عندما تستولي عشر عائلات من الجراجير النهمة او اكثر على مجمل ثروة وطن يقطنه نحو مليوني نسمة, فأن المسألة تستدعي التوقف عندها ومراجعة اسباب ذلك وتبعاته, وايجاد الحلول لتوزيع عادل للثروة... وبالاخص عندما يكون نهم هذه الجراجير شديدا ومتواصلا ولا يتركون حتى الفتات ليقتات عليه من يحاولون مقارعتهم .. وطبعا تزداد شهية هذه الجراجيرالسمينة عندما تجد كل الامور ميسرة امامها بل ومدعومة من قبل السلطة والمسئولين فتتمادي في التهامها للاخضرواليابس معا.
وفي بلد تزداد يوما بعد يوم مشاكله الاقتصادية والاجتماعية والسياسية دون ان تتمكن السلطة الحائرة من ايجاد حلول لها.. لان جهازها الهرم الذي بدأ الفساد يدب في اوصاله مشغول في جمع الفتات وتوسل الصدقات لعل وعسى تتفضل عليهم الجراجيربالصوغات وطبعا نظير خدمات وليس لسواد عيونهم التي اعماها الجشع.
وفي مثل هذه الظروف المواتية تنشط الحركات المناهضة بمختلف توجهاتها وطنية اودينية او رجعية او ارهابية غاضبة باحثة عن الشباب العاطل الضائع بلا هدف او امل والناقم على وضعه لتوظفهم وتغسل ادمغتهم لتنفيذ برامجها وخططها واسالوا اهل الجنوب الذين مروا بمثل هذ التجربة.
وعندما تقع الواقعة وتنقلب الامور ستجد الجراجير اول الفارين للخارج لتنعم بقية حياتها بما اختلسته وكدسته من اموال الوطن في المصارف الخارجية.
اننا بحاجة ماسة الان وقبل فوات الاوان لاصلاحات جذرية اقتصادية وسياسية واجتماعية تعمل على توزيع عادل للثروة ومشاركة فاعلة للسلطة ووضع السياسات ومحاربة ضروس للجشع والفساد والفقرولجم نهم الجراجيرودفعها للحمية المفيدة لها ولغيرها لعلنا بذلك نستطيع اعادة البسمة على محيا شبابنا وشباتنا وازكاء حب الوطن والانتماء في نفوسهم من جديد.
No comments:
Post a Comment