Feb 24, 2011

تغييب الحقائق اسوء من الخيانة

من العادة في عالمنا العربي ان تكون الشعوب هي اخر من تعلم بما يحصل وراء كواليس السلطة بحكم التغييب الممارس عليها من اجهزة السلطة ولكن ان يغيب الزعماء عن شعوبهم واحوال مواطنيهم ومشاعرهم الحقيقية فهي مسألة غريبة وعجيبة !! ولعل القاسم المشترك بين الثورات الثلاثة التي عصف بعروش ثلاثة قادة .. حسني مبارك وزين العابدين ومعمر القذافي انهم وحتى الساعات الاخيرة قبيل هروبهم او تنحيهم ظلوا يعتقدون انهم لم يرتكبوا بحق شعوبهم ما يستوجب الثورة عليهم !! ولاشك ان مبارك واخاه زين العبادين لازالا يعيشان هول الصدمة نتيجة عدم تصديق حقيقة انقلاب الشعوب عليهم !! وهاهو ملك ملوك افريقيا ، معمر القذافي لازال غير مقتنعا بذلك هو الآخر وبصلافة يؤمن بأنه المجد وربما الرب الذي لابد ان يعبده الليبيون وغير مصدق بتاتا ثورتهم عليه ويعتبرها هلوسة !؟

لن اتطرق للاسباب جميعها التي جعلت الرؤوساء الثلاثة المذكورين غير مقتنعين بكراهية شعوبهم لهم ولكن من الواجب من وجهة نظري القاء الضوء على دور البطانة المحيطة بهم وإعلامهم في ذلك والذي تعمد تغييب الحقائق وتزييف الوقائع والتملق والنفاق لدرجة جعلت من الزعماء طاوويس مزهوة معتدة بانفسها وبانجازاتها المتوهمة .



في بداية النهضة العمانية كان قائدنا المفدى السلطان قابوس يحفظه الله على اتصال مباشر وقريب ودائم بشعبه دون قيود او حواجز او مراسم او مواكب وكان جلالته يقود سيارته بنفسه في طريقه من والى مسقط عبر شوارع مطرح ويرد بالتحية على المواطنين الذين اعتادوا المنظر وألفوه !

صور تلك الايام الجميلة ستظل عالقة في ذاكرة هذا الوطن للابد ، فحرص جلالته على الوقوف شخصيا على الصغيرة والكبيرة والشاردة والواردة في سبيل انجاز المرافق والبنى التحتية وما توفره الخدمات والمرافق للشعب معروفة للجميع ولعل زياراته المفاجئة للوزارات والفصول والمشافي وحتى لقاءاته بالمواطنين البسطاء كانت تتم مباشرة دون مراسم وترتيبات وفي جميع الاوقات يستطلع احوالهم ويستقى منهم مطالبهم وأمانيهم.

ورغم ان جلالته استعاض عن ذلك تدريجيا بالجولات السنوية الحالية للالتقاء بابنائه في المناطق المختلفة الا انها بقيت مقيدة بمراسم وترتيبات تضفي عليها اجواء الرسميات والبروتوكولات فتفقدها الحميمية السابقة والعفوية عندما يستوقف على سبيل المثال كهل مسن جلالة السلطان ويحدثه في كلمة رأس عند باب سيارته (الصورة من كتاب « عُمان قابوس» ص ٢٧) او عندما تفتح مواطنة مكنون صدرها لجلالته دون قيود وبعفوية في مكتب وزير الديوان السابق رحمه الله .

ولعله من الصعب على جلالته ان يكون الان بذاك القرب السابق برعيته يسمع منهم مباشرة وليس عن طريق وزراء او اعضاء مجالس او مراسلات او تقارير ، الا ان الامانة واجبة في ان تصل المعلومات لمقامه بدون اضافات او نقصان من البطانة التي اختارها وأتمنها والتي للاسف معظمها ابعد ما تكون هي بنفسها في علاقات مباشرة بالشعب !! اللهم الا عندما يصطحبهم جلالته في جولاته السنوية ولذا لا تعكس التقارير التي يرفعونها لجلالته الواقع بحلوه ومره .

ولعل الدروس المستقاة من الثورات الثلاثة الاخيرة ستكون كثيرة ولكن تظل مسألة تغييب الحقائق وان كانت بسيطة وتافهة في نظري هي اسوء من الخيانة العظمى في طبيعتها ، ولذا اجد من واجبي كمواطن غيور ومحب ان اتمنى لقائدي المفدى الذي لا شك انه عالم ببواطن الامور وخفاياها ان يحظى بالبطانة الاقرب له دما ونسبا ومحبة .. فمهما كان ولاء البطانة من غيرهم فهي معرضة للخطأ في الحكم والتقدير ونقل الواقع وتسعى بمراضاة جلالته ربما واتمنى ان اكون مخطئا لمصالحها وحظوتها وقربها من شخص جلالته بتصوير الاوضاع على غير حقيقتها .

3 comments:

Anonymous said...

الرسميات التي أصبحت متبعة الأن هي لحماية جلالته فحياته في أي لحظة قد تكون معرضة للخطر
بصراحة اشتقت كثيراً لأن أرى جلالته بدون رسميات

Anonymous said...

هلا احبابي اريد اجولكم شي ع مغنية اسماء البلوشيه تعرفوا ليش مختغيه اسماء تزوجت سنه 2009 شهر ديسمبر وعاد عندها بي بي واسمها فنن وخلااااااااااااااص تركت غناء والتمثيل وهي مرتاحه ف البيت زوجها ومع زوجها اي استقسار هذا ايميلي
ibtisamfofo@yahoo.com
واسما اسم ابوها محمدرقيع لانه جد اسماء من محبين فنان هندي محمد رقبع من كذا سما ولدوا محمدرقبع ما تضحكوا عناس وانت ما تعرفو حقبقه
وشكرا

أخبار said...

مقال رائع جدا
شكرا لكم