استغرب هذا الاستغراب من اكتشاف مراسل جريدة الشرق الاوسط بأن القراصنة الصوماليين يصلون ويحافظون على علاقاتهم الاسرية ؟
هنا ما جاء في الرابط :
قراصنة البحر في الصومال.. يُصَلون أيضا
يعملون بنظام الورديات ويحصلون على عطلة مع أسرهم
القاهرة: خالد محمود
عندما يحين موعد الصلاة يُسَلِهم بعضهم سلاحه إلى رفاقه وينتحي جانبا لكي يؤدى الصلاة. ذلك مشهد قد تراه طبيعياً في بعض الوحدات العسكرية هنا أو هناك، ولكنه بالقطع يظل صادما، أو باعثا على الدهشة، عندما تعلم أن من وضعوا السلاح لتوهم واصطفوا للصلاة هم من يروعون العالم وسفنه التجارية قبالة السواحل الصومالية.
«تلك نكرة.. وتلك نكرة»، هذا مبدأ يعمل به القراصنة، فبعضهم لا يجد في مهنة القرصنة ما يمنعه من أداء الصلوات الخمس في أوقاتها، أو أن يجد متسعا من الوقت للجلوس مع أصدقائه ومعارفه يتندرون على هذا الاهتمام العالمي بما يفعله قراصنة صغار السن مسلحون جيدا على سواحل تلك الدولة الغارقة منذ 17 عاما في الفوضى العارمة.
وطبقا لما رواه قراصنة ومقربون منهم لـ«الشرق الأوسط» فإن الرجال المسلحين يؤمنون بأنهم أمام عمل حقيقي أو مهنة ينبغي إجادة أدواتها جيدا قبل الانخراط فيها. ولا يرى هؤلاء أي غضاضة أو مقارنة بين ممارسة شعائر الصلوات وفقا لتعاليم الإسلام وبين ما يقومون به من أعمال إجرامية قذرة، أبسطها ترويع البحارة وابتزاز مالكي السفن.
كان بالإمكان الاستماع إلى بكاء طفل على خلفية مكالمة أجرتها «الشرق الأوسط» مع أحد القراصنة الأرضيين، وهو تعبير يشير إلى تلك المجموعات المسلحة التي لا تصعد إلى مُتون السفن المختطفة، وإنما تبقى بالجوار متأهبة للانضمام إلى القراصنة البحريين على متن السفينة، إذا ما تعرضت لأي خطر أو استشعر من عليها أية مشاكل محتملة.
سألته: هل أنت الآن مع أسرتك؟ فرد بلهجة من أدهشه السؤال: نعم.. أولسنا بشرا ولدينا صلات اجتماعية ينبغي أن نتنبه لها. الآن أنا مع أسرتي وهذا صوت ابني أحاول إقناعه بالسكوت. من حسن حظ الرضيع أنه لا يرى والده يمتشق بندقية الكلاشنيكوف ويضع مسدسا جانبيا في حزام سرواله وهو يقف في وضع أقرب للانتباه باعتباره واحدا من القراصنة.
كان الرجل الذي طلب عدم تعريفه وهو في منتصف الثلاثيات من عمره، يقول إنه يعمل من الساعة السادسة صباحا وحتى الثانية والنصف بعد الظهر قبل أن يحصل على فترة راحة يقضيها مع عائلته. بعض المتعاملين مع القراصنة لم يدهشهم الأمر مطلقا، فهم يعلمون أن القراصنة يعملون على هيئة ورديات ويقومون بتغيير نوبات الحراسة بشكل مستمر. وحده قائد المجموعة يبقى على سطح السفينة «الفريسة» لكي يتابع مع الزعيم الخفي للقراصنة كافة التطورات.
والظاهر ان العالم الذي نسي الصومال طوال عقود يعيش حالة من الفوضى العارمة والحروب الاهلية الطاحنة والصراعات الاقليمية نسي حتى ان الصوماليين بشر ومسلمون ! مثلما نسي ذلك المراسل العربي المسلم المثقف ذلك !!
عقب ١١ سبتمبر ولغاية اليوم والحرب الظاهرة والخفية التي قلبت العالم فوق تحت وساهمت في ازمته الاقتصادية الطاحنة قائمة بين الغرب وامريكا ولربما العالم اجمع من جهة ضد القاعدة وطالبان من جهة اخرى .. فماذا تحقق للطرفين بعد سبع سنين وملايين الضحايا علاوة على الدمار الذي لحق بافغانستان والعراق المقدر بالتريليونات .. لا شيء اطلاقا ! فالطرفان لايزالان يتصارعان . سيرحل بوش وسيأتي اوباما .. الذي بعد تشكيلته الحكومية يبدو انه يسير على نهج سلفه المعتوه والمشكلة ستظل بلا حل .
ولو علمنا ما الذي يدفع الصوماليين لاختطاف السفن وتعريض حياتهم للخطر بتسلقها .. قد نعرف المعاناة التي يرزحون تحتها ، ولعل ذلك يساعدنا بدوره في ايجاد حل جذري وفعال للازمة المزمنة التي يعيشها هذا الشعب المنسي .. المسلم الذي يصلي وهو في قلب الحدث .
No comments:
Post a Comment