من الجميل ان نجد شبابا وشابات تطوعوا في تشكيل فريق او جماعة خيرية تحت مسمي « ألم وأمل » تعمل على خدمة المجتمع عموما ومساعدة المحتاجين من افراده وبالذات المهملين لاسباب مختلفة على وجه التحديد .. ومد يد المعونة لهم بنقل معاناتهم للمسؤولين خصوصا وللمواطنين عموما حتى ينالوا حقهم المشروع من الاهتمام والرعاية .
في مشاهدتي لفيديو قضية « ألم وأمل ١٥ - الصوع » والمعروض على اليوتيوب في هذا الرابط :
لفتت انتباهي بضع نقاط تمنيت لو ان القائمين على الموضوع ومنتجي الفيديو وضعوها في حسبانهم قبل نشره على اليوتيوب الذي يشاهده العالم بأسره .. وما يعرض فيه وبالذات عن قضايانا الاجتماعية لا يحتمل الخطأ ولو عن حسن نية وقد يستغله المغرضون للاساءة لنا جميعا .. فارجو الانتباه لبضع ملاحظات ارجوا ان يسعها صدر المعنيون :
الـمـوضـــــوع
عند اختيار الموضوع ينبغي البحث والتدقيق والتحري ودراسة القضية او الوضع المراد التعريف به من جميع جوانبه لتكوين فكرة مكتملة تقريبا عن الاسباب والمسببات وواقعية القضية وهو للاسف لم يتوفر في قضية قرية الصوع .
فللاسف الشديد غابت تماما او غيبت عن عمد او جهل ربما عن العمل المعرفة والمادة العلمية الضرورية بخصوصيات المجتمع الرعوي الذي تناولوه في قرية الصوع بولاية الرستاق والمعروف عندنا بمجتمع الشواوية* او الشوان ولا ادرى اصل التسمية ولكنها تطلق اجمالا على المجتعات الرعوية في جبال عُمان .. والصوع ليست سوى احدى هذه المجتمعات .
ومن المعروف ان الشواوية ومنذ القدم يعيشون في غالبيتهم العظمى خارج المدن الرئيسية وعلى تخومها وفي الجبال في مستوطنات او حواضر لايزيد عدد سكان الواحدة عن ٢٥ فردا او اقل وحتى بداية الثمانينيات كانوا يشكلون نسبة ١١٪ من سكان الريف العماني شمالي السلطنة .
والشواوية اجمالا رعاة رغم ان بعضهم يجمع الى جانب مهنة الرعي مهنة زراعة مقصورات النخيل الصغيرة الخاصة في القرى القريبة منهم عادة ويقومون بريها والعناية بهل دون استئجار البيادير الا فيما ندر .
ويعيش الشوان في مجموعات تعرف بالفرقان او الفرجان ومفردها فريق او فريج وتقع منازلهم البسيطة للغاية والمبنية تقليديا من الحجارة والطين احيانا ومغطاة اسقفها بالاغصان وسعف النخيل تحت ظلال الاشجار وعلى مدارج الجبال او في بطون الاودية .. وهناك من الشواوية من يفضلون العيش في الكهوف .. ويجدر بالذكر انهم عادة يملكون اكثر من مسكن واحد من هذا النوع يتنقلون بينها حسب الفصول وتقام عند مصدر مياه دائم يشربون منه حتى وان ابتعدوا عن محيطه بضع كيلومترات .
الــفــــيـــديـــــــو
بدلا من اضفاء طابع الجدية الخبرية التوثيقية على الموضوع نرى الفيديو يميل للتراجيديا الحزينة باخراجه وموسيقاه المبالغ فيها وتتابع مشاهده مع نص شاعري عاطفي بلاغي وغير عملي وواقعي مباشر يحاول تهويل المشكلة في محاولة واضحة لاستجداء التعاطف وقد انتبه لها المشاهدون والعالمون بالمجتمع الرعوي فانتقدوا الفيديو وما ورد فيه .
ومنذ البداية نلاحظ التركيزعلى المساكن التقليدية للشوان والمعروفة ببساطتها واعتمادها على مواد البناء التي توفرها البيئة ومقتنياتهم القليلة وكأنها نتيجة فقر مدقع واهمال متعمد وقلة موارد !! ويستمر ذلك بلقطات فلاش لبعض الرعاة ومن ثم لقطات لقط مريض مصاب بالجرب يبعث على الشفقة والاشمئزاز في محاولة ماكرة لتصوير وربط وضع الرعاة بالقط المريض .. جعلتني اضحك في سري كثيرا لسذاجتها !!
