Mar 12, 2012

مجزرة اخرى والعالم يتفرج !!





بعد ان تجرع الشجاعة المفقودة والجرأة باحتساءه الخمر انسل متسللا كالجرذ الحقير الجبان تحت جنح ظلام الساعات المتاخرة من الليل وهو يحمل في نفسه الدنيئة مخططا لارتكاب مجزرة جهز لها بعناية ما يلزم من سلاح وعتاد وعن سبق اصرار وترصد وهو الجندي المدرب والمحترف القاتل الذي تفخر به قيادة بلاده ضمن ما يعرف بفرقة «السيلز» او الفقمات !!

انسل الحقير من معسكره القريب الى القرية الافغانية الوادعة الصغيرة بمنازلها الطينية وطرقها الترابية واهاليها الفقراء الذين كانوا يغطون في نوم عميق متجاورين حول المدافىء التقليدية ملتحفين اتقاءا من البرد القارص في جو تنحدر فيه درجة الحرارة لما دون الصفر ليلا !

وببرود اعصاب وهدوء اقتحم ثلاثة مساكن تباعا وامطر من فيها من الاهالي العزل معظمهم من الاطفال والنساء والشيوخ بوابل من الرصاص انهمر بغزارة من سلاحه الاتوماتيكي الحديث ليخترق الاجساد الصغيرة الهزيلة وهو يقهقه سعادة وفرحا ! ولما يكتفي بذلك بل مثل في الجثث باحراقها بمادة كيماوية كان يحملها لتزداد لذته ونشوته وهو يشاهد الجثث الممزقة بالرصاص تحترق !!

وبعد ان انهى جريمته في ثلاثة من مساكن القرية وسط ذهول وصدمة الاهالي .. وربما بعد ان فرغت ذخيرته انسل كالجرذ الجبان او الفقمة المذعورة متراجعا لجحره في قاعدته الدنيئة القذرة المقامة على ارض افغانستان الطاهرة وهو يعلم في قرارة نفسه بأن اقصى عقوبة قد ينالها لن تزيد عن بضعة اعوام هذا ان لم يوصم كالعادة بالجنون وبمرض نفسي يبرر له مذبحته !!

وفي ردود الافعال اللاحقة المتوقعة والمعتادة والجاهزة .. اعرب الرئيس اوباما عن حزنه العميق وصدمته وتقدم بالتعازي لاهالي المذبوحين وللشعب الافغاني الصديق !! ولم يخرج تصريح وزير دفاعه عن الاحساس بالصدمة والحزن !! واما دمية امريكا الرئيس المعين عبدالحميد قرضاي .. فلم يخرج تنديده عن الاسطوانة المشروخة ذاتها التي يرددها مع كل مجزرة ترتكب بحق شعبه وما اكثرها حتى بات من الصعب احصائها .. مطالبا بايضاحات من الولايات المتحدة على الجرائم التي راح ضحيتها اطفال ونساء افغان على ايدي الجنود الامريكان !!

ويبدو ان العالم المتحضر الذي يستشيط غضبا عندما يختطف مجرم صهيوني او يقتل غزاة الناتو او يحاكم الجواسيس والمدسوسين لن يزيد تنديده عن زوبعة في فنجان كالعادة وهو يشهد مجزرة اخرى .. سرعان ما تخبو وتنتهي بانتظار مذبحة اخرى تضاف لمئات او ربما الاف المذابح التي ترتكبها القوات الغازية لبلاد المسلمين !! ولكن هل سينسى الافغان واهالي الضحايا خسارة فلذات اكبادهم ونسائهم وشيوخهم بسهولة !؟ .. وهل سيلامون لو التحقوا بدافع الرغبة في الانتقام والثأر لقوات طالبان او تنظيمات القاعدة !؟ .. وهل تستطيع امريكا بعد اليوم ان تلوم افغانيا فقد عائلته من تفجير نفسه منتحرا ومنتقما في تجمع بوسط نيويورك او واشنطن .. هذا هو السؤال ؟؟

No comments: