Nov 18, 2011


حارتنا باتجاهين





حارتنا والحمدلله لازالت باتجاهين تتقبل الرأي والرأي الاخر .. هكذا وجدت وهكذا ستبقى رغم محاولات البعض لجعلها باتجاه وأحد او باتجاهين متضادين لا يلتقيان ابدا وذلك لغايات اقل ما يقال عنها انها غير ديموقراطية وربما غير إنسانية ايضا .. فلسنا هنا لممارسة الاقصاء او الالغاء او التغييب بل نحن هنا لممارسة حرية التعبير بشكلها الحقيقي .


هنا يلتقي الجميع من الاسلاميين على اختلاف مدارسهم ومذاهبهم والعلمانيين والليبراليين والاشتراكيين وحتى اللادينيين .. ومن اقصى اليمين الى اقصى اليسار ليتحاوروا ويتناقشوا وليس ليتحاربوا ويقتتلوا .. فالحارة تسعهم جميعا وشرطها الاساسي هو احترام الرأي وليس بالضرورة من يقف وراءه .. هدفنا جميعا على اختلافنا هو الوطن والصالح العام بما يحفظ وحدته وأمنه ومنجزاته وحياضه .




ليس من صالحنا ابناء الوطن الواحد باختلاف مشاربنا واقاليمنا وعشائرنا ان ننقسم على بعضنا الى ما لا نهاية ونمشى في خطين لا يلتقيان ابدا وذلك بالاصرار على ارائنا رغم قناعتنا باراء الآخرين .. وليس من صالحنا ان نتحزب ونتشيع في وقت عشنا فيه متحدين متعاضدين وجنينا ثمار الوحدة والأمان والعالم من حولنا يتمزق نتيجة المذهبية والعشائرية والقبلية … فلنحترم بعضنا البعض حتى وان اختلفت ارائنا ولا نحاول الطعن والغدر والتأمر على عضو لم يلتقي رأيه معنا باقصائه والتعرض لشخصه واحيانا التطاول على أهله كما يفعل بعض المرضى المفلسين .




اصرار البعض على الاراء الخاطئة بداعي العناد او عدم القبول بالحقيقة والاصرار على الدوران والتوهان في حلقة مفرغة لن تفضي لنتيجة وفيها مضيعة للوقت وللجهد .. فلنعمل على قبول الرأي المعارض ان كان على حق .. فالاعتراف في النهاية من شيم الشجعان .


من الملاحظ في الحارة وغيرها الغلو والتطرف والتمادي في السلبية بحيث يتخيل البعض اننا وطن تنتشر فيه الاوبئة والمجاعات وتنعق فيه الغربان على جثث الضحايا واننا ماضون في نفق مظلم الى ما لا نهاية .. ان الافراط في التشائم والركون للسلبية لا يساعدان على التقدم ويجعلان المرء مأسور بالهم لايرى الامور بتفائل ويركن للعزلة ويبحث عن من هم على شاكلته ليحكي همومه .




في النهاية .. تلتقي الخطوط باتفاق عادة رغم اختلاف المسارات مغلبة المصلحة العامة وليس الخاصة وحارتنا هي القاعدة وليست الاستثناء وهي باتجاهين ولم تكن يوما باتجاه وأحد فليتوقف من يريد تحويل المسار .

Nov 14, 2011

خرافة العقاب الإلهي .. والظواهر الطبيعية !



ما الذي يجمع بين عُمان وباكستان والصومال وتركيا واندونيسيا ؟؟ انها بلدان للمسلمين اولا .. وثانيا .. ابتليت بكوارث طبيعية متنوعة ومتفاوتة من اعاصير وفيضانات ومجاعات وزلزال وتسونامي ذهب ضحيتها عشرات الالاف من البشر بالاضافة لدمار شديد اصاب البنى التحتية بها مخلفا خسائر مادية عظيمة غيرت حياة الناجين لبأس ومعاناة .. امام هذه الظواهر الطبيعية نجد البعض من المتزمتين الذين خلت قلوبهم من الرأفة والعطف والإنسانية يتبجحون ويتندرون بتفسير تلك الكوارث الطبيعية بأنها عقاب رباني جماعي منزل على مواطني تلك الدول نتيجة فسادهم وفسوقهم ومعصيتهم وكفرهم !!