ومن ثم تصوير لوعورة الجبال ودروبها ومساكن وحظائر الرعاة وهو المحيط الطبيعي المألوف الذي اعتاده اهالي الجبل .. ولاحظوا في الدقيقة ١:٢٩ ثانية عريش لخلايا النحل التقليدية المبنية في داخل جذوع النخيل المجوفة والتي تعتبر هي الاخرى مصدر دخل هام للشوان الى جانب بيع الاغنام والماعز حيث يبلغ سعر زجاجة العسل الواحدة حوالي ٨٠ ريالا !!
يبدأ التعليق لاستدرار العطف مباشرة بعبارة غير دقيقة فيقول المعلق (خلفَ جِبالِها خُبِّأتْ مُعاناةٌ لم يدركوها هم )
.. بينما الحقيقة والواقع انهم مدركون تماما واقد اختاروا طوعا وليس كرها هذا الاسلوب في المعيشة الذي اعتادوا عليه مثلما اختار المزارع ان يكون مزارعا والصياد ان يكون صيادا .. ولكن الكاتب يتدارك ذلك فيعود للواقع قليلا بناءا على اعتراف الرعاة باختيارهم رابطا ذلك بمعتقداتهم .. فيقول .. ( حيثُ البساطةُ أجبرت معتقداتِهم أن تقولَ نحنُ مثلما نحن ولا يهمُّنا أينَ وفي أي زمن ) ومن ثم ينتقل لوصف وعورة الطريق الترابي الواصل للقرية وليحدثنا عن معاناتهم في نقل مرضاهم بسبب سكناهم وعزلتهم الاختيارية وعدم توفر البيئة النظيفة من حولهم متغافلا انهم يعيشون في بيئة نظيفة نسبيا نقية خالية من التلوث وغذائهم رغم بساطته طازج وصحي ومعظم هذه المجتمعات المنعزلة وصلتها الخدمات بالفعل حيث هي من كهرباء ومياه ومدارس ومستوصفات الا بعضها الذي يصعب الوصول اليه وهو ما اتضح في رحلة الفريق الذي اضطر
للترجل وعبور الاودية والتلال والسفوح وصول لقرية صوع .
وكان بالامكان احسن مما كان اجمالا وذلك باعتماد الواقعية والمنطق بدون محاولات تشويش ومبالغة في اسلوب العرض والتعليق الضبابي الشاعري المزخرف بالبلاغة المبالغ فيها والتي يصعب على الكثيرين فهمها في موضوع يفترض به ان يوثق لوضع إنساني لمجتمع معزول بمحض الارادة وليس بالاجبار او الاقصاء او الاهمال ويلعب العاملين الاقتصادي والقناعة بالحال دورين رئيسيين في حياة ابنائه .. مع العلم ان مثل هذه المجتمعات الرعوية التقليدية في سبيلها للاندثار مع العصرنة التي تزحف رويدا على باقي المناطق المنعزلة المتبقية من السلطنة وانتقال ابناء الرعاة للعمل والعيش في المدن والحواضر .
ود غــريــــب !
