اتصل بي احد الاصدقاء وهو غاضب وسالنى :
- ما الذي يمكنك انجازه في شهر واحد ؟
- شهر وأحد ! يمكنك انجاز الكثير والكثير .. فنحن نعيش في عالم السرعة والتقنية المتطورة ولكل دقيقة وثانية قيمتها.. ولكن لماذا السؤال ؟
- اجاب .. تصور تعطل تليفوني الثابت او تليفون المنزل منذ شهر ان لم يكن اكثر .. وقد خاطبت عمان تل على رقم طوارئ التليفون ١٣٠٠ عشرات المرات وفي كل مرة يسألون عن الرقم والعنوان والمشكلة ويبعثون حسب قولهم البلاغ للقسم الفني ويعدوننا بأن الفنيين سيسأرعون للمعاينة واصلاح الخطأ ولا يهمك ولا تكدر خاطرك .. ويجعلك لطفهم هذا ولباقتهم في الحديث تهدأ من اعصابك المتوترة وتنسى اشغالك المتلخبطة وتتعشم خيرا .. وتتغاضى عن المشاكل الناجمة عن انقطاع التليفون ماديا واجتماعيا وذلك بانتظار ان يتم اصلاحه كما وعدوك باسرع وقت .
ولكن تمضى الايام والوضع لا يتغير .. وامام عدم الاستجابة وكثرة الوعود والكلام المعسول تحدثت لمسؤولين مختلفين يحولون اليهم متلقي البلاغات ويتكرر نفس السيناريو ونفس الوعود .. ولا يهمك ان شاء الله راح نرسل لك الفنيين حالا .. وتمضي الايام بلا وفاء للوعود التي قطعوها .. في الايام السابقة لم اعد قادرا على حفظ اعصابي وطالبت بالتحدث الى اعلى سلطة في الطواريء .. فقد سئمت الوعود .. كالعادة تكررت نفس الاسئلة ولكن حصل تتطور عظيم .. فاخيرا وحسب قول المسؤول تمكنوا من التعرف على الخلل بعد ٢٧ يوما .. ان سبب العطل في الكيبل وان اصلاحه سيأخذ بعض الوقت وكأن الايام السبع والعشرين لم تكن كافية .. لا يهمك فنحن سنقوم بحل المشكلة واصلاح الخلل باسرع وقت ممكن .. وفعلا كدت اصدق ولكن كيف استطاعوا التعرف على المشكلة وهم جالسون في مكاتبهم .. لعلها التكنولوجيا الحديثة التي ييملكونها .. هكذا اعتقدت في البداية .. ولكن طوال تلك الفترة لم يحضر اي من الفنيين لمنزلي ولم اشاهدهم حتى في الحارة .. وان كان الخلل في الكيبل .. الا يعني ان المنطقة برمتها ستعاني ؟ .. بينما انا الوحيد في العمارة والعمارات المجاورة متعطل هاتفه والباقين لا يعانون من اية مشاكل .. والامر الثاني .. الا يكون الانترنت هو الاخر مربوط بالكيبل وبخط التليفون ؟ .. فكيف يكون الخلل من الكيبل والانترنت شغال عندي ولم ينقطع لدقيقية !!!!!!!!! فتوجهت بالسؤال للمسؤول .. اليس الانترنت مربوط هو الآخر بكيبل التليفون ؟ .. فقال .. نعم .. فقلت له .. أذن كيف يعمل الانترنت ولم ينقطع اطلاقا .. بينما التليفون معطل لا يعمل ؟ .. تلعثم المسؤول وقال .. لا يمكن ! .. قلت له يمكن فأن استخدم الانترنت يوميا تقريبا .. فلما تتعذرون بأن الخطأ في الكيبل ؟. وكالعادة وعدني بأنه سيحرص بنفسه هذه المرة على ارسال الفنيين لمنزلي لمعاينة المشكلة .. وقد مضى على ذلك ثلاثة ايام والاخوة في عمان تل لم يطرقوا الباب وتليفوني معطل .
كنت سابقا عندما يشتكي الاخوة في السبلة من الخدمات السيئة التي يتلقونها من عمان طل .. كما اسموها .. لم اكن اصدق تماما قصصهم واعتقدت انهم يبالغون فيها .. ولكن عندما لا يتمكنون من اصلاح خلل بسيط في هاتف منزلي لا يبعد عن مقرهم سوى بضع دقائق .. ويجعلون العميل المسكين يتصل بهم يوميا ويكررون عليه نفس الاسطوانة ونفس الوعود والكلام المعسول ولمدة شهر واحد فأنهم فعلا فقدوا مصداقيتهم وسمعتهم رغم دعاياتهم.. وصدق الاخوة الذين قالوا ان عمان تل هذه .. ليست سوى عُمان طل فعلا .
No comments:
Post a Comment