من أثار جونو




من ضحايا مجاعة الصومال




من ضحايا فيضانات باكستان




من ضحايا زلزال تركيا




من ضحايا تسونامي اندونيسيا



وبما ان البعض عندنا من امثال اولئك المتزمتين بعد ان تعبوا من النعيق والعويل على انشاء دار يتيمة تعتني بالفنون الموسيقية والايقاعية باتت رمزا حضاريا ومعماريا يميز اهتمامنا وصفها جلالة السلطان يحفظه الله بانها تتويج لدور عُمان في اثراء الثقافة العالمية ومساهمة لتكون الدار مركز اشعاع ثقافي للشعب العُماني والإنسانية جمعاء .. رفعوا عقيرتهم مجددا باصواتهم النشاز ليربطوا الفيضانات الاخيرة جراء الامطار بالعقاب الرباني المنزل مذكرين ايانا بما اثاروه سابقا من ترهات عندما جاءنا جونو !!

متى ياترى يفكر هؤلاء ويستخدمون ادمغتهم التي وهبها الله لهم وميزهم بها لفهم الظواهر الطبيعية واسبابها بلا تأويل ودون ان يربطوها بالالهة كما كان عليه الاقدمون !؟؟ .. متى يشعرون بمعاناة المتضررين واهالي الضحايا من بني جلدتهم الذين لا ذنب لهم وكلهم من المسلمين الملتزمين والبسطاء الكادحين ومن الفقراء المحتاجين .. متى يفيقون من خرافة العقاب الالهي كلما عصفت بنا ريح عاتية او فاضت اوديتنا بشدة .. متى !؟

Nov 9, 2011

أيران ليست العراق !





يبدو ان اسرائيل لن يهدأ لها بال ان لم تعاود دق طبول الحرب من جديد لتشغل العالم من جديد بما يسمى السلاح النووي الايراني الذي يقال ان ايران تريد امتلاكه حسبما اثارته مخاوف وردت في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي يسيطر عليها الغرب وعملاء اسرائيل .

وكل هذا التوتر والشحن مبني على مخاوف وليس حقائق بينما الحقيقة الساطعة التي لا يريدون التحدث عنها هو امتلاك اسرائيل لترسانة نووية من الاسلحة تكفي ليس لتدمير ايران بل العالم بأسره ولا تقتصر الترسانة الاسرائيلية على النووية فقط بل وايضا الاسلحة البيولوجية والكيماوية وغيرها من الاسلحة المحرمة بما فيها القنابل الانشطارية والفسفورية والتي استخدمتها بوقاحة في عدوانها على قطاع غزة وفي حروبها السابقة ضد العرب .

السلام في منطقتنا لن يتحقق في ظل الغطرسة والهيمنة الصهيونية على اراضي فلسطين المحتلة ولن يهدأ لنا بال دون تحريرها مهما استغرق ذلك من وقت وتطلب من تضحيات فالصراع لم يبدأ بعد !! وان كانت ايران هي الوحيدة التي تجاهر بحقها في امتلاك ما تريد من سلاح فأن العرب اوالمسلمين اجمالا لهم الحق في امتلاك ما يريدون ان لم يكن الان فغدا .

لقد دفعت العراق ثمنا باهظا للغاية نتيجة كذبة رعناء وعذر سخيف بامتلاكها لاسلحة دمار شامل فاجتاحتها قوات الامريكان الرعاع وحلفاءها الجبناء فاحالوها خرابا واسسوا لكيان مذهبي مسخ منفسم على نفسه .. واعادوا العراق الجميل لعصور الظلام .. ولعلهم عاقدون النية على ايران هذه المرة ولكن ثمن الاعتداء عليها سيكون باهظا ومكلفا للغاية ليس لاسرائيل وحدها ولكن لامريكا والغرب المتحالف والعرب المتعاطفون .. فعندما تسقط الصواريخ الغادرة على ارض ايران سوف يفتح باب الجحيم لتطال نيرانه المنطقة بأسرها .. فايران ليست العراق .
__________________