لعل النقطتين الهامتين الجديرتين اللتين اثارهما الفريق هو تسليطه الضوء على بساطة المعرفة الدينية لهؤلاء الرعاة وأميتهم ويتجلي ولو ببعض المبالغة المعتادة بقول المعلق .. ( تفاصيلُ الوطنِ المحدودِ بالنسبةِ لهم ، يجعلهُم يتشبثونَ بالإرثِ والمعتقداتِ ، تخيل أن بعضَهم حينما تبادرَهُ بالسؤالِ عن الحالِ ، بخيرٍ والحمدُ للهِ يكون كلامَ المجيبِ بارتجال ، لكنَّ بعضَهم لا يُدرك من هو الله فحينما سألنا أحدهم من ربك ؟! أجابنا : [ ود غريب ] ، قليلٌ منهم يعلمُ عن الصلاةِ والصومِ ، وبعضُهم سيُجيبُك عن ماذا تتكلمون ياقوم ؟! التعليم والوضع الإجتماعي انغلاقُ الفكرِ وصعوبةَ التأقلمِ مع المجتمعِ الخارجي و الإنزواء ، يجعلُ بعضَهم لاسيما أطفالَهم والنساءَ ، ينفرونَ من الغرباءِ إما خوفا أو حياءً ، وهذا أيضا ما يُصَعِّب مهام تعليمِ الأبنــاء ، منهم من تعدى الثلاثينَ بل وأحدَهم يقاربُ الخمسينَ وبلا زواجٍ ، لقلةِ وعيهم بضرورةِ استمراريةِ النسل ، وقليلٌ منهم من يتوفرَ له وظيفة وراتبَ عملٍ ، ولنا في أقوالِهم خيرَ مثالٍ )
ولحل هاتين المشكلتين اتوجه للاخوة الدعاة والوعاظ والعاملين في وزارة الاوقاف والداخلية وعلماء الرستاق وسماحة الشيخ مفتى السلطنة بزيارة قرية الصوع والعمل على تنويروتثقيف اهلها وابنائها بالدين الاسلامي الحنيف وبمبادىء الصلاة والصوم والزكاة والعبادة اجمالا مما سيساعدهم على التعلم وربما على الانفتاح على العالم بثقة وترك العزلة التي
فرضوها على انفسهم وعبادة الله وحده وليس ود غريب !! وهم كعمانيين يعيشون على مرمى حجر من حواضرنا اولى واجدر بالرعاية والتنوير والوعظ من سكان ادغال افريقيا وآسيا .
ختاما .. اتمنى من الاخوة في فريق ألم وأمل التركيز على مواضيع حقيقية وواقعية دون مبالغة وتهويل تستحق بذل الجهد والوقت والمساعدة وهي كثيرة بحكم مادية الحياة العصرية وزيادة اعبائها على المواطنين .. وعدم الانسياق في تبديد الجهد بخلق فقاعات سرعان ما تنفجر في وجههم عن مواضيع مبالغ فيها وبلا مصداقية تسيء للفريق ولنواياه الطيبة وجهوده الخيرة .
* انصح بقراءة معلومات مفصلة عن هذه المجتمعات في بحث بقلم ج س بيركس نشر ضمن سلسلة كتيبات تراثنا الصادرة عن وزارة التراث القومي والثقافة العدد السابع والثلاثون
بعنوان ( الشواوية من أهل عُمان الشمالية « مجتمع رعي في طريق التغير » )
في مشاهدتي لفيديو قضية « ألم وأمل ١٥ - الصوع » والمعروض على اليوتيوب في هذا الرابط :
لفتت انتباهي بضع نقاط تمنيت لو ان القائمين على الموضوع ومنتجي الفيديو وضعوها في حسبانهم قبل نشره على اليوتيوب الذي يشاهده العالم بأسره .. وما يعرض فيه وبالذات عن قضايانا الاجتماعية لا يحتمل الخطأ ولو عن حسن نية وقد يستغله المغرضون للاساءة لنا جميعا .. فارجو الانتباه لبضع ملاحظات ارجوا ان يسعها صدر المعنيون :
الـمـوضـــــوع
عند اختيار الموضوع ينبغي البحث والتدقيق والتحري ودراسة القضية او الوضع المراد التعريف به من جميع جوانبه لتكوين فكرة مكتملة تقريبا عن الاسباب والمسببات وواقعية القضية وهو للاسف لم يتوفر في قضية قرية الصوع .
فللاسف الشديد غابت تماما او غيبت عن عمد او جهل ربما عن العمل المعرفة والمادة العلمية الضرورية بخصوصيات المجتمع الرعوي الذي تناولوه في قرية الصوع بولاية الرستاق والمعروف عندنا بمجتمع الشواوية* او الشوان ولا ادرى اصل التسمية ولكنها تطلق اجمالا على المجتعات الرعوية في جبال عُمان .. والصوع ليست سوى احدى هذه المجتمعات .
ومن المعروف ان الشواوية ومنذ القدم يعيشون في غالبيتهم العظمى خارج المدن الرئيسية وعلى تخومها وفي الجبال في مستوطنات او حواضر لايزيد عدد سكان الواحدة عن ٢٥ فردا او اقل وحتى بداية الثمانينيات كانوا يشكلون نسبة ١١٪ من سكان الريف العماني شمالي السلطنة .
