لعل من الامور العجيبة في مملكة تايلند حب ابنائها الخرافي ان صح التعبير لملكهم بوميبول أدوليادج او راما التاسع الذي يعتبر اقدم رئيس او ملك لازال يعتلي سدة الحكم وذلك من بعد تتويجه ملكا على مملكة سيام او ارض الابتسامات في التاسع من يونيو عام ١٩٤٦م اي قبل اكثر من ستة عقود وقد اتصفت سنوات حكمه الاولى بالضعف نتيجة تولي العسكر زمام الادارة الا انه استطاع ان يفرض نفسه على القرار السياسي والاهم انه تمكن من أسر قلوب التايلنديين لدرجة اعتبره البعض معها انه في مصاف الالهة !!
وبما ان الفيضانات الاخيرة التي اجتاحت معظم مناطق تايلند وتوقفت عند ضواحي عاصمتها بانكوك تسببت في مقتل اكثر من ٥٠٠ شخص والحاق اضرار جسيمة بالممتلكات الخاصة والعامة وبالزراعة والصناعة علاوة على تشريد مئات الالاف منهم ان التايلنديين استقبلوها بهدوء غريب وحاولوا قدرالامكان السيطرة عليها والتقليل من اضرارها واحكموا حماية عاصمتهم الاقتصادية ولم يتذمروا ولم يلعنوا ألهتهم او اعتبروها قد خلت عليهم نقمة وعقابا كما يحلو لبعض الاخوة عندنا التندر عندما يعصف بنا اعصار او منخفض جوى باعتبار عقاب إلهيا !
وقد هالتني بالفعل المراسم العظيمة التي صاحبت الذكرى الرابعة والثمانون لميلاد الملك التايلندي ومراسم تقديم التهاني والولاء والطاعة له باحترام اشبه ما يكون بالخنوع ولكنه في عرف التايلنديين لايعدو الاحترام الجم والحب العظيم الذي يكنونه لمليكهم … وعلى هذه الخلفية اردت جس نبض احد السواق من اصحاب القمصان الحمراء فكان رده مباشرا وقاطعا .. بأن التايلنديين قد يختلفون مع بعضهم البعض ومع ساستهم ومسؤوليهم الا انهم جميعا يحترمون الملك ويبجلونه ويعتبرون التعرض له خطا احمر لا يتجاوزونه مهما كانت الاسباب .. وذكر لي السائق ان احد السواح الاوربيين المناوئين للملكية قام برش عدد من صور الملك التي تزين الشوارع والميادين في بانكوك بالطلاء احتجاجا فكان ان القي عليه القبض وحكمت عليه بالسجن سبعون عاما قسمت على عدد الصور التي قام بتشويهها !!
يذكر ان الملك بوميبول أدوليادج الحائز على بكالوريوس في الادب الفرنسي وفي اللغتين اللاتينية والاغريقية يعشق الموسيقى ويعزف على ألة السيكسفون بالاضافه لحبه للترجمة والتصوير الفوتوغرافي ويعتبر من اغني اغنياء العالم بثروة قدرت في عام ٢٠٠٨م بما يوازي ٣٥ مليار دولار وقد جاءت احتفالية عيد ميلاده الرابع والثمانون لترسم البسمة على وجوه التايلنديين رغم فداحة الفيضانات.
No comments:
Post a Comment