يبدو ان بعض الاخوة لا يفوتون أية شاردة وواردة يأتي فيها ذكر الموسيقى او الاشارة لدار الاوبرا ولو من باب الاعتذار عن خطأ غير مقصود من قبل مسلم اراد التعبير عن حبه واعتزازه بدينه الاسلامي .. الا وتراهم يقفزون رافعين عقيرتهم وشاهرين خناجرهم منددين ومعترضين على الموسيقى والغناء ودار الاوبرا .. بل بلغت بهم الوقاحة للخروج بمظاهرة منادين فيها بهدمها او تحويلها لدار لتحفيظ القرأن .. حلم بها سماحة مفتينا واستبشر فتحا مبينا !! .. وكأن الموسيقى باتت اليوم عدو الشعب الاول واللدود .. والفيروس القاتل الذي يهدده بالفناء والخراب .. وسبب الكوارث والاعاصير والفيضانات !! .. وباتت دار الاوبرا الصنم العظيم الذي ينبغي هدمه وازاحته وبناء جامع آخر مكانه .. وكأنها سبب بلاء عُمان وتأخرها وتخلفها عن ركب التقدم والتطور .. ورمز خروجها عن نهج الاسلام والدرب القويم .. مستندين على ذلك وللاسف الشديد على ما ورد من تحريم للموسيقي لازال موضع جدل وعدم اتفاق بين علماء الامة يحرمه البعض ويجيزه البعض .. وبين هذا وذاك باتت الموسيقى والفنون واقعا معاشا وتراثا متوارثا من العصور الحجرية !!

في مصر الازهر الشريف وعاصمة الثقافة الاسلامية العتيدة .. التي تمكن من حكمها الاخوان المسلمون مؤخرا توجد ثلاث دور للاوبرا شيدت الاولى في عام ١٨٦٩م .. ولم نسمع باحد من المفتيين او رجال الدين المصريين او اعضاء حركة الاخوان المسلمين من يدعو لهدمها واقامة مراكز اسلامية بدلها !! .. والآن هناك مشاريع لاقامة دور اوبرا في معظم دول الخليج كالكويت وابوظبي ودبي .. وفي قطر ايضا ولبنان والحبل على الجرار .. علاوة على وجود دور للاوبرا في سوريا واندونيسيا وماليزيا وكازاخستان وازبكستان وتركيا .. فهل هذه الدول الاسلامية اقل غيرة على دينهم من بعض المغالين من اهل عُمان !؟؟ ام ان مفتيي هذه  الديار الاسلامية ليسوا بمستوى او غيرة او علم سماحة مفتى عُمان !؟

ما حصل اليوم وللاسف لهو مؤشر خطير للغاية على فتنة قادمة تحاك خطوطها المفضوحة تحت عذر الدار اليتيمة للفنون الغنائية .. وكأن عُمان لم تعرف الموسيقى والغناء والرقص الا بعيد انشاء هذه الدار !! .. وكأن اكثر من ١٤ الف مسجد وجامع ومدرسة للقرأن ليست كافية ولا تشفع حتى يقوموا بهدم دار الاوبرا الوحيدة وتحويلها لمركز اسلامي .. بينما اكبر جامع ومركز اسلامي في السلطنة على بعد كيلومترات من دار الاوبرا التي تحيط بها بنفسها نحو ستة جوامع والسادس قيد الانشاء !! .. في النهاية اقول لمن تظاهروا اليوم في مسقط وصحار .. ان كنتم فعلا تغارون على الدين وعلى القرأن .. فالاحرى بكم  محاربة الاعداء الحقيقيين له .. وليس مبنى وحيد للفنون والثقافة .. ولكن ماذا عساي ان اقول ..  مبونها الرهوة على الاوبرا !!