Aug 19, 2011

غاندي جديد .. لثورة جديدة !




يبدو ان الهند على ابواب ثورة ثانية يقودها غاندي جديد .. فبعد ثورة المهاتما غاندي التي ادت لاستقلال الهند يوم الخامس عشر من اغسطس عام ١٩٤٧م … يظهر غاندي جديد في شخص الناشط كيسان بابوراو هازاري المعروف باسم آنا هازراي وهو ناشط اجتماعي قرر قيادة الهند في ثورتها الجديدة للتحرر من الفساد الذي بات كالاستعمار مسيطرا عليها من القمة للقاع .

شخصيا .. كانت لي تجربة مع الفساد في الهند مع أول زيارة للعاصمة القديمة بومبي في مستهل السبعينيات حيث تعرضت لسرقة نقودي وآلة التصوير بعد سويعات من وصولي لفندق في منطقة كولابا ومعها اضطررت لرشوة ضابط مركز الشرطة بتقديم ساعتي له كهدية حسب اقتراح احد الاصدقاء العارفين بامور بومبي لاستعادة ما سرق مني وبالفعل عند عودتي للفندق كان المدير في استقبالي مع النقود وآلة التصوير !!

الفساد مطنب في الهند ومتغلغل في جسدها كالسرطان فلا تستطيع اتمام معاملة بسيطة دون ان تدفع الرشاوي للفراش وحتى الوصول للوزير !! وهنا امثلة على الفساد في الهند من تجارب الهنود انفسهم وردت في مقالة بجريدة الشرق الاوسط (الرابط اسفل الصفحة) انقلها كما نشرت :

وتواصلت أمس المظاهرات المنددة بالفساد المستشري في الهند حيث خرجت أعداد ضخمة من المواطنين لتقول إنها ضاقت ذرعا بالفساد المستشري. وفي مشاهد لم تعهدها العاصمة منذ عقود، خرج عشرات الآلاف من المحتجين، أول من أمس، في مسيرة تلقائية بنيودلهي للإعراب عن غضبهم تجاه مشكلة تمس كل جوانب حياتهم اليومية. وشارك في الاحتجاجات طلبة في المدارس وموظفون ومتقاعدون ورجال بالجيش، بل شملت حتى مجموعة من طائفة الهيجرا من الرجال الخصيان الذين يرتدون ملابس النساء، للإعراب بصوت واحد عن مطالبهم بالتحرك لوقف الفساد، وهو ما وعدت به الحكومة تلو الأخرى دون نتيجة.
وشاركت سانديا ياداف وهي ربة بيت في الرابعة والخمسين من عمرها، في مسيرة أول من أمس برفقة اثنتين من بناتها؛ إحداهما لم تنجح في دخول الجامعة على الرغم من حصولها على 90 في المائة لرفضها دفع رشوة. وقالت سانديا: «لم يعد بإمكاننا السكوت والتفرج على ما يجري!».
وكثيرون أعربوا عن رأيهم بأن الفساد يجعلهم يشعرون بالخجل كهنود فضلا عن الحنق، لأنهم يضطرون للمشاركة في الفساد المتجذر في المجتمع دون أن يكون لديهم خيار آخر.
وقالت المتظاهرة انيتا تريهان: «نحن فاسدون جدا، اعتدنا الرشوة ونقبلها دون تردد. علينا أن نخجل من أنفسنا»، إذ اعترفت هي نفسها بدفع 20 ألف روبية (450 دولارا) رشوة مقابل الحصول على ترخيص بفتح صالون تجميل.
من جانبها، قالت انجالي ياداف التي تدرس الطب إنها اضطرت لرشوة موظف لاستخلاص شهادة وفاة والدتها. وقالت: «خجلت من نفسي جدا، أما الآن فسأقاوم الفساد».
وخرج المتظاهرون بعد حملة أطلقها آنا هازاري الناشط المخضرم الذي تعهد «بالصوم حتى الموت» احتجاجا على ما وصفه بمشروع قانون تم تخفيفه في البرلمان حتى لا تتم مكافحة الفساد مكافحة جدية. وتدور معركة هازاري الرئيسية مع حكومة رئيس الوزراء سينغ، التي طالت كبار وزرائها الفضيحة تلو الأخرى بملايين الدولارات.
ومع الاستياء العام من سجل الحكم في الهند، ينصب الغضب الأكبر على ما يستشري من فساد يومي يضطلع به الموظف تلو الآخر في مختلف المصالح. وتقول افنتيكا رواتجي الطالبة الجامعية البالغة 18 عاما إنها دفعت رشوة مؤخرا لاستخراج رخصة القيادة، وتضيف: «من دون الرشاوى لن تستخلص شيئا في الهند. هذا الاستشراء العام هو الواجب وضع حد له وعلينا التحرك بمواجهته الآن ومن هنا».
والرشاوى أمر شائع في الهند يتوجب دفعها للحصول على أي وثيقة؛ من الحصول على وصلة هاتف إلى تراخيص مزاولة الأعمال إلى خطابات القبول بالمدارس، إلخ. والفساد يستشري في كل أركان المجتمع بكافة طبقاته من الأكثر ثراء إلى الأشد فقرا. كما جرت احتجاجات مماثلة في أنحاء أخرى من البلاد من ولاية اروناتشال براديش في أقصى الشمال الشرقي إلى العاصمة المالية مومباي، ومدينة تشيناي الساحلية جنوبا.
ويقول كي اس مالهوترا، 68 عاما، أستاذ التاريخ السابق بجامعة دلهي: «أخيرا أخرجنا قضية الفساد إلى شوارع الهند. أنا سعيد بأن الهنود متحدون وراء قضية ستغير حياتنا للأبد».
وقال متظاهر مسن آخر يدعى غوفيند كومار «علينا أن نهزم الفساد الذي ينخر في النظام بأكمله»، وانضم كومار إلى المسيرة بعد وقفة احتجاجية دامت طوال الليل. وأضاف كومار: «هذه معركتنا وتلك ساحتنا»، مشيرا إلى الشارع الذي خرجت فيه المسيرات.
ومن جانبه، قال الموظف الحكومي المتقاعد سرينيفاس كريشنان إن القادة السياسيين مغيبون عن الواقع، مضيفا أن انتفاضة الاحتجاجات التي جرت فجأة ستدق ناقوسا يوقظ البلاد بأسرها، وتابع: «كل واحد هنا ضحية للفساد».

عندما يصف الناشط آنا هازاري (٧٤ عاما) الذي تعرض للاعتقال بعد تحديه للسلطة باضرابه عن الطعام احتجاجا على الفساد في الهند في متنزه عام اجراءات الحكومة لمكافحة الفساد بأنها «نكتة سخيفة » فهو يعي ذلك تماما ولذا التف حوله الشعب الهندي بكل طوائفه ومذاهبه بعد ان ضاقوا ذرعا بالفساد المستشري في اوصال وطنهم كالسرطان الذي لابد من اجتثاثه من جذوره ولذا يتزايد يوما بعديوم المؤيدين له ليشكلوا في النهاية طوفانا قد ينجح في اجتثاث الفساد والاطاحة بالحكومة الفاسدة .

No comments: