من ضمن الاخبار التى اوردتها (الشبيبة) على لسان رئيس غرفة هوامير عُمان (وليعذرني الاخ الخنجي على هذه التسمية ولكنها الاقرب للحقيقة من واقع معاش) في عددها الصادر يوم ٢٨ مايو الحالي عن انشاء مصنع جديد للاسمنت في ولاية الدقم بطاقة استيعابية كبيرة يعمل بالفحم وبتقنية حديثة تقلل من تلويثه للهواء حسب المصدر!! وذلك الى ان يتم توفير الغاز لتشغيله في فترة لاحقة !!؟؟
وهذا يعني اننا بدلا من التطوير ومواكبة العصر ومتطلبات البيئة الملحة بالاعتماد على مصادر الطاقة النظيفة والبديلة عدنا القهقرى او للوراء باعتمادنا على الفحم الحجري اي اخطر مصدر للطاقة واكثره تلويثا للبيئة وتدميرا لصحة البشر.
ولكي نتخيل ونتعرف على اضرار الفحم واستخدماته اليكم بعض الحقائق العلمية التي وردت في موقع اتحاد العلماء المهتمين - مواطنون وعلماء من اجل حلول بيئية الامريكي ورابطه ( http://www.ucsusa.org/clean_energy/coalvswind/c02c.html ) الذي يذكر بالتفصيل اضرار الفحم كمصدر للطاقة واليكم ترجمة سريعة له :
يعد حرق الفحم سببا رئيسيا لتكون الدخان الثقيل والامطار الحمضية والاحتباس الحراري وتسمم الهواء . وفي عام واحد ينتج مصنع قائم على الفحم ما معدله :
- ٣،٧٠٠،٠٠٠ طن من ثاني اكسيد الكربون CO2, وهو المسبب الرئيسي لارتفاع درجات حرارة الكرة الارضية او ما يوازي اقتلاع ١٦١ مليون شجرة .
- ١٠،٠٠٠ طن من ثاني اكسيد الكبريت SO2 , التي تتسبب في الامطار الحمضية المدمرة للغابات والبحيرات والمباني والتي تشكل جزيئات صغيرة تتطاير في الهواء يمكنها اختراق اعماق الرئة عند استنشاقها.
- ٥٠٠ طن من الجزيئات الطائرة والتي تتسبب في الالتهابات الشعيبية الخطيرة وضيق التنفس الحاد والموت المبكر بالاضافة لتكوينها ما يشبه الضباب الذي يعيق الرؤية .
- ١٠.٢٠٠ طن من اكسيد النيتروجين NOx ، وهو ما يوازي الدخان الناجم من عوادم نصف مليون سيارة قديمة ويؤدي اكسيد النيتروجين هذا الى تكون دخان الاوزون الذي يتسبب في التهابات الرئة واحتراق انسجتها مما يجعل الناس اكثر عرضة للاصابة بالامراض التنفسية .
- ٧٢٠ طن من المونوكسايد CO ، الذي يسبب الصداع ويزيد من ارهاق الاشخاص الذين يعانون من امراض القلب .
- ٢٢٠ طن من الهيدروكربونات، جزيئات عضوية متطايرة تتسبب في تكون طبقة الاوزون .
- ١٧٠ رطل من الزئبق ، حيث يتسبب ١/٧٠ جزء منه في ملعقة شاي في تلوث بحيرة حجمها ٢٥ فدانا وجعل ما بها من اسماك ملوثة وغير صالحة للاستهلاك البشري .
- ٢٢٥ رطل من الزرنيخ، يمكن ان تسبب اصابة واحد في كل مائة شخص يشرب مياه ملوثة به بنسبة ٥٠ جزءا من البليون بالسرطان .
- ١١٤ رطلا من الرصاص واربعة ارطال من الكادميوم بالاضافة الى معادن اخرى ثقيلة سامة ومقادير ضئيلة من اليورانيوم .
امام هذه الاحصائية المخيفة يتبادر سؤال هام وملح للغاية كيف يمكننا الترخيص لمثل هذ المصنع وماهي الضمانات التي تؤكد لنا عدم تكرار نفس المشاكل الناجمة عن مصانع اسمنت شبيهة .. كمصنع ريسوت على سبيل المثال ومصانع اخري في الخليج وفي العالم العربي تسببت في تلوث لا يحمد عقباه وفي اصابة الالاف بالامراض ؟؟ .. علما بأن دخان مثل هذا المصنع قد يبلغ مداه حتى ٧٠ كيلومترا من مصدر انبعاثه .. وحتى ان كانت الدقم ومناطقها قليلة السكان الا انهم على قلتهم بشر معرضون للاصابة بالامراض الناجمة عن حرق الفحم كوقود بالاضافة للغبار الناجم عن عملية تصنيع الاسمنت وهو بحد ذاته كارثة بيئية ينبغي ايجاد حلا لها وتخصيص موضوع مستقل عنها .
والامر الآخر لماذا لا نستغل امكانياتنا الطبيعية والمناخية المتاحة لانتاج الطاقة النظيفة من الشمس والرياح والامواج ؟؟ فمن المعروف ان عُمان هي من اكثر مناطق العالم تعرضا للاشعاع الشمسي وطوال العام تقريبا وهو ما يسمح لنا بانتاج الطاقة الشمسية ... وعُمان ايضا ولله الحمد تملك سواحل طويلة تتعرض كل عام لهبوب رياح موسمية وارتفاع وهيجان للبحر على طول سواحلها من ضلكوت ولغاية رأس الحد وهي بيئة مناسبة لتوليد الطاقة من الامواج ومن المد والجزر ومن الرياح . لما لا نخطو للامام بدلا من العودة خطوات للوراء ؟؟ دعوة مفتوحة للنقاش الجاد .
No comments:
Post a Comment