والشواوية اجمالا رعاة رغم ان بعضهم يجمع الى جانب مهنة الرعي مهنة زراعة مقصورات النخيل الصغيرة الخاصة في القرى القريبة منهم عادة ويقومون بريها والعناية بهل دون استئجار البيادير الا فيما ندر .
ويعيش الشوان في مجموعات تعرف بالفرقان او الفرجان ومفردها فريق او فريج وتقع منازلهم البسيطة للغاية والمبنية تقليديا من الحجارة والطين احيانا ومغطاة اسقفها بالاغصان وسعف النخيل تحت ظلال الاشجار وعلى مدارج الجبال او في بطون الاودية .. وهناك من الشواوية من يفضلون العيش في الكهوف .. ويجدر بالذكر انهم عادة يملكون اكثر من مسكن واحد من هذا النوع يتنقلون بينها حسب الفصول وتقام عند مصدر مياه دائم يشربون منه حتى وان ابتعدوا عن محيطه بضع كيلومترات .
الــفــــيـــديـــــــو
بدلا من اضفاء طابع الجدية الخبرية التوثيقية على الموضوع نرى الفيديو يميل للتراجيديا الحزينة باخراجه وموسيقاه المبالغ فيها وتتابع مشاهده مع نص شاعري عاطفي بلاغي وغير عملي وواقعي مباشر يحاول تهويل المشكلة في محاولة واضحة لاستجداء التعاطف وقد انتبه لها المشاهدون والعالمون بالمجتمع الرعوي فانتقدوا الفيديو وما ورد فيه .
ومنذ البداية نلاحظ التركيزعلى المساكن التقليدية للشوان والمعروفة ببساطتها واعتمادها على مواد البناء التي توفرها البيئة ومقتنياتهم القليلة وكأنها نتيجة فقر مدقع واهمال متعمد وقلة موارد !! ويستمر ذلك بلقطات فلاش لبعض الرعاة ومن ثم لقطات لقط مريض مصاب بالجرب يبعث على الشفقة والاشمئزاز في محاولة ماكرة لتصوير وربط وضع الرعاة بالقط المريض .. جعلتني اضحك في سري كثيرا لسذاجتها !!
ومن ثم تصوير لوعورة الجبال ودروبها ومساكن وحظائر الرعاة وهو المحيط الطبيعي المألوف الذي اعتاده اهالي الجبل .. ولاحظوا في الدقيقة ١:٢٩ ثانية عريش لخلايا النحل التقليدية المبنية في داخل جذوع النخيل المجوفة والتي تعتبر هي الاخرى مصدر دخل هام للشوان الى جانب بيع الاغنام والماعز حيث يبلغ سعر زجاجة العسل الواحدة حوالي ٨٠ ريالا !!
يبدأ التعليق لاستدرار العطف مباشرة بعبارة غير دقيقة فيقول المعلق (خلفَ جِبالِها خُبِّأتْ مُعاناةٌ لم يدركوها هم )
.. بينما الحقيقة والواقع انهم مدركون تماما واقد اختاروا طوعا وليس كرها هذا الاسلوب في المعيشة الذي اعتادوا عليه مثلما اختار المزارع ان يكون مزارعا والصياد ان يكون صيادا .. ولكن الكاتب يتدارك ذلك فيعود للواقع قليلا بناءا على اعتراف الرعاة باختيارهم رابطا ذلك بمعتقداتهم .. فيقول .. ( حيثُ البساطةُ أجبرت معتقداتِهم أن تقولَ نحنُ مثلما نحن ولا يهمُّنا أينَ وفي أي زمن ) ومن ثم ينتقل لوصف وعورة الطريق الترابي الواصل للقرية وليحدثنا عن معاناتهم في نقل مرضاهم بسبب سكناهم وعزلتهم الاختيارية وعدم توفر البيئة النظيفة من حولهم متغافلا انهم يعيشون في بيئة نظيفة نسبيا نقية خالية من التلوث وغذائهم رغم بساطته طازج وصحي ومعظم هذه المجتمعات المنعزلة وصلتها الخدمات بالفعل حيث هي من كهرباء ومياه ومدارس ومستوصفات الا بعضها الذي يصعب الوصول اليه وهو ما اتضح في رحلة الفريق الذي اضطر
للترجل وعبور الاودية والتلال والسفوح وصول لقرية صوع .
