في الواقع منذ ان انطلقت المظاهرات المعارضة لنظام حكم الرئيس حسني مبارك
في مصر والتي كانت شرارتها في رأيي قد بدات مثلما بدأت في تونس بانتحار محمد
البوعزيزي احتجاجا .. جاءت في مصر بمقتل الشاب خالد سعيد في الاسكندرية على
يد مخابرات الشرطة .. ومن ثم توالت الاحداث التي اثارها بنشاطهم وحماسهم ما يعرفون بشباب الانترنت فبدأت كرة الجليد بالتدحرج .. الى ان توالت المليونيات في جمعات الغضب التي جمعت ربما للمرة الاولى جميع الاطياف السياسية المعارضة من
مختلف الاديان والطبقات من اقصى اليمين الليبرالي الى اقصى السلفية الجهادية .
في النهاية نجح التحالف والتعاضد والاتفاق في ميدان التحرير بالاطاحة بالحكومة
ووضع الرئيس واعوانه خلق القضبان في سابقة تاريخية لن ينساها العالم .. وقد سارت
الامور وتوالت الاحداث كما يقولون ” سمن على عسل “ .. وانتشرت الامثال على
الانترنت .. ولعل اصدقها والذي لخص اتفاق الشارع المصري كان ” يا نعيش عيشة فل
يا نتسجن احنا الكل “ .. وبما ان المطلب الرئيسي كان اقرار الديموقراطية والاحتكام
لصوت الشعب ليختار ممثليه .. نجح الاخوان المسلمون بجدارة واستحقاق وجاء اختيار
الدكتورمحمد مرسى رئيسا منتخبا لمصر بنسبة 51.73% من اجمالي عدد الاصوات .
ولعل ذلك اصاب الآخرين بخيبة أمل شديدة للغاية ولاسيما اولئك الطامعون لسدة
الحكم فقاموا للاسف الشديدة بثورة مضادة او بالاحرى في هذه الحالة بثوارة ..
( عامية مقتبسة من غباء الثور الهائج ) .. وذلك في محاولة للاطاحة بالرئيس المنتخب
شرعيا وعبر صناديق الاقتراع ديموقراطيا .. وذلك عبر الاعتراض على كل
شاردة وواردة وتصوير الاخوان المسلمين كأنهم اعداء لمصر وللتحرر والتقدم حتى
دون اعطاءهم فرصة زمنية ولولا لبضع اعوام لاثبات جدارتهم .
واعتقد المعارضون الذين وللاسف انضم اليهم من كنت اعتقد انه احد اكثر المصريين
اعتدالا واستقلالية وحكمة الدكتور محمد البرادعي !! وصار ورقة بيد من يريدون لمصر
ان تعود للعهد السابق وحضن امريكا .. تحولت المعارضة المصرية الشريفة وللاسف
لمعارضة خسيسة هدفها هو قطع الطريق على الحكومة المنتخبة من غالبية الشعب
المصري .. لا نها باعتبارهم متدينة ومن تنظيم الاخوان المسلمين !!
أي انهم يريدون الانقلاب على نفس المباديء الديموقراطية التي اطاحوا بها بالرئيس
السابق .. لمجرد انها لم تخدمهم عبر صناديق الاقتراع !! .. وبعد تصويت 63% بالموافقة على اقرار الدستورفي صدمة اخرى ظلوا يطعنون ويزايدون بشكل مثير للاشمئزاز والضحك وكأنهم مشجعو فريق كرة قدم خسر مباراة كأس بالقاء اللوم على التحكيم !!
هذه التصرفات لا تدع مجالا للشك على ان الثلاثي الخاسر يعمل لمصلحته ولا تهمه
مصلحة الشعب ويتصرفون كالمراهقين الخاسرين .. فهل يستفيقون اخيرا ويصبحون رجالا ناضجين ويضعون يدهم بيد الحكومة المنتخبة مهما كان توجهها .. وطالما عملت لصالح البلد ومصلحة الجميع .. ام يفوتهم القطار للابد .. ويستمرون في ثوارتهم !؟