في حين لازالت بعض العقول العربية لليوم لا تستطيع قبول حقيقة نزول الإنسان
على القمر للمرة الاولى قبل 43 عاما فلا اعتقد ان باستطاعتها استيعاب نجاح
وكالة ناسا الامريكية للفضاء مرة اخرى في انزال مسبارها الفضائي Curiosity
او « فضولي » على سطح المريخ بنجاح في السادس من اغسطس الحالي بعد رحلة
استغرقت ثمانية اشهر قطعت خلالها المركبة التي يتم التحكم بها عن بعد ٥٦٦ مليون
كيلومتر قبل ان تخترق جو كوكب المريخ وتهبط بنجاح في المكان المحدد .
وطبعا سيظل الهدف الرئيسي للرحلة التي تكلف نحو بليونين ونصف من الدولارات
في الوقت الذي تعاني فيه امريكا من ازمة اقتصادية غير مسبوقة سرا لن نعرفه قريبا ..
الا ان المتاح من معلومات يتمثل في الهدف هو اكتشاف امكانيات تواجد نوعا ما من
انماط الحياة العضوية في فوهة احدى البراكين القديمة عبر فحص عينات من تربتها
الطينية في المختبر الذي جهز به المسبار فضولي وارسال النتائج بعد التحليل لدراستها
وتقييمها على الارض .
اولى اللقطات الملونة لكوكب المريخ التي بعث بها مسبار «فضولي» ونشرتها ناسا .
فوهة البركان المسمى بالعاصفة .. والذي سيبحث فيه مسبار فضولي عن ادلة لتواجد
الحياة على كوكب المريخ .
وبينما العلماء مشغولين بمتابعة التطورات وتحركات « فضولي » على سطح المريخ
نجد العرب والمسلمين على هذا الكوكب مشغولين بالخلافات والحروب الطائفية والمذهبية وبالثورات والانقلابات والانتفاضات والخلافات .. وقد انقسموا على انفسهم وبين انفسهم ايضا .. فسوريا تحترق والبحرين تحتضر واليمن ينتحر .. وبينما الصومال يئن من الجوع المزمن نجد في النقابل اربعة من دولنا الخليجية تتصدر قائمة اكثر شع الارض بدانة وتخمة !!
وبينما شجار بين شاب قطري وآخر كويتي كاد ان يتحول لداحس وغبراء جديدة ..
نجد الصومالي الاسمر محمد فرح يبعث الفرحة في قلوب البريطانيين على اختلاف
الوانهم .. وبينما اخواننا في الدين يذبحون في ميندمار نجد اخوة مسلمين لنا يروجون
للمذابح والمجازر في باكستان ويفجرون المساجد والمأتم لخلاف مضى عليه اكثر
من اربعة عشرة قرنا !!
وبينما النمور الاسيوية تتفوق اقتصاديا وصناعيا نرى الاسود العربية تحطم ارقام
قياسية استهلاكية في الكبسات والاكلات حتى باتت اسمائها مرتبطة بالفول والحمص
والتبولة .. وبينما تعمل المانيا وتستثمر في اعداد جيل جديد من علمائها على غرار
أينشتاين نرى العرب يتسابقون في اختيار شاعر المليون !!
فياسبحان الله بين من اخترعوا المسبار ومن اخترعوا المسيار ،، وبين من يتحكمون
بمركبة يبعثون بها عبر الفضاء البعيد للهبوط على كوكب لا نراه الا نجما أحمر يشع
كنقطة في سواد عظيم وبين من يكشفون بمسبارهم العجيب عن عضويات ميكروسكوبية
قد تكون أول دليل على ان الحياة لم تنعم بها ارضنا فقط … ويسأل البعض متى نصل
وبين مسيارنