مع ان مفاجاة التنظيم المحظور الأخير الذي كشفت بعض اسراره، لازال وقعها شديدا على المجتمع بين مستنكر ومستغرب وغير مصدق رغم صدور الاحكام وسريانها، ها نحن نشهد كما يبدو سيناريو آخر مشابه .. المعتقلين فيه هذه المرة للاستجواب من العسكريين وهو أمر بالغ الخطورة وأن لم تتضح معالمه بعد! الا ان السؤال الذي يتبادر الى الذهن .. مالذي يحصل في السلطنة ياترى ؟ .. من وراء الانشطة السياسية المناوئة للحكومة وما اسباب ذلك؟ فالسلطنة من بين دول المنطقة التي ظلت تنعم بالأمن والأمان وبقيت دوما بمنأى عن الصراعات والمشاكل الدائرة في المنطقة.
لماذا نهدم أمننا ونعكر هدوء وصفاء حياتنا .. مالذي حصل ياترى ودفع برجال دين معروفين بتشكيل تنظيم سري بداع حماية المذهب المتسامح وبالسلاح؟ ومن ماذا ؟
ولماذا يتم اعتقال قياديين عسكريين ويستجوبون ؟ أسئلة تقض مضاجع المواطنين وهم بانتظار اجابات صريحة ومباشرة وشافية. فهل هناك من يستطيع الاجابة بأمانة ودون تشنج ؟
واسمحوا لي ايها الأخوة .. ان اقول في خلاصة وببساطة ومن وجهة نظر خاصة .. ان انعدام وسائل التعبير وبحرية وشفافية والمشاركة الفعالة للشعب في اتخاذ القرارات وصياغتها وبما يتماشى والمصلحة العامة عبر ممثلين لهم مطلق الحرية في برلمان او مجلس شعب منتخب بنزاهة وحرية مطلقة، ذو انياب يستطيع نقض أية قرارات حكومية مصيرية يراها لغير المصلحة العامة والوطنية.
والامر الآخر القضاء على الفساد المستشري بانواعه في اوصال القطاعين العام والخاص والحد من الاحتكار والخصخصة والمحسوبية وازدياد الهوة بين الطبقات وتجمع الثروة بايدي قلة من الاقطاعيين الجدد ، ورفع مستوى المعيشة والدخل العام للمواطنين وبالاخص الطبقة الفقيرة وتخفيض الضرائب غير المباشرة والمباشرة ، وحل المعضلة الاكبر والاكثر حساسية وبتعبير ادق القنبلة الموقوتة الا وهي مسألة الباحثين عن عمل الذين تتفاقم مشكلتهم ويزداد تذمرهم وسخطهم واهاليهم عاما بعد عام، هي من الاسباب الرئيسية للتنظيمات السرية وبمختلف ميولها واهدافها ومبادئها.
حان الوقت للمصارحة والمصالحة دون تدخل الاخرين او فرضهم ذلك علينا .. فليكن الاصلاح نابعا منا وفينا دون وصاية او اجبار .
والدعوة للجميع بالمشاركة والافصاح عن ارائهم بموضوعية ودون تشنج ومغالاة وشكرا.
No comments:
Post a Comment