Jul 21, 2011

ما احوجنا اليوم لجمعية للشفافية العُمانية




مع عودة التذمر للشارع العُماني تدريجيا نتيجة عودة سياسة الصمت وكالعادة غياب الإعلام الذي وأن فقد مصداقيته لابد ان يكون حلقة وصل شفافة تنقل التطورات الحاصلة في بلورة مجموعة الوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها بالتغيير والاصلاح في المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية تلبية للمطالب التي تقدم بها المتظاهرون والمعتصمون والتي اعترفت بمجملها الحكومة .

وبما ان الشفافية هي الرؤية الحقيقية لواقع الامور دون تمويه وتزييف فهي الوسيلة المطلوبة والملحة لطمئنة الجماهير بأن العمل جار على تنفيذ ما يكفل تحقق المطالب وهنا تظهر الحاجة لتأسيس جمعية للشفافية العُمانية تتابع التطورات وتنقلها للجماهير بنزاهة وفضح في ذات الوقت آفة الفساد التي نعاني نها والتي تتسبب في اهدار مواردنا وطاقاتنا وتحط حتى من سلوكياتنا ، وحتى لا نكون دولة يستشري في جسدها كالسرطان لا علاج له له ولا دواء ، فالضرورة تدعو والحاجة ملحة الآن لانشاء هذه الجمعية على غرار مثيلاتها في العالم .

ولعل اهداف هذه الجمعية تتمحور بشكل رئيسي في الكشف عن الفساد والمفسدين الذين يسيئون استغلال سلطاتهم في القطاعات الثلاثة الخاصة والعامة والاهلية اقتصاديا وسياسيا وبما يكفل محاسبتهم بالاضافة لمساهمتها في مناقشة الميزانيات والقوانين والقرارات التي تمس الشعب حتى لايصار الى اساءة استخدام السلطات بشكل سلبي واهدار الثروات وبالاخص اننا نفتقر للمشاركة الشعبية في صنع القرارات والتي تتم دوما خلف ابواب مغلقة .

ان مناقضة الشفافية للسرية السائدة هنا عامل ايجابي للغاية يجدد دوما الثقة في الحكومة ويقرب الشعب منها ويشاركها الرأي والقرار الذي يصب في النهاية لصالح الطرفين . ومع توجهنا نحو الانفتاح والمصارحة لابد ان تكون للشفافية المكانة الرقابية اللائقة بها والتي سوف ترفع من اسهم مصداقيتنا مع بعضنا البعض كحكام ومحكومين وفي تعاملنا مع العالم من حولنا .. وكم اتمنى شخصيا ان تكون البداية بالاعلان المسبق والموعود المؤجل عن خليفة لقائدنا جلالة السلطان قابوس حفظه الله وابقاه .. يبعث الطمأنينة من المستقبل .

ولعل نشاط جمعية الشفافية العُمانية المقترحة يتوافق مع الجهود الحكومية المبذولة عبر جهاتها الرقابية الاخرى لمكافحة الفساد وليصب في النهاية لما فيه مصلحة الجميع ويساهم في اعلاء شأننا ووضوح دربنا محليا وعالميا . والى جانب ذلك لن يقتصر دور الجمعية المقترحة على الكشف عن الفساد والمفسدين بل انها ستعمل على اقتراح سبل المعالجة وتلافي الفساد وذلك بكشف ومعالجة نواحي الاهمال والقصور والضعف التي تؤدي وتشجع ضعاف النفوس على استغلال سلطاتهم لمصالحهم الشخصية .

ان حاجتنا للشفافية واكرر .. امر ملح وهام للغاية ونحن نمضي قدما لتبوء مكانة مرموقة بين دول العالم ولعله سيكون مؤشرا حقيقيا على الامانة والاستقامة والتفاعل لما فيه مصلحة الجميع . ادعوا الاخوة جميعا هنا لمناقشة المقترح والادلاء برأيهم لعله في النهاية يرى النور .
__________________

No comments: