Sep 4, 2010

ما بعد فشل المفاوضات !



مسرحية المفاوضات الهزلية الجارية في واشنطن مصيرها المحتوم الفشل الذريع باعتراف معظم المراقبين والاسباب معروفة مسبقا والمسألة وقتية لا اكثر ارداتها امريكا لتبييض وجهها في العالم وكسب ود المسلمين ولو على حساب اصدقائها والصورة خير تعبير .. فالوحيد الواثق من نفسه فيها هو نتنياهو . ولكن ماذا ستكون نتائج هذا الفشل وتداعياته المتوقعة !؟

التداعيات المحتملة سوف تتمثل في اضعاف موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض الى حد كبير يتلاشى معه أملهم بحل سلمي للنزاع تماما يضمن لهم السيطرة علي اراضى الضفة المحتلة ومعها ستعود عمليات المقاومة المسلحة ومعها سترد اسرائيل مزهوة بقوتها بعمليات مشابهة لعملية الرصاص المصهور التي نفذتها في غزة .

ولن تقتصر ردود الافعال على غضب واحتجاج المجتمع الدولي الذي سيكون مضاعفا ولكنه قد يشجع ايضا على مباشرة العمليات الفدائية في المدن الاسرائيلية بتعاون العرب الاسرائيليين وتعاطفهم الذين ضاقوا ذرعا بسياسة اليمين الاسرائيلي المتطرف . وكالعادة ستقوم اسرائيل حينها بتقييد حرية التنقل والتعبير ومضايقة الاسرائيليين العرب مما سيعرضها للانتقاد داخليا على سياساتها التعسفية التي تهدد الديمقراطية التي تتشدق بها .

بعد الخيبة المريرة وضمن السيناريو المتوقع تعلن السلطة الفلسطينية عن حل نفسها بنفسها باستقالة محمود عباس وحكومته برئاسة سلام فياض وتدعو المجتمع الدولي لاجبار اسرائيل على قبول حل الدولة الموحدة ولو على مضض . وعندها ستقوم اسرائيل ببسط سيطرتها بالكامل على الضفة الغربية ولكنها لن تمنح الفلسطينيين الجنسية الاسرائيلية حماية لتفوق العنصر اليهودي واغلبيته .. وعليه سيتم وصمها بدولة نظام فصل عنصري مما سيضاعف من عقلية التمترس الاسرائيلية الحالية في وجه العالم والتقوقع وبالتحديد مع مطالبة العالم بمقاطعتها وفض الارتباطات معها في جميع المجالات.

وبهذا تهضم الحقوق الفلسطينية والعالم يتفرج محتجا ومنددا وتفرض اسرائيل نفسها كسيف مسلط على رقاب العرب والمسلمين بعد ان نجحت في امتياز في تنفيذ مخططها الذي بدأ قبل ٦٠ عاما ... ولكنه في النهاية مخطط فاشل مصيره مفجع ولو بعد ستون عاما اخرى .. فالفلسطينيون لن ينسوا حقهم ومفاتيح منازلهم لازالت بايديهم ولعلهم سيعتمدون منذ الآن على انفسهم وينسون تماما امريكا والغرب والمجتمع الدولي الذي لا يملك سوى الاحتجاج بعد ان نسيهم المجتمع العربي منذ زمن طويل .

No comments: