Oct 20, 2012

ان لم تسعكم الفيحاء .. فقلب عُمـان يسع الجميع






بعد ان هدأت النفوس الجزعة وارتاحت الخواطر المضطربة التي اثارتها رغبة
بضع فتيات عُمانيات ممارسة رياضة ركوب الدراجات وذلك بنفي نادي سمائل ورئيسه
بعد تصريحه سابقا بالقول متباهيا : نادي سمائل له السبق في إشهار أول فريق نسائي في
الدراجات الهوائية بالسلطنة (انظر الرابط : http://alharah2.net/alharah/t48718.html )
يخرج علينا نافيا بالقول .. ‎يؤكد مجلس الإدارة أن ما نشر الأربعاء الماضي جاء نتيجة
لمرحلة أولى وتأسيسية بتكوين فريق ليس إلا، ولا يوجد قرار بالإشهار على الإطلاق !!
(انظر الرابط : http://alharah2.net/alharah/t48839.html ) .. بل اشاروا
الى ان ثلاثة من الفتيات لايحملن حتى الجنسية السمائلية وقد اتينا من خارجها !!
هكذا وببساطة تراجع الرئيس والادارة عن تصريحه وعن سعادته في اشهار اول فريق
نسائي للدراجات الهوائية في السلطنة والخليج .. الى وئد اول فريق من الفتيات العُمانيات
اللائي اردن عن حسن نية تمثيل الولاية والسلطنة في هذه الرياضة الجميلة .. بل ان عضو مجلس الشورى عن الولاية لم يكتفي بالوئد بل قطع الطريق على المرأة في سمائل من ممارسة مثل هذه الرياضة مستقبلا !
وليسمح لي هنا الاخ الكاتب محمد بن سيف الرحبي ان اقتبس جزءا من مقالته اليوم
لقد خدشتن طهارتنا ! بهذا الخصوص  ( انظر الرابط : Al Shabiba - Latest News,World,Business News,Sports ) : 

ماذا فعلتن يا بنات سمائل؟ بنات بلادي؟

كم خدشتن طهارتنا، نقاءنا.. وقد كانت الملائكة تتنزل علينا آلاء الليل وأطراف النهار،
فلا نعرف ما معنى أن يرتكب المرء سيئة أو ذنبا يستوجب العقاب والعقوبة!
لماذا تقدن دراجات هوائية مع أنكن تعرفن خطورة ذلك على أخلاقنا الطاهرة المعصومة
من كل خطأ وخطيئة؟!

وتعرفن أنكن من بلاد العلم والعلماء، في كل زاوية مجلس علم، وعلى كل درب يقف عالم، وعلى امتداد وادي سمائل تمتد حلقات الذكر حتى مطلع الفجر، خاصة أواخر الأسبوع !

ها هم حراس الفضيلة وقفوا ضد فعلكن بالمرصاد، تحدثوا عن الأخلاق بإسهاب مع أنهم
رموكن بأبشع الصفات، وتحدثوا عن الدين مع أنهم قذفوكن، وعلى امتداد ولايات عمان
(وخارجها) جاءت التعليقات الأخلاقية (جدا) لتستنكر ما فعلتهن من (منكر) بكلام فاحش
نال من الولاية، حتى أصبحتن النقطة السوداء في بقعة طاهرة كل ما فيها بياض في بياض، طهرا وعفافا وحشمة.

ماذا فعلتن، هداكن الله، وقد جلبتن السمعة السيئة لبلاد كل من فيها يفتخر بسمعة طيبة
توازي سمعة البقعة الطيبة، حركتن نار الغيرة عليكن وعلى سمعتكن من الذين يعرفون
ما معنى الغيرة ومن الذين لا يفقهون في الغيرة شيئا! وقفت سمائل ولم تقعد، لأن خمسا من بناتها قدن دراجات هوائية، أعوذ بالله، ما هذا المنكر الشنيع؟!

ساءت سمعتها لأن هؤلاء الخمس ركبن دراجة هوائية، اهتزت بقوة كقشرة بيض
وتداعى دعاة الإصلاح والقداسة ليبحثوا ما أصاب البلاد من نكبة، مخافة العقاب
الالهي حينما يكون كل شيء طاهرا، تمام الطهارة، ويأتي قلة من البشر يتجرأون
على الأخلاق، علما أن النادي كان به فريق نسائي لألعاب القوى والكرة الطائرة،
وفي عمان جميعها أنشطة رياضية نسائية لم تستنفر الأتقياء والادعياء باسم
الغيرة على بنات المسلمين..

صاروا أكثر غيرة عليهن من أولياء أمورهن، صاروا أوصياء على الجميع باسم
الدين والأخلاق، مع أن أغلبهم عليهم أخذ دروس في الدين والأخلاق.. والحوار
المبني عليهما، وقد قرأت على صفحتي في فيسبوك وتويتر مستوى أخلاقي
رفيع (أقصد وضيعا) من أناس قالوا إنهم حريصون على الأخلاق، بينما ألفاظهم
تخرج من (دورات المياه).

لم يصابوا بهذا الهوس من الغيرة والأخلاق حينما تذهب (بنات المسلمين) إلى
محلات الخياطة بمفردهن، وحين يعملن في المحلات التجارية مع أجانب، وحين
يسهرن في المقاهي حتى مطلع الفجر.

لم يطلبوا من الشرطة قوائم بالذين حقا يستحقون وقفة دينية وأخلاقية، من
متعاطيات المخدرات والخمر والدعارة ..

بقين هؤلاء (المسكينات) وحدهن من خدشن طهارتنا، فاستحقن هذا السيل
من الاعتراضات والشتائم، مما حدا لبعض المتشاعرين من إطلاق غثائه اللفظي
وكأنه يستنجد بالمعتصم ليرى ماذا فعلن فتيات قدن (دراجات هوائية)..
محتشمات أكثر بكثير من (بعض) لابسات العباءات التي تظهر أكثر مما تغطي.

نعم، من حق أي شخص ان تكون له وجهة نظر مختلفة، لكن ليس بأسلوب
المصادرة واطلاق البذاءات والسخرية، فسمائل تبقى فيحاء عمان، فخرنا انها
مهد العلماء وبلاد مازن، إنما لا نعيش الزمان نفسه مرتين، وإذا كانت هي
بلاد مازن بن غضوبة، فهي أيضا بلاد خردلة بن سماعة الذي قتل العلامة
الشهير احمد بن النظر، وبين أبنائها من احرق مكتبة هذا العالم الجليل،
هي بلاد كما هي بقية بلاد الله، بها بشر خلقهم الله ليكونوا بشرا،
لا ملائكة ولا شياطين !

قلت ما أردت، وللبعض أن (يتقوّلوا) .. كما يشاؤون


شكرا لرجال سمائل الاشاوس على هديتهم لعُمان وهي تحتفل بيوم المرأة العُمانية ..
فقد اثبتم انكم صناديد فعلا في التصدي لكل امرأة وفتاة تتجرأ وتعلن عن حبها لممارسة
رياضتها في العلن ليقتصر نشاط انديتكم على القوامون على النساء فقط !!

شخصيا .. اعتذر ولو اني لست من سمائل للفتيات اللائي اسقطت عنهن السمائلية
واهلهن واقول .. ان لم تسعكم الفيحاء .. فقلب عُمان يسع الجميع . تحياتي .

No comments: