كان السمك بانواعه .. طازجا ومجففا ومملحا يتواجد كبروتين رخيص ومصدر غذاء رئيسي على مائدة الغالبية العظمى من العمانيين منذ الازل .. وحتى الأثار العائدة للالف الثالثة لما قبل الميلاد تدل على انهم كانوا صيادين مهرة وكانت التونة الصفراء « الجيذر » مصدر لغذائهم .. وللاسف ظل الوضع الجيد هذا قائما حتى بداية النهضة التي لم تكن مباركة للقطاع السمكي .. مثلما كانت مباركة لجميع القطاعات الاخرى .. فالمخزون المتوارث والمصائد الغنية التي ظلت طوال الاف السنين تجود بمختلف اصناف الاسماك .. جرى وللأسف الشديد استنزافها في اقل من ٣٠ عاما .. تصوروا في ثلاثون عاما اصبحنا نستورد الاسماك بعد ان كنا نصدرها ! .. اصبحت مصائدنا بالكاد تسد نصف استهلاكنا المعتاد واصبح الفقراء وحتى متوسطي الدخل لا يستطيعون شراء ما يأتي به الصيادون من صيد شحيح !!
ولم يسبق لنا في التاريخ ان وصلت فيه حبة جيذر لمائة ريال وحبة كنعد لثمانون ريالا والسهوة لعشرة ريالات وحبتين ضلعة بريال .. ولم تعد عشرة ريالات سمك كمعدل تكفي عائلة متوسطة الحجم .. فماذا سيأكل الفقراء ؟؟ .. ام ان الاسماك ستكون حكرا على الهوامير والحيتان .. تصوروا ذلك وقارنوه برواتبكم .. فحتي الذين كانوا بالامس يشترون السمك يوميا .. باتوا ياكلون ارخص انواعه مرة في الاسبوع . ومنذ ان تم فصل وزارة الاسماك عن امها .. وهي لا حس ولا خبر ولا كأنها موجودة !! .. والناس تنتظر على احر من الجمر ما ستأتي به من حلول لوقف هذه المهزلة التي لابد لها من حل سريع وحازم .. فاسعار الاسماك اصبحت تعادل السوق اليابانية والرواتب تساوي دخل افقر البلدان الافريقية !؟
No comments:
Post a Comment