المتصفح للسبلة السياسية والاقتصادية من الخارج سيضحك علينا ملىء شدقيه ان كان كارها لنا او سيصاب بخيبة أمل عظيمة ان كان محبا لنا .. فنحن نكرس مواضيعنا وجهدنا ووقتنا ليس في صالح قضايانا الهامة المستجدة التي تمسنا جميعا ، بل ننهش من لحوم بعضنا البعض ونحاول النيل من بعضنا الآخر بكل السبل وبما في قواميس الكراهية والحقد من الفاظ وعبارات .. على سبيل المثال .. لازلنا نفكر ونعقد الولاء اولا .. لقبيلتنا ومشايخنا ومذاهبنا ولامور انتهت لما هو افضل .. ومن ثم ندعي بأن ولائنا لوطننا ولسلطاننا.
نفرق بين بعضنا البعض ونحن المسلمين باوصاف والقاب جاهلية مقيتة .. هذا حر وذاك بيسر وفلان خادم وعلتان زطي ! الى ما ذلك من عنصرية واضحة رغم ان معظمنا متعلمين ان لم نكن مثقفين .. والادهى من ذلك التفرقة الطائفية والمذهبية البغيضة والتي سوف تتسبب لنا يوما ان تواصلت ولم تدفن بصراع مأساوي رهيب مثلما يحصل الآن في العراق ودول اخرى .. فلنترك تصنيفنا لبعضنا بهذا شيعي وذاك سني وانا اباضي وفلان هندوسي وهم ما عرب وحنا اصيليين والباقين نكرة !
ومن ثم نأتي لمصدر الفتنة الكبيرة والمصيبة العظيمة .. بتقسيم بعضنا البعض .. عُماني وظفاري وبلوشي وزنجباري ولوتياني وهذا ما يتكلم عربي وفلان ما يلبس دشداشة وعلان مايربط مصر وذاك ما يلبس وزار!!؟
ولعلكم تلاحظون ان مثل هذه المواضيع متواصلة في سبلتنا وفي الوقت الحالي هناك نقاش ساخن من هذا النوع يدور في مسالة تجنيس العمانيين المغتربين في السواحل .. ويصيبك بالغثيان عندما تقرأ المداخلات التي يشارك بها البعض وكما ستلاحظ تواجد اشخاص معينين معروفين بحبهم وولعهم بتأجيج نار الحقد والكراهية والتفرقة بين ابناء البيت الواحد .. وهم حاضرون في اي موضوع مغرض ليعملوا في زيادة الصدع بمعاولهم الهدامة .
استغرب .. ونحن على مشارف عقدنا الرابع من عمر النهضة .. كيف لم ننضج بعد .. وكيف لازلنا على جهلنا وضحالة فكرنا المحصور في العشيرة والقبيلة .. فكيف يصلح حالنا في الهاية ونحن لازلنا نكره بعضنا البعض حتى الآن ؟؟
No comments:
Post a Comment