يأتي اضراب المعلمين اليوم والذي سبقه تظاهر الباحثين عن عمل والمطالبين بزيادة الرواتب وكبح جماح ارتفاع الاسعار والايجارات الخيالية ولعل الغد يخبأ المزيد والمزيد من مظاهر عدم الرضا والسخط المتزايد على الاوضاع عموما وبالذات المعيشية كمؤشر على ضرورة تفعيل دور النقابات التي بامكانها تنظيم أمور العاملين والمهنيين في مختلف المهن والوظائف بدءا من عمال النظافة وحتى المهندسين والاطباء ورفع مطالبهم للحكومة والتفاوض بالنيابة عنهم .
وبما ان الحكومة قد اصدرت قانونا للنقابات نزولا لشرط رفعه الكونجرس الامريكي لقبول عُمان في اتفاقية التجارة الحرة وذلك لحفظ حقوق العمال الوافدين بشكل خاص فأن ابنائنا وبناتنا هم الاخرون باتوا بحاجة لنقابات تمثلهم وتدافع عن حقوقهم وتنظم مطالباتهم وحتى مظاهراتهم واعتصاماتهم .
ان تزايد الوعي الثقافي في السلطنة بالحقوق والواجبات والتغير الذي يشهده العالم العربي بثورات الشباب التي بدأت من تونس وتشتعل الآن في مصر ولعلها تنتقل لدول اخرى تتشابه فيها الظروف الاقتصادية والاجتماعية يحتم على الحكومة تنظيم مسألة المطالبات المتوقعة والسماح بتأسيس نقابات مستقلة لجميع المهنيين حتى لا يتم مفاجأتها بتظاهرات واعتصامات تعتبرها خارج القانون وتتعامل معها بقسوة قد تؤدي لما لا يحمد عقباه .. ولعلم الحكومة ان النقابات باتت ضرورة ملحة ولم تعد فقط واجهة لتلميع صورتها في اروقة الكونجرس وغيره من مؤسسات.
No comments:
Post a Comment