رغم ان البعض يعتقد ان التفكير في مثل هذا الموضوع سابق لأوانه ، الا ان الواقع يقول عكس ذلك . ان نجاح ثورة الشباب في مصر الذي لاشك فاجأ الجميع وبالتحديد المعنيين بالشقين الاقتصادي والسياسي من الدول الكبرى وعلى رأسها امريكا والذين لم يخرجوا ابدا عن تعهدهم الازلي بحماية الكيان الاسرائيلي الغاصب بمساندتهم للفرعون وللفراعنة الآخرين الذين يقبعون على قلوب شعوبهم كالكوابيس ولعل حرص الرئيسة الالمانية ميركل كان واضحا في هذا الخصوص .
ولعل الاشارات الاخيرة للفرعون الغارق عن عدم قبوله للاملاءات الخارجية والتدخل وان جاءت في وقت متأخر للغاية لهي دليل واضح ودامغ عن ان حكامنا ليسوا سوى دمى وقطع شطرنج بايدي الغرب والصهاينة الذين تهمهم مصالحهم فوق اي مصلحة اخري وان تظاهروا وتشدقوا بحب الشعوب والديموقراطية والحرية والوقوف مع الشباب المتظاهرين .
على ثوار مصر الشباب ان يدركوا ان نظرة الغرب اليهم لازالت قاصرة وانهم بالتعبير الساخر للساسة ليسوا اكثر من مجرد صبية متحمسين او .. just a bunch of enthusiast kids وانهم سرعان ما ينصرفون بعد الاطاحة بالطاغية لامورهم الخاصة ونشاطاتهم وتعود المياه تدريجيا للقنوات القديمة او الجديدة التي شقتها امريكا واسرائيل في الخفاء .
ولعل اولى الاشارات المطمئنة بعودة المياه تصدرت صفحة جريدة هارتز الاسرائيليه لتقول بالخط العريض ان الجيش المصري سيحافظ على معاهدة السلام مع اسرائيل في اشارة واضحة الى ان الحرس القديم لازال باق على سياسته التي رسمها الطاغية الراحل باملاءات واشنطن وتل ابيب ونفذها المايسترو عمر سليمان المطيع .
وفي برنامج «الامبراطورية Empire» التلفزيوني السياسي في قناة الجزيرة الانجليزية للمذيع مروان بشارة والذي شاهدت جزء منه اليوم تبين من النقاش الدائر بين سياسيين سابقين ومؤلفين عن ان دور امريكا المعهود وتدخلها في شؤون المنطقة بما يضمن مصالحها وأمن اسرائيل اولا لازال مستمرا وقائما حتى وان كانت الحكومات ديكتاتورية وانظمة شمولية او شعبية في طورالتكوين .
وضمن حيثيات النقاش عن دور المخابرات المصرية وعلاقتها الوطيدة باسرائيل ارعبني وهالني سماع ان افراد عملاء من المخابرات المصرية كانوا يحددون اثناء غزو غزة الاهداف التي ينبغي ان تضربها الطائرات الاسرائيلية المغيرة بالقنابل الذكية للقضاء على القيادات السياسية لحماس !! وذلك في ذات الحين الذي كان من المفروض على مصر ان تعمل دور الوسيط النزيه والمحايد لحل الخلافات بين حماس والسلطة الفلسطينية .. وما خفي اعظم .
ومن الواضح والجلي ان ضغوط امريكا واسرائيل والغرب عموما يسعى مجددا للالتفاف على الثورة لخلق نظام سياسي جديد موال لها ولمصالحها وأمن اسرائيل بالدرجة الاولى وان تظل أم الدنيا بعيدة عن محيطها العربي والاسلامي كما كانت في عهد الطاغية . فهل سيرضى شباب مصر ورجالها الذين لم تجف دماء شهدائهم بعد وفرحتهم بانتصارهم متواصلة القبول مجددا باملاءات الغرب والتبعية له ام انهم سيعلنون عن حريتهم الكاملة دون تبعية وينجحون في تحقيق حلمهم باقامة أول نظام ديمقراطي نظيف ؟
وهل يستطيع الجيش المصرى الممثل بقادته والممسك بزمام الامور حاليا من نقل مصر لمرحلة جديدة بوجوه وكوادر وطنية مخلصة ونظيفة غير مستفيدة من علاقتها بامريكا ولا تنتمى للعهد السابق بمن فيهم عمر سليمان ، ام انه سيسلم من جديد الخيط والمخيط لرموز النظام لقديم الفاسد ونائب الرئيس العميل لاسرائيل ويعود ادراجه للثكنات ؟؟ اسئلة ملحة لعل الساعات او الايام القليلة القادمة تجيب عليها.
No comments:
Post a Comment