ليست قصة اسطورية من وحي الف ليلة وليلة بل واقع نعيشه واحداثه جارية في منطقة القرم التي كانت يوما ما مضرب المثل في الجمال بتلالها واوديتها وغابات الغاف والسمر والسدر التي كانت ترصع اوديتها الهادئة الظليلة والتي كان اهل مسقط المغامرون يبحثون فيها عن الطرائد والطيور لقنصها.
هبة الطبيعة ونتاج عبقريتها التي تشكلت على مدى مئات الآف السنين بددها للاسف جشع وفساد وجهل من كان من المفروض عليه ان يحافظ عليها ويحمي كل اجمة وشجرة وارنب وصفرد فيها .. فاباح نهبها والاستيلاء على كل شبر منها لبناء منازل وعمارات بلا تخطيط ولاذوق ولا حتى مجاري وخدمات .. فباتت القرم اليوم مسخا مزدحما بعمارات ومنازل ومجمعات سكنية وتجارية تزاحم بعضها البعض ، وحتى المساحات القليلة التي خصصت للحدائق والمسطحات الخضراء سابقا نهبت الآن وحولت لعقارات لاصحاب الواسطات من الهوامير واذنابهم ، وباتت مثل الاحياء العشوائية التي تنشأ على اطراف المدن ويختلط فيها الحابل بالنابل وكل واحد يمد ويزيد ويبنى على كيفه وبشوية خردة للتواقيع .. وكلما كبرت الواسطة والهبشة كبر البنيان وارتفع !
ولعل المأساة تتجسد واضحة في تحول الاحياء السكنية الصغيرة الوادعة على جانب منطقة القرم التجارية وامامها الى متاجر ومعارض قبيحة مهما حاول المصممون تغيير واجهاتها .. ولعل الجريمة الاخيرة في المسلسل المتواصل هي النهب الفاضح للاراضي القليلة المتبقية على الضفة اليمني للشارع المؤدي لفندق كروان بلازا والمواجهة لمدخل الحديقة .. هنا كانت تقوم غابة من اشجار الغاف والسمر ولا اجمل ولا اروع وربما آخر واحدة من نوعها بمنطقة القرم باجمعها ، وظلت الوحيدة الممنوع التصرف بها فاسبشرنا ان شيئا ما من القرم القديمة سيبقي قائما ، ولكن سبحان الله .. مثلما تحولت حديقة كلبوه بين يوم وليلة لمشروع سياحي .. أذ بغابة الغاف الجميلة تتحول بقدرة قادر لمشروع سكني جار العمل به بسرعة تدعو للاستغراب وعلى قولة الاخ بو فيصل ان «الطامة الكبرى» ان يحمل وللسخرية اسم حدائق القرم !!؟؟ .. ومنازله حسب مخطط المشروع العائد لواحد من قدامى الهوامير المعروفين تصلح لطيورالحمام او اقزام البشر !! كيف ياترى استطاع الهامور المذكور ابتلاع غابة الغاف التي ظلت الاخيرة في القرم جوابه ليس عندي ولكن ليس من الصعب الاجابة عليه !
No comments:
Post a Comment