هناك اوجه عديدة وطرق مختلفة لاهدار المال العام .. ولعل اكثرها شيوعا ربما هو الاهمال الناجم عن عدم احساس وتقدير بالمسؤولية او بالاحرى انعدام الضمير والاحساس .. ولربما في هذه الحالة غباء غير اعتيادي نجم عنه في النهاية تلف سلعة تكلف استيرادها ونقلها بلا شك مبالغ باهظة وذلك بشكل مكشوف وسافر أثار الاسى والغضب والحفيظة في نفسي لعدم وجود مبرر لذلك وباجراء بديل غاية في البساطة لا يتعدى حاجز بلاستيكي قمعي رخيص او حاجز خشبي بسيط .
في زيارة لدار نشر واعلان رسمية ضخت فيها الحكومة من مالنا العام الملايين من الريالات الثمينة بناءا وتجهيزا فوجئت في ثلاث مناسبات - كنت امنى النفس في كل مرة ان يتم تدارك الخطأ - بمنظر بشع دامغ على التبذير والاهدار المتعمد للمال بدا معه ان هذه المؤوسسة تملك فائضا هائلا من لفات ورق طباعة الجرائد العملاقة جعلها تستغنى عن لفتين منها واستخدامها كحواجز لمنع الدخول لمخزنها المكشوف في موقف للسيارات !!
لا اعرف بالضبط قيمة لفة الورق الواحدة ولكنها بلاشك قد تزيد عن بضع مئات من الريالات ان لم يكن اكثر وهي قطعا لا تصلح كحاجز مروري او لوحة وتتأثر بالحرارة والرطوبة وبدا ذلك واضحا بعد ان تشققت اللفة العملاقة اخيرا بعد ان ظلت مهملة لعدة اشهر دون ان يفكر خلالها أي موظف او مسؤول في الدار بأنقاذها حرصا وتوفيرا للمال المهدر وهم يمرون بها يوميا عند وصولهم ومغادرتهم .. ولعل ذلك دليل عدم مبالاة وحرص العاملين في هذه الدار من فراشهم لرئيسهم !
خلال اشهر عملت الظروف المناخية في اتلاف اللفات العملاقة امام ناظري المسؤولين والموظفين الذين كانوا يمرون بها يوميا لدى وصولهم ومغادرتهم الدار !!
والمصيبة انه هذه الدار الحكومية لم تحقق اية ارباحا تذكر تغطي تكاليف انشائها وتشغيلها وربما تشفع لها اهدار لفتين من الاوراق نتيجة غباء المسؤولين عن التخزين والمخازن فيها .. وهذا يقودنا الى التفكير بالممارسات اللامسؤولة الاخرى فيها وعدم تفرغ رئيسها حتى بزيارة وتفقد المخازن او المواقف الخلفية الرئيسية واحتلاله دوما لمدخل الدار .
هذا الموضوع والصور مهداة لمعالي وزير الاعلام ولجهاز الرقابة المالية ومن يهمه أمر مالنا العام .. لعلهم يأمرون بانقاذ باقي كمية الاوراق المكدسة في المواقف وحفظها في المخازن المناسبة ومنع استخدامها كحواجز مرورية بعد ان ذهب مئات الريالات هباءا منثورا .
No comments:
Post a Comment