لو اننا بحثنا في مسقط طولا وعرضا عن منطقة سكنية قمة في العشوائية وسوء التخطيط والتعدي السافر على البيئة والتضاريس الطبيعية .. لتبوأت المنطقة المحاذية لرأس الحمراء ومخيم مصفأة عُمان الترتيب .. فهنا تقع بحق جريمة شنعاء تتوافر فيها جميع المخالفات والتجاوزات التخطيطية والبيئية وتلقي بظلال الشك على التصاريح التي حصل عليها الهوامير ( او الهامور ) اصحاب المشروع ربما من وراء الكواليس وعن طريق الواسطات متجاوزين القوانين البيئية والبلدية وتاكيدا التخطيطية وذلك في سبيل بناء مجمعات سكنية وتجارية واستصلاح اراض للبيع باسعار خيالية .. ولنأخذ بالتفصيل المشروع الجاري تنفيذه او بالاحرى الجريمة الجاري ارتكابها لنتعرف على حجم التجاوزات المريعة .
خلفية المشروع
هذه الاراضي المحاذية لمنطقة رأس الحمراء والواقعة على يمين الذريق المؤدي لبوابة منطقة ميناء الفحل الثانية ومصفأة نفط عُمان التي يتم استصلاحها مجددا بازاحة التلال الطبيعية الجميلة التي تتميز بها المنطقة واشجار الغاف والسمر كانت من ضمن اراض تنازلت عنها شركة تنمية نفط لصالح عدد من الوزراء وبالمجان في السبعينيات من
بينهم وزير النفط السابق لاستثمارها وذلك ببنائها لهم بقروض بنكية وضمان الشركة استئجارها منهم لنهاية عمرها الافتراضي وهو ما حصل بالفعل .. اي انها كانت بمثابة عطية من الشركة للوزراء مغلفة بطابع الاستثمار .
( معلومات مفصلة عن ذلك كنت قد نشرتها في مقالتين .. الاولى في سبلة عُمان
وقد جرى شطبها ولكن لحسن الحظ احتفظ احد الاخوة بنسخة منها اليكم رابطها
( على من تقرأ زبورك يامقبول ؟؟ - سبلة عمان )
والمتابعة طرحتها هنا في في الحارة وهذا هو رابطها
( تعقيب حول موضوع .. على من تقرأ زبورك يا مقبول ؟ )
وبعد ان انتهى العمر الافتراضي لهذه المساكن التي تم بنائها باسلوب جميل مشابه لمساكن الشركة بمنطقة رأسالحمراء بحيث لا تؤثر على البيئة ولا تشوه الطبيعة التضاريسية للتلال ولا تتسبب في قطع اشجارها والحاق الضرر بنباتاتها جاء الهوامير الجدد بعد شرائهم لها من بنك مسقط الذي استولى عليها كرهن نظير قروض للوزراء المذكورين .. وطمعا في مضاعفة حجم الاراضي من قبل الملاك الجدد لاقامة مشروع مجمعات سكنية استثماري باسم « قرية قرم » سبق وان تناولته فى الروابط اعلاه .. قامت بتسوية التلال الجميلة والاستيلاء حتى على مساحة شاسعة محاذية للشارع كانت مخصصة اصلا لاقامة حديقة عامة منذ عهد الرئيس السابق لبلدية مسقط واحتوت على عدد من اشجار الغاف المعمرة .. وطوال الاشهر الماضية عملت المعدات والحفارات ليل نهار في تدمير التلال والتهامها كهامور نهم بشكل قضى على الاخضر واليابس .. في مخالفة صريحة للقوانين البيئية التي تحظر قطع الاشجار المحلية كالغاف والسمر .. وفي ظل سكوت مريب من وزارة البيئة عن هذه التجاوزات البيئية وسكوت مطبق من قبل البلدية عن الاستيلاء على الحديقة العامة الموعودة .. علاوة على ما تسبب فيه المشروع ولايزال من تلوث وضجيج !!
ولعل الصور هي ابلغ دليل على هذه الجريمة النكراء وعلى التجاوزات .. ابعثها كبطاقات لمعالي وزير البيئة ولسعادة رئيس بلدية مسقط ولجميع المسؤولين الحريصين على مسقط والناشطين البيئيين .. لعلهم يتحركون لانقاذ ما تبقى من تلالنا وجبالنا واوديتنا ونباتاتنا ميزت عاصمتنا عن عواصم المنطقة .. انقذوا مسقط عموما من التشوية والاستغلال العشوائيالبشع للهوامير النهمين الذين لا يقيمون وزنا للقوانين والاعراف البيئية بقدر ما يعشقون زيادة الاصفار في حساباتهم البنكية .
لقطة من الجو للمنطقة حيث يلاحظ التدمير البشع للبيئة وللتلال وموقع الحديقة العامة المظلل بالاصفر التي استولوا عليها
ولقطة اخرى حديثة للمشروع المدمر للبيئة
اشجار الغاف المعمرة الجميلة الواقعة ضمن الارض المخصصة لحديقة عامة
لم ترى النور للاسف والبلدية مطالبة بالاجابة
اشجار الغاف المعمرة التي ظلت وارفة لعشرات السنين وربما اكثر وقد اقتلعت ببشاعة تمهيدا لبناء اساسات عمارات قبيحة رخيصة
جذوع الغاف المقتلعة امام العمارات التي انتهى بنائها وهي من اقبح وارخص
العمارات ومعروضة للايجار باسعار خيالية لا يقدر عليها العمانيون طبعا ..
رغم ان صاحب المشروع روج في البداية ان من اهداف المشروع توفير
مساكن في متناول العُمانيين !!
رابط موضوع آخر عن فوضى التخطيط والعشوائية والانتهازية في الاستيلاء على الاراضي دون ادنى اهتمام بالامور البيئية والجمالية للعاصمة مسقط :
سيمفونية فوضوية تعزف الحانها على تلال القرم الصخرية !! - سبلة عمان
No comments:
Post a Comment