حارتنا والحمدلله لازالت باتجاهين تتقبل الرأي والرأي الاخر .. هكذا وجدت وهكذا ستبقى رغم محاولات البعض لجعلها باتجاه وأحد او باتجاهين متضادين لا يلتقيان ابدا وذلك لغايات اقل ما يقال عنها انها غير ديموقراطية وربما غير إنسانية ايضا .. فلسنا هنا لممارسة الاقصاء او الالغاء او التغييب بل نحن هنا لممارسة حرية التعبير بشكلها الحقيقي .
هنا يلتقي الجميع من الاسلاميين على اختلاف مدارسهم ومذاهبهم والعلمانيين والليبراليين والاشتراكيين وحتى اللادينيين .. ومن اقصى اليمين الى اقصى اليسار ليتحاوروا ويتناقشوا وليس ليتحاربوا ويقتتلوا .. فالحارة تسعهم جميعا وشرطها الاساسي هو احترام الرأي وليس بالضرورة من يقف وراءه .. هدفنا جميعا على اختلافنا هو الوطن والصالح العام بما يحفظ وحدته وأمنه ومنجزاته وحياضه .
ليس من صالحنا ابناء الوطن الواحد باختلاف مشاربنا واقاليمنا وعشائرنا ان ننقسم على بعضنا الى ما لا نهاية ونمشى في خطين لا يلتقيان ابدا وذلك بالاصرار على ارائنا رغم قناعتنا باراء الآخرين .. وليس من صالحنا ان نتحزب ونتشيع في وقت عشنا فيه متحدين متعاضدين وجنينا ثمار الوحدة والأمان والعالم من حولنا يتمزق نتيجة المذهبية والعشائرية والقبلية … فلنحترم بعضنا البعض حتى وان اختلفت ارائنا ولا نحاول الطعن والغدر والتأمر على عضو لم يلتقي رأيه معنا باقصائه والتعرض لشخصه واحيانا التطاول على أهله كما يفعل بعض المرضى المفلسين .
اصرار البعض على الاراء الخاطئة بداعي العناد او عدم القبول بالحقيقة والاصرار على الدوران والتوهان في حلقة مفرغة لن تفضي لنتيجة وفيها مضيعة للوقت وللجهد .. فلنعمل على قبول الرأي المعارض ان كان على حق .. فالاعتراف في النهاية من شيم الشجعان .
من الملاحظ في الحارة وغيرها الغلو والتطرف والتمادي في السلبية بحيث يتخيل البعض اننا وطن تنتشر فيه الاوبئة والمجاعات وتنعق فيه الغربان على جثث الضحايا واننا ماضون في نفق مظلم الى ما لا نهاية .. ان الافراط في التشائم والركون للسلبية لا يساعدان على التقدم ويجعلان المرء مأسور بالهم لايرى الامور بتفائل ويركن للعزلة ويبحث عن من هم على شاكلته ليحكي همومه .
في النهاية .. تلتقي الخطوط باتفاق عادة رغم اختلاف المسارات مغلبة المصلحة العامة وليس الخاصة وحارتنا هي القاعدة وليست الاستثناء وهي باتجاهين ولم تكن يوما باتجاه وأحد فليتوقف من يريد تحويل المسار .
No comments:
Post a Comment