلة قليلة لا تمثل شيئا يذكر امام حسنات التيار الاعظم من المواطنين الشرفاء والمخلصين الذين اعتلوا منابرها العديدة . ولعل ما ساعد هؤلاء الطفيليين والمرضى النفسيين الذين يتجولون عبر مواقع ومنتديات الشبكة تحت عشرات الاسماء هي الصعوبة الكبيرة في كشفهم وايقافهم .. هؤلاء المغرضين لا يخلو موقع الكتروني او منتدى مفتوح مهما كانت يقظة وخبرة مشرفيه متيقظين من ايقافهم.
وكم بودنا ان نغرد مع السرب وباسمائنا الحقيقية لو توفر لنا مكان مأمون على الغصن .. ولكن في ظل غياب حرية التعبير .. تظل السبلة وغيرها اغصان نشجو من عليها بالحاننا الحزينة عسى ان يحس بها ويشعر من تحجرت قلوبهم.
اما عن أدبيات الاعلام فحدث .. فنحن وللاسف لا نجيد النفاق ولا نسعى للشهرة او المادة ولا الموارة والمدح ونفاق المشاعر ولسنا ممن نضخم ونهول ، وبالاخص من نراهم على ضلال ومن يستغلون وينهبون ثرواتنا ويستخدمون مناصبهم لمنافعهم الشخصية .. وكما انتقدت السبلة وعددت مساوئها اتمنى عليك ان تنتقد بنفس الشهية والاريحية ما يحصل من تجاوزات واخطاء جعلتنا نشيخ ونحن في عز الشباب.
واخيرا .. في الهايد بارك حيث يحق للجميع التحدث بحرية تامة ومطلقة تصل احيانا حتى الذم والشتم واللعن والتجريح ، لا يمكن لاي كان ان يتعرض للآخر بالاذى ولا يتعرض المتحدثون عند مغادرتهم للمتنزه او ركنهم الشهير للتحقيق والمسائلة .. وهنا الفرق الشاسع بين سبلة العرب والهايد بارك.

No comments: