لم اتصور يوما ان تبلغ الكراهية في قلوب مدعي الليبرالية والتحرر في مصر حدا يوازي الفكر النازي العنصري .. بل ربما يتفوق عليه في اضطهاد وتصفية مصريين اخوان لهم في الدم والدين بهذا الشكل البشع الذي فاق الخيال .. وكأن الاخوان والاسلاميين عموما في مصر لا قيمة لهم ولا حرمة لدمائهم ولا قيمة تذكر لمواطنتهم وحقوقهم .. ووجب ابادتهم مثلما اباد الزعيم النازي هتلر اليهود وغيرهم من قوميات !!

وانا اشاهد التلفاز اليوم .. لم اتخيل ان تهوي مصر بنفسها في اتون حرب اهلية عن سبق اصرار وترصد .. وبتشجيع ومؤزارة قسم من مواطنيها كنت اعتبرهم متحضرين متنورين فوجدتهم غوغائين اقصائيين لا يقلون همجية عن النازيين والفاشيين .. ولعل البرادعي استشعر ذلك متأخرا ولكنه ملك الشجاعة التي لم يملكوها وتنصل من دماء مئات المصريين والمصريات التي اريقت ارضاءا لنهم مدعي الليبرالية الفاشيين .

ان اقصاء الاخوان والاسلاميين بهذا الشكل الدموي المهين هو انتحار لمصر الحضارة ..مصر الثقافة .. مصر الإنسانية .. وتوطيد للديكتاتورية العسكرية المغلفة بالمستنفعين من المدنيين الفاسدين ومن اذناب واعوان وبقايا النظام القديم .

مصر .. تكرر تجربة الجزائر باقصائها الدموي للاخوان والاسلاميين والديموقراطيين الحقيقيين .. ولعل تكريسها لنازية العسكر وقائدهم المزهو .. السيسي .. الذي سيذكره التاريخ ويخلده بعدد المجازر التي ارتكبها وبارواح مئات القتلى والاف الجرحى من ابناء وبنات مصر على يد جيش لم ينجح في حصد ارواح الصهاينة مثلما نجح في حصد ارواح ابناء الكنانة الشرفاء .