Nov 4, 2011

هل ستضع كايلا ‪"‬Keila‪"‬ العربة خلف الحصان !؟





منذ ان نشأت عُمان على سطح البسيطة قبل نحو ٨٠٠ مليون سنة وتشكلت تضاريسها نتيجة الانثناء والانضغاط فبرزت الجبال على امتدادها تقريبا وهي تتعرض للفيضانات وعاشت عصور وحقب عديدة ساهمت جميعها طبيعيا في خروجها لنا بهذا الشكل واهم سماته تمثل في الاودية او الانهر الجافة القديمة المعروفة منذ الازل بعنفوان فيضاناتها المدمرة التي شقت مجاريها بعمق في الجبال لتنتهي نحو البحر من جهة ونحو الصحاري من الجهة الاخرى .. وقد تعامل معها الاقدمون بحكمة شديدة مستنفعين من جريان مياهها بشق امهات الافلاج منها واستخدموا طميها وتربتها الخصبة للزراعة فاقاموا الواحات والحواضر على ضفافها وفي اماكن معينة ومناطق محددة لا تهددها الفيضانات الموسمية والعارضة .. ولنأتي نحن وفي العقود الماضية بالتحديد محاولين تحدي وتطويع هذه الطبيعة التضاريسية دونما الاخذ في الاعتبار حكمة الاجداد وتجاربهم وذلك بشق الطرق وتأسيس المدن والمرافق الصناعية بل وتعديل وتغيير المجاري الطبيعية وسدها دون الاخذ باسوء الاحتمالات … ولعل مشهد المياه التي تتدفق كالشلالات من فوق سد وادي ضيقة تشعرك بقوة الطبيعة وعنفوانها التي تنبأ دوما بالاسوء .



وادي ضيقة وقد فاضت مياهه بعد امتلاء السد عن آخره .


وما زاد الطين بلة بالاضافة طبعا لانعدام التخطيط العلمي الصحيح والمدروس والمبني على أساس مراعاة التضاريس وليس قهرها التغير المتسارع في المناخ عالميا والذي جعل من الاعاصير المدمرة امرا واردا وموسميا منذ عقد مضى وربما لقرون قادمة .. فكان جونو وتبعه فيت ومن ثم جائتنا كايلا ‪"‬Keila‪"‬ التي وان اختلف خبراء الطقس في تقييمها ان كانت اعصارا او عاصفة مدارية او منخفضا جويا عميقا !! ولكن الحقيقة الواقعة والماثلة رغم اختلافات التصنيف ان كايلا ‪"‬Keila‪"‬ هذه حملت من الامطار ما لا يقل عن اخواتها جونو وفيت وتشكلت بنفس الطريقة وانطلقت من نفس المكان ونالت الاسم المالديفي ايضا ‪"‬Keila‪"‬ الذي يقال انه من اسم انثوي ومن اصل عربي !!



كايلا تقترب من سواحل ظفار حسب تقرير لوكالة ناسا .


ولم يأتي تأسيس وزارة للشؤون المناخية والبيئة في السلطنة اعتباطا بل تقديرا للاهمية التي يشكلها المناخ في ظل التغيرات التي تتوارد ولعل الفيضانات الاخيرةغير الاعتيادية والاعاصير المتتالية في مناطق عدة من العالم تشير بجلاء ان القادم اسوء .. ولدرجة تخيل معها المنجمون وربما صدقوا هذه المرة بان نهاية العالم المتوقعة في ديسمبر من العام القادم ستكون بفعل عوامل طبيعية نتيجة الفيضانات وارتفاع منسوب مياه البحر !!

ما علينا .. فالمهم الآن ان نقوم بالتعلم من تجاربنا بعد ان فشلنا في التعلم من تجارب الاجداد ونعمل على تخطيط يراعي تصريف مياه الفيضانات والصرف الصحي والتضاريس السطحية من مرتفعات ومنخفضات بحيث تجري المياه في مجاريها الطبيعية ودون حواجز لتنتهي كما كانت تنتهي على مدي ملايين السنين للبحر دون ان نتكبد خسائر في الارواح والممتلكات والمرافق ولتاخذ الطبيعة مجراها دون تدخل منا يخل بها وبموازيينها الدقيقة .

هل استوعبنا الدرس هذه المرة ووضعنا ايدينا على مواقع الخلل ؟؟ .. ان كانت نصف ساعة من الامطار الغزيرة قد تسببت في قلب الامور رأسا على عقب في مسقط وغيرها من مدن فماذا سيكون عليه الامر لو استمرت الامطار لساعات عدة !!؟ اليس ما حصل لمستشفى النهضة لهو مثال حي على سوء التخطيط وسوء التقدير والاستهانة كالعادة بالامطار والعواصف ؟؟ .. الم يحن الوقت بعد لنبدء في وضع نظام تصريف عملي وفاعل لمدينة مسقط التي تعاني من كل زخة مطر وتتحول احيائها وساحاتها لبرك ومستنقعات وشوارعها لانهر وقنوات ؟؟

اخطأنا في البداية في وضع العربة امام الحصان وشيدنا مدينة او مدن بالاحرى بلا أنظمة تصريف ومجاري وبلا تخطيط يحترم التضاريس ولا يحاول تحديها .. فهل يعي المسؤلون ان الوقت قد حان لتكون كايلا ‪"‬Keila‪"‬ سببا مقنعا لوضع العربة خلف الحصان .