مكافحة الفساد .. نريد فعلا وليس قولا .

سبحان الله .. لم اكن اعلم سابقا اننا من فصيلة الدببة ! .. التي تغط عادة في سبات عميق طوال الشتاء ثم تستيقظ في الربيع ! .. ويبدو اننا اسوء من الدببة في حبنا للسبات .. حيث اخذتنا النومة ٣٧ عاما لنحطم بها سبات كل دببة العالم مجتمعة ولابد ان نسجلها في موسوعة الارقام القياسية .. ٣٧ عاما نام فيها دبنا قرير العين والعالم من حوله نهب وفساد ومحسوبية ولصوصية وعيارة وواسطة واستغلال وطائفية وقبلية ..الخ ليستيقظ فجأة ويكتشف المأسي والمصائب وما آل اليه الحال حيث اصبحنا كالغرب المتوحش .. القوي فيه يأكل الفقير ويزداد قوة وغنا وواسطة وحظوة والمعدوم يلجأ كالكلاب السائبة لمكبات القمامة في بلد يصدر نفط تبلغ قيمته ليوم واحد بسعر السوق ٥٩٤٠٠٠٠٠ دورار امريكي وان ضربنا ذلك .. اقصد المبلغ في ٣٦٥ يوما فأنه يصبح ٢١٦٨١٠٠٠٠٠٠ دورارا امريكيا !؟ والان سيكون كالعادة التسامح والعفو (بعد خراب البصرة) هو سمة المساءلة والمحاسبة .. ومكافحة الفساد التي اعلنت عنها « الشبيبة » في عددها اليوم الرابط : http://www.shabiba.com/innerpage.asp?detail=4678 ستطبق من اليوم وصاعدا .. وهو ما اتخوف منه واخشاه !؟! بمعنى آخر بو سبق لبق .. وبتفصيل غير ممل .. ان جميع الذين عاثوا فسادا وبنوا ثرواتهم بطرق غير مشروعة باستغلال مناصبهم وبالتحايل على القانون سينجون بفعلتهم ويحتفظون بما سرقوه .. بينما يحتم الواجب ان تتم مساءلتهم ومواجهتهم بسؤال .. من اين لك هذا ؟ وان تعاد جميع الاموال والاراضي والعقارات التي حصلوا عيها باساليبهم الملتوية لخزينة الدولة .. وهو فعلا يثبت اننا جادون فعلا في محاربة الفساد وتطهير عُمان من اللصوص بانواعهم وان يتم محاربة الفقر الذي يعاني منه البعض وان نتخلص ونهائيا من ذووي الدخل المحدود والضمان الاجتماعي .. فالفقر هو الشبح الذي يخيفنا ولا نريد احاديث سياسية ومفرقعات تتحدث عن مكافحة مشكلة الفساد والفقر لاسكاتنا وارضاء الرأي العام العالمي والمؤسسات الدولية التي ترصد هذه المؤشرات المخجلة .. نريد فعلا وليس قولا !