حتى وقت قريب كنت اعتقد ان غالبية الجرائم في السلطنة يرتكبها الوافدون ولاسيما اننا نستضيف نحو مليون وافد ان لم يكن اكثر نتيجة مباشرة لاعتماد هواميرنا عليهم لرخصهم ونتيجة تستر المواطنين عليهم لمنافع خاصة مستترة بغطاء التجارة !! ولعل ما فاقم من المشكلة اننا فتحنا الباب لعوائلهم الابواب وشرعناها ليلتحقوا بهم وينتعش سوق العقاريين والتجار وتتفاقم مشكلة العمانيين الباحثين عن عمل وعن سكن .. فبدلا من مزاحمة الموظف الوافد المتعاقد معه بات عليهم مجابهة العائلة ان لم يكن القبيلة باكملها التي تلتحق بالموظف وتتوظف وتعمل بالالتفاف على القوانين وبمساعدة اللوبي الذي ينتمون اليه مزاحمين ومنافسين ابناء وبنات الوطن على لقمة العيش وعلى القلة القليلة من الوظائف المتاحة !!
ولو سألنا انفسنا من هم المستفيدون من المليون وافد من مجمل العمانيين لوجدنا انهم في النهاية قلة ربما لا تشكل على الارجح ١٠٪ من السكان وتتمثل بالهوامير اصحاب الشركات بمختلف احجامها والتي تسعى بتوظيف وتمكين الوافدين من الربح المضاعف نتيجة تدنى رواتبهم وعدم قدرة ابنائنا على القبول والمنافسة ومن تجرأ منهم وتوظف فأنه سيواجه اللوبي والادارة وصاحب الشركة حتى يتم تطفيشه نهائيا واتهامه تبريرا بعدم الكفاءة والمقدرة !!
والي جانب اصحاب المال والاعمال نجد للاسف مواطنين جشعين من صغار التجار يعملون بكفالة الوافدين وتسريحهم لقاء رسم شهري يتقاضونه عن كل واحد منهم وهم الموظف الرئيسي للعمالة السائبة والمشجعة لها على الاستـقـرار في بلد باع مواطنيه الجشعين ضمائرهم مقابل حفنة ريالات !!
ولكن ليس هذا صلب الموضوع الرئيسي الخطير الذي نتناوله هنا وان كان السبب الرئيسي لما سنتناوله .. فقد دهشت اليوم واصبت بما يشبه الصدمة عند قراءتي لخبر نشرته جريدة الشبيبة على صفحة كاملة وتعامل معه المخرج باحترافية جعلت الصور تلعب دور الكلمات وتعكس الواقع المزري والحقيقة المفجعة وجاء عنوانه ..
(( القبض على ( ١٢٦ ) متهما ارتكبوا ( ١١٤ ) جريمة سرقة خلال شهر سبتمبر لوحده ))
( الرابط : http://www.eshabiba.com/default.aspx...0_2012_012.jpg ) ..
ولم تقتصر الصدمة عند قراءة العنوان على عدد الجرائم القياسي ولا على عدد من تم القاء القبض عليهم .. ولكن المفاجأة كانت عندما اكتشفت ان اكثر من ثلثي المتهمين هم من العمانيون والعمانيات !!
هذه الحقيقة المفجعة دفعتني لتقصي الارقام والعودة لكتب الاحصاء لاكتشف ان معدل الجريمة اجمالا في السلطنة في ارتفاع لافت للنظر وبالاخص بين العُمانيين حيث ارتفع مجمل الجرائم من ١١،٩٠٥ جريمة في عام ٢٠٠٨م ليبلغ في عام ٢٠١٠ م ما مجموعه ١٤،٦٣٢ جريمة .
احصائية بالمتهمون المحكوم عليهم وعدد الجرائم وانواعها لعام ٢٠٠٨م
( http://www.moneoman.gov.om/book/syb2...bic/social.htm )
احصائية بالمتهمون المحكوم عليهم وعدد الجرائم وانواعها لعام ٢٠١٠م.
( Statistical Year Book 2011 الكتاب الاحصائي السنوي )
امام هذا الواقع المرير لابد من وقفة جادة ومتعمقة لدراسة الاسباب والمسببات التي تدفع بالعمانيين والعمانيات لارتكاب الجرائم بانواعها مع وضع الحلول الكفيلة بمنع الجريمة وتفاديها والتي اعتقد من وجهة نظري الخاصة ان اسبابها الرئيسية لا تخرج عن النطاق الاقتصادي والاجتماعي بدليل انها في الغالب وبالدرجة الاولى سرقة ممتلكات من منازل وسيارات وافراد اضافة للتزوير والرشوة والفساد تليها حرائم القتل والايذاء والاغتصاب والقمار والمخدرات والبغاء .
الموضوع مطـروح للنقـاش الجـاد والمثـمر ولـيس للتناحر والشخصنة فرجـاءا لنبحـث عـن حلول ونطرح مــا لدينـا مـن افكـار ومقترحات لعلها تعين القائمين والمعنيين على الخروج بقرارات تحد من هذه الظاهرة الخطيرة التي تسيء لنا كافراد وكوطن .
No comments:
Post a Comment