Oct 1, 2008

ما احلى لهجاتنا ان ابتعدنا عن التقليد

بما اننا في اجازة فلنترك لبعض الوقت السياسة والاقتصاد جانبا وهو حال معظم مواضيع السبلة مؤخرا ! ولنتناول حديث الساعة الذي جاء على غيار ما عرض في رمضان الذي يفترض ان يكون شهر الصوم والعبادة .. ولكنه والحق يقال بات شهر السمبوسة والمسلسلات التلفزيونية بانواعها والتي يحتار المرء ما يتابع منها وفي اية محطة !؟ .. حتى ان البعض ظل طوال الشهر الكريم متسمرا امام شاشة التلفزيون ليل نهار .
وفي السبلة جاء التذمر من موضوعين .. شعبية الكارتون واللهجة العُمانية . ففريق يجد ان شخصية ابوسليمان وحرمه المصون لا يمثلان الشخصية العُمانية الحقيقية والبعض حتى شكك في ان ابو سليمان بو ضرس ذهب فيه اهانة لنا !! وبما اني لست المخرج ولا الكاتب ولا الرسام .. الا اني كمتابع لبعض الحلقات وجدتها مضحكة ومسلية وبالذات شخصية شمبيه او كما وضح لي احد الاخوة ان الاسم الاصلي هو هشام بيك وتحور مع الزمن ! ومن الواضح ان الشخصيات جميعها كما يدل عنوان العمل هم سكان حارة او فريج او منطقة شعبية للعامة من اهل الامارات وليس للخاصة .. ومعظمهم كادحون وحالمون وعلى نياتهم وهم طيبون متعاونون كما هو واقع سكان الحواري . المهم ومن وجهة نظر شخصية وجدت العمل ممتازا ومتميزا وجديدا واجاد العاملون عليه والممثلون في تصوير شخصيات الحارة او الفريج ويستحقون التهنئة عن الحلقات الشيقة التي وان كانت فكاهية ، الا انها لم تخلو من السخرية الهادفة والنقد .
واما موضوع اللهجة العُمانية التي هي بالفعل مشكلة حقيقية باتت بحاجة لحل هو بسيط في رأيي ومن وجهة نظري الخاصة ولكن ينبغي تنفيذه وتطبيقه على ارض الواقع .. وهو منع التصنع والتقليد الذي يبدو واضحا ومضحكا عند بعض الممثلين الذين جعلوا من لهجتهم التمثيلية مسخا عجيبا تحار في فهمه وهضمه.. خليجي مكسر مصطنع على شوية عُماني مقلد وبلكنات واضحة مغايرة .. فالناتج وحده يدعو للضحك اكثر من التمثيل البايخ في معظم الاحيان ! الحل كما قلت هو ان يتحدث كل شخص بلهجته التي شب عليها دون تقليد او تغيير .. فالعُماني من اهل مسقط يتحدث بلهجته وعُماني الداخل بلهجته وعُماني ظفار بلهجته وعُماني الشرقية بلهجته وهلما جرى .. المهم تمثيل الواقع المعاش .. والابتعاد عن التقليد .
وللاسف نجد البعض وبالذات المتأثر باللهجات الخليجية والدراما الخليجية التي سبقتنا في فرض لهجاتها قد يجد حرجا في ذلك .. بفعل عدم الثقة والخجل المبالغ الناجم عن عقد يعانون منها في تسخيرنا للهجاتنا المحلية في اعمالنا وجعلها واقعا .. اقول لهم لهجاتنا جميلة وثرية ان لم يقبلها الاخرون الآن ، الا انهم سيجدونها ممتعة وعادية في النهاية ومستصاغة مثل قبولنا للهجاتهم . وعيدكم مبارك .

No comments: