يبدو ان هوس بلدية مسقط بالشوارع البحرية وبعض من مشاريعها دون تخطيط سليم او اعتبار للبيئة او حتى للسكان القاطنين على الشواطىء قد وصل مرحلة يتوجب وان تتوقف عندها وان تتم المساءلة بشأنها!؟ وسوف اترك مسألة كورنيش السيب لاهالي السيب الذين تضررت ممتلكاتهم واراضيهم بالمشروع واركز حديثي على كورنيش القرم.
لقد أثار مشروع كورنيش القرم جدلا كبيرا ما بين المسئولين عن البيئة والمدافعين عنها وبين البلدية والمستفيدين من مشاريعها.
فبداعي حل الاختناقات المرورية وتسهيل حركة المرور تقدمت البلدية بمشروعها الذي كان الجميع يعلم انه سيحول حظيرة القرم الطبيعية الى مستنقع لا حياة فيه في النهاية وسيتقاسم الهوامير بعدها اراضيه بعد استصلاحها.
اما رعاة البيئة وحماتها فقد اضطروا للانسحاب من معارضتهم .. فمن يهتم بالحياة الفطرية او تكاثر الاسماك في قنوات الحظيرة ومردودها على البيئة البحرية وزيادة الثروة السمكية وخاصة بعد ان مال أحد كبار رجالات الدولة لصالح مشروع البلدية ورئيسها.
وهكذا اغتصبت حظيرة القرم الطبيعية فهجرتها الطيور المقيمة او الزائرة ولم تعد يرقات الاسماك أمنة في مياه قنواتها وهاهي تحتضر رويدا رويدا.
ياتري هل حل كورنيش القرم زحمة واختناقات المرور واستحق التضحية بالحظيرة الطبيعية؟ .. شخصيا لا اعتقد ذلك فالمشكلة تتفاقم ولن يحلها اقامة كورنيش يمتد من بنات سلامة الى ضلكوت! فالمسألة تتطلب تخطيط سليم مبني على احترام البشر والبيئة بمخلوقاتها وعلى المدى البعيد وهو ما لا يستوعبه رئيس البلدية ولا المخططين بها.
ولكن ان لم يحل مشكلة الزحام والمرور فقد وفر مكانا يرتاده المواطنون للنزهة قد يرد البعض او البلدية نفسها. فاقول الا تكفي الشواطى الممتدة من هنا حتى السيب لكي نعتدي على بيئة الحظيرة ونفصلها عن البحر. والم يكن الناس يرتادون نفس الشاطىء فيما مضى؟
واخيرا وبعد ان تمت الموافقة اقيم الكورنيش على عجل وبنشاط وهمة كشارع من اتجاهين ومواقف للسيارات على الجوانب ورصيف على امتداد الشاطى, وخلاص قلنا انتهى المشروع ولكن كالعادة نتيجة التخطيط العشوائي ولمضاعفة المصاريف لصالح المقاولين, نسوا عدم كفاية المواقف على الجوانب وازدحام الكورنيش الذي تحول الى (شارع الحب) فتقرر اعادة البناء والترميم والتخطيط من جديد وطبعا اقتطاع اراض قريبة من الحظيرة.
فجرى بناء مواقف جديدة على امتداد الكورنيش المحاذي للحظيرة وتوسعته وبناء رصيف يفصل المسارين وللحد من تهور السواق الشباب الذين اتخذوا منه منذ البداية مرتعا لاستعراض سياراتهم وللمغازلة ولكبح القيادة بسرعة تم بناء اربعة او ستة مطبات لتخفيف السرعة.
ويبدو ان تلك المطبات لم ترق لحد من الاكابر فتم ازالتها لتصبح مطبين وهكذا يتم تبديد المال العام دون رقيب او حسيب. والسؤال المطروح.. كم كانت الميزانية الاصلية للمشروع وكم بلغت الآن؟ ومن المستفيد غير الشركة التي تولت الانشاء ولربما اشخاص اخرين؟
واليكم الطامة الكبرى او الفضيحة الهندسية.. لقد جرى تشييد الكورنيش الفاشل دون مراعاة لابسط المبادىء الهندسية فعلاوة على التغييرات والاضافات التي ذكرتها, لا يرتفع الكورنيش بالقدر المناسب والسليم عن مستوى الشاطىء والبحر, فمع هبوب الرياح الشديدة المنخفضة بالاخص تتكون الرمال وتتجمع في شكل كثبان على الرصيف والشارع حتى انها كادت تغطيه في الايام القليلة الماضية, وهذه مشكلة عويصة وتتطلب ميزانية اضافية اخرى تخصص لازاحة الرمال التي تتراكم كلما اشتدت الرياح او تعرضنا لمنخفض جوي.
والذين ارتادوا او مروا بالكورنيش لاحظوا ذلك بلا شك, وقد اعجبني تعليق احد الاخوة وهو ينظر للكثبان التي غطت الرصيف وجوانب الشارع امس بقوله .. انها الطبيعة تنتقم باسلوبها الخاص.
الله يستر.. مع توقع العلماء بأن مستوى البحر آخذ في الارتفاع تدريجيا, وطبعا الاخوة في البلدية لم يسمعوا بذلك ولم يضعوه في اعتباراتهم التخطيطية فان كورنيش القرم الحالي الذي تغطيه الكثيان سرعان ما سيبتلعه البحر.
واليكم ما سيحدث وتذكروا ذلك جيدا.. لتفادي مشكلة تراكم الرمال الحالية على الرصيف والشارع ستطرح مناقصة جديدة لاعادة بناء الكورنيش بمستوى مرتفع ككورنيش مطرح, او بناء جدار عال سيحجب منظر البحر على طول الكورنيش المصيبة لمنع الرمال من الزحف على الرصيف والشارع. وحياكم.
No comments:
Post a Comment