وكان بالامكان احسن مما كان اجمالا وذلك باعتماد الواقعية والمنطق بدون محاولات تشويش ومبالغة في اسلوب العرض والتعليق الضبابي الشاعري المزخرف بالبلاغة المبالغ فيها والتي يصعب على الكثيرين فهمها في موضوع يفترض به ان يوثق لوضع إنساني لمجتمع معزول بمحض الارادة وليس بالاجبار او الاقصاء او الاهمال ويلعب العاملين الاقتصادي والقناعة بالحال دورين رئيسيين في حياة ابنائه .. مع العلم ان مثل هذه المجتمعات الرعوية التقليدية في سبيلها للاندثار مع العصرنة التي تزحف رويدا على باقي المناطق المنعزلة المتبقية من السلطنة وانتقال ابناء الرعاة للعمل والعيش في المدن والحواضر .
ود غــريــــب !
لعل النقطتين الهامتين الجديرتين اللتين اثارهما الفريق هو تسليطه الضوء على بساطة المعرفة الدينية لهؤلاء الرعاة وأميتهم ويتجلي ولو ببعض المبالغة المعتادة بقول المعلق .. ( تفاصيلُ الوطنِ المحدودِ بالنسبةِ لهم ، يجعلهُم يتشبثونَ بالإرثِ والمعتقداتِ ، تخيل أن بعضَهم حينما تبادرَهُ بالسؤالِ عن الحالِ ، بخيرٍ والحمدُ للهِ يكون كلامَ المجيبِ بارتجال ، لكنَّ بعضَهم لا يُدرك من هو الله فحينما سألنا أحدهم من ربك ؟! أجابنا : [ ود غريب ] ، قليلٌ منهم يعلمُ عن الصلاةِ والصومِ ، وبعضُهم سيُجيبُك عن ماذا تتكلمون ياقوم ؟! التعليم والوضع الإجتماعي انغلاقُ الفكرِ وصعوبةَ التأقلمِ مع المجتمعِ الخارجي و الإنزواء ، يجعلُ بعضَهم لاسيما أطفالَهم والنساءَ ، ينفرونَ من الغرباءِ إما خوفا أو حياءً ، وهذا أيضا ما يُصَعِّب مهام تعليمِ الأبنــاء ، منهم من تعدى الثلاثينَ بل وأحدَهم يقاربُ الخمسينَ وبلا زواجٍ ، لقلةِ وعيهم بضرورةِ استمراريةِ النسل ، وقليلٌ منهم من يتوفرَ له وظيفة وراتبَ عملٍ ، ولنا في أقوالِهم خيرَ مثالٍ )
ولحل هاتين المشكلتين اتوجه للاخوة الدعاة والوعاظ والعاملين في وزارة الاوقاف والداخلية وعلماء الرستاق وسماحة الشيخ مفتى السلطنة بزيارة قرية الصوع والعمل على تنويروتثقيف اهلها وابنائها بالدين الاسلامي الحنيف وبمبادىء الصلاة والصوم والزكاة والعبادة اجمالا مما سيساعدهم على التعلم وربما على الانفتاح على العالم بثقة وترك العزلة التي
فرضوها على انفسهم وعبادة الله وحده وليس ود غريب !! وهم كعمانيين يعيشون على مرمى حجر من حواضرنا اولى واجدر بالرعاية والتنوير والوعظ من سكان ادغال افريقيا وآسيا .
ختاما .. اتمنى من الاخوة في فريق ألم وأمل التركيز على مواضيع حقيقية وواقعية دون مبالغة وتهويل تستحق بذل الجهد والوقت والمساعدة وهي كثيرة بحكم مادية الحياة العصرية وزيادة اعبائها على المواطنين .. وعدم الانسياق في تبديد الجهد بخلق فقاعات سرعان ما تنفجر في وجههم عن مواضيع مبالغ فيها وبلا مصداقية تسيء للفريق ولنواياه الطيبة وجهوده الخيرة .
* انصح بقراءة معلومات مفصلة عن هذه المجتمعات في بحث بقلم ج س بيركس نشر ضمن سلسلة كتيبات تراثنا الصادرة عن وزارة التراث القومي والثقافة العدد السابع والثلاثون
بعنوان ( الشواوية من أهل عُمان الشمالية « مجتمع رعي في طريق التغير » )
No comments:
Post a Comment