Dec 22, 2010

حالنـا الثقافي .. جزر مستمر !!



نظرا لانشغالي الفترة الاخيرة ومن ثم سفري وعدم اصطحابي للرفيق لابتوب معي هذه المرة وذلك لما يسببه لي من صداع فقد كان انقطاعي عن مايدور في الوطن شبه كامل الا من بضعة مكالمات هاتفية ضرورية .

عند العودة وقرأة المستجدات قفز موضوع الثقافة والمثقفين بقوة للواجهة وبالذات بعد رفض عدد منهم لما يعرف بالتكريم باعتباره تجريح بل واشد في نظر الاخ آل تويه سالم الذي اعتبر اختياره اهانة لا تغتفر فصب جام غضبه على ذلك في مقال ناري لم يسلم منه جميع المعتاشين على الثقافة في عُمان مسؤولين كانوا او مثقفين وحتى اشباههم ممن وردت اسمائهم في قائمة الفارسية سعيدة خاطر .

هنا يبرز موضوع الثقافة بتجلياته للسطح مجددا وبالذات في ظل وجود اكثر من مدعي بأحقيته برعايتها وبمسؤليته عنها . ولعل المعروف ان هناك وزارة للثقافة والتراث مغيبة تماما عن الساحة الثقافية لاسباب لازالت مجهولة ولعل ابرزها تواجد لاعب قوي معروف منذ عقود عن علاقته بالثقافة وسيطرته غير المباشرة على شؤونها وشجونها ومحاولاته المعروفة في تحجيم المثقفين واخضاعهم ومن يسمون بالصحفيين تحديدا وهو الوزير السابق والمستشار الحالي الذي لازال ظهوره للاضواء يبث الرعب في نفوس البعض والامتعاض .

ولا ننسى هنا ان نذكر بالادوار الهامشية لبعض من الجمعيات والمؤوسسات الميتة كالجمعية العُمانية للكتاب والأدباء التي لا تهش ولا تنش والتي جاءت ولادتها بعد مخاض صعب مشوهة وضعيفة رغم محاولات بعض المخلصين الذين لم تنفع للاسف فجرى اخضاعها للقوانين المقيدة المعروفة الى جانب ما يعرف بالنادي الادبي الذي نسمع له جعجعة ولا نرى أي أثر للطحين !!

ولعل اللاعب القوي على الساحة اليوم هو موقع الكتروني يجمع في عضويته صغار الوطن الباحثين عن التسلية وقضاء اوقات الفراغ وبالذات ان قراهم تفتقر للمرافق وباتت الشبكة افضل اسلوب لقتل الوقت . مدير هذا الموقع عرف كيف يأكل الكوع ففرض نفسه وموقعه على الساحة الثقافية بما يحصل عليه من ايراد البيض الذي تضعه وزته الثمينة فبات يقارع بنشاطه في التقرب للمثقفين محليا وحتى عربيا وزير الثقافة ذاته ووكيل وزارته .

امام هذا الواقع المحزن وسياسة الاحتواء المعروفة التي تتبعها السلطة بتوزيع الهبات لشراء الرضا والولاء بدءا من تطويع ثوار ظفار ومتشددي الشمال ورموز الثقافة القلة المعروفين وبدهاء المستشار باتت الثقافة التي تعيش جزرا متواصلا بلا مد يوح في الافق .. هي الولاء المطلق والتمجيد والتملق ومن يطلق عقيرته بها ويرفعها على الاخرين تنهال عليه حبات الجزر الكبيرة .. فهل بعد هذا نستطيع ان نقول ان لنا مثقفين حقيقيين وان لنا مبدعين نستطيع بهم مقارعة الدول القريبة ناهيك عن البعيدة بنظافتهم وثقافتهم واستقلاليتهم !؟؟ اترك لكم الاجابة .

No comments: