لعله من السخرية ان يُشبه نوع مشهور من الاسماك في الخليج وعُمان وحتى العالم يعرف بالهامور بالتجار الطماعين النهمين الذين يريدون الاستئثار بكل شيء دونما وازع اخلاقي او إنساني .. وباتت كلمة هامور عاميا رديفة بهذه الفئة الجشعة لابعد الحدود من البشر .
ولعل التشبيه فيه كثير من الواقعية والانصاف في شكل الاثنين وعاداتهم .. فالهامور سمكة قاعية تنمو بعض انواعها لتصل الى اكثر من ٣٠٠ كيلوغرام وتتميز برأس كبيرة وعينان جاحظتين وكرش كبير وهي بطيئة الحركة ونهمة تبتلع أي شيء ولا تشبع اطلاقا .. وهي ذات صفات الهوامير البشرية.
وقد ادى جشع الهوامير البشرية أخيرا الى تعرض الهوامير البحرية للانقراض بسبب الصيد الجائر والتلوث وتدمير المصائد . وطبقا لتقارير صادرة عن منظمات خليجية والامم المتحدة فأن ٢٠ نوعا من اسماك الهامور باتت مهددة بالانقراض وان نسبة انخفاض المخزونات السمكية بداية من عام ٢٠٠٢م بلغت ٩٠٪ في الخليج و ٩٥٪ في خليج عُمان.
امام هذا الواقع المفجع والمؤلم نفاجىء بمعالي وزير الاسماك يصرح بأنه مع ادراك الوزارة لما يتسبب به اسلوب الجرف القاعي من اضرار فأنه تقرر وقفه بعد عامين من هذا التاريخ وعليه فأن الشركات المرخص لها سوف تواصل نهب ما تبقى من ثروتنا السمكية وتقضي قضاءا مبرما على الانواع العشرين المهددة بالانقراض من هوامير البحر على يد هوامير البر .
والغريب ان وزراء البيئة يخرجون دوما بتوصيات ووزراء آخرون يخرجون بقرارات مناقضة وتبقى البيئة ومكوناتها وبالذات بيئتنا البحرية تدفع الثمن باهظا ولن يطول الوقت حتى نرى الصيادون الحرفيون يقفون في محطات البنزين يبيعون علب البخور والدنجو .. ويالله من مال الله.
No comments:
Post a Comment