بما ان اليوم اول ايام اجازة عيد الاضحى المبارك .. فقد قررت ان استغل سويعات صباحه الجميل لامور فاتني انجازها في الايام السابقة .. فغادرت شقتي مبكرا لدكان الحلاق المفضل لدي او كما يعرفه الاصدقاء بـ (صالون الامراء) !! على فكرة التقيت فيه مرتين بمعالي وزير الاقتصاد وجلسنا متجاورين صامتين مستسلمين لمقصات وهذرة الحلاقين ، والحق يقال اعجبني تواضع معاليه الجم وجلوسه مع العامة في محل عام للحلاقة ولك في وقت كان بامكانه ان يطلب افضل الحلاقين العالميين لزيارته في منزله او حتى مكتبه .
على أية حال ، هذه المرة لم التقي معاليه ولا حتى واحدا من ابناء الوطن !! .. فالمحل كان مزدحما بالاسيويين وبالذات ابناء جارتنا العتيقة عبر المحيط .. الهنود . ويبدو ان الحلاقين القادمين جميعهم من كيرالا كانوا فرحين بذلك ويطبقون سياسة ولايتهم الاشتراكية فاختاروا قناة تلفزيونية من قنواتهم المفضلة يستمتعون بها وزبائنهم ابناء العمومة ، اما انا فرحت ابحث عن ما تبقى من صفحات جرائدنا المملة بانتظار تسليم رأسي وما تبقى فيه من شعيرات لمقص بابو حلاقي المفضل.
بعد تصفية الرأس مما تبقى من شعيرات وتهذيب اللحية ، وبما ان منظر رفيقة دربي كان يبعث على الرثاء والعطف بعد ان تعرضت ليلة امس لاهوال زوبعة مفاجئة اعتقدت معها ان جونو قد عاد من جديد ، الا انها بخلت علينا بالامطار وغطتنا بالغبار عوضا ، قررت ان اصطحبها للمغسلة لغسيل عادي دون شامبو .
وبما اني لا افوت الفرصة اطلاقا في التمتع بمنظر البحر ولو من بعيد كلما سنحت الفرصة وبالذات شاطيء القرم الجميل ، وبالتحديد اغلى شارع بحري في العالم .. الذي كلفنا ولايزال الملايين المؤلفة التي ضخها رئيس البلدية السابق في الشق والتعديل والتنميق بما جاد من الانتربلوك وغلى من اعمدة الاضاءة الفيكتورية الطابع والتي لم تصمد امام جونو فذهبت ادراج البحر.
شارع الحب كما هو معروف الذي كان يستعرض فيها شبابنا المبدع وأمل المستقبل الواعد سياراتهم الفارهة والسريعة على أمل ان تلفت نظر فتياتنا الخجولات ! هذ الشارع الممتد بطول الشاطيء ما بين فندق كروان بلازا وفندق الانتر تحول لورشة عمل هندية بمعدات من مخلفات الحرب العالمية لبناء جسرين اضافيين للسماح للفيضانات القادمة ان جاءت بالمرور من تحتها للبحر دون ان تحوله لجزر متناثرة.
ويخال للمرء المتابع للمشروع المتواصل منذ عامين انه لن ينتهي اطلاقا وذلك للوتيرة البطيئة لاعماله الانشائية ، وانه سيدخل حقا موسوعة جينيز للارقام القياسية باعتباره سيستغرق اكثر من السنوات الاربعة التي شيد خلالها جسر البوابة الذهبية الشهير فوق خليج سان فرانسيسكو ، الذي يربط بين مدينة سوساليتو في الشمال وسان فرانسيسكو في الغرب .. والفارق ان جسر البوابة الذهبية يبلغ طوله ١،٢٢ ميلا وشارع الحب لا يتجاوز النص كيلومتر ان لم يكن اقل !!؟؟
وهنا ايضا وللغرابة لم اصادف ولا عمانيا واحدا رغم ان الشاطىء كان مكتظا بالبشر وكالعادة معظمهم من قارة البهارات ، وكأنه شاطىء جوباتي الشهير في مومبي. استغربت هذا الاختفاء ومع ذلك اعتقدت انها مصادفة واني قطعا ساجد احدا من بلدي في محطتي التالية .. مغسلة السيارات في الصاروج . وهنا ايضا كان طابور السيارات المصطفة للغسيل طويلا ولا أثر لابناء الوطن ومعظم الزبائن هنود في هنود ما عدا مشغل المحطة والذي تبين انه من ام الدنيا .. مصر.
وبانتظار تجفيف رفيقة الدرب وتنظيفها واستغلالا للوقت قررت شراء جريدة والتسلي بها في مطعم الوجبات السريعة المقابل .. فقصدت محل سلكت في محطة الوقود وهنا ايضا صدمت مرة اخرى فلم اجد من العمانيين ولا واحد وحتـى المحصلة العمانية المعتادة غائبة والزبائن في معظمهم من الاسيويين والوافدين . واثناء تناولي للقهوة في مطعم الوجبات السريعة منيت النفس بأن التقي بعُماني ولو واحد لانتهز الفرصة واهنئه بالعيد ولكن هيهات !! .. يبدو ان الارض ابتلعت اهل البلد وابقت على الهنود واني آخر من تبقى !!
بعد ان انتهي تنظيف رفيقة الدرب وتجفيفها عدت لشقتي فورا واتصلت باحد الرفاق .. رن الهاتف طويلا .. فخلت معه ان خطبا جللا ما قد حدث له ولاهل مسقط جميعا .. فليس من عادته التأخر في الجواب .. ولكن الحمدلله رد على مكالمتي في النهاية .. فايقنت عندها اني لست العماني الوحيد في مسقط .. العامرة .. بالهنود !
No comments:
Post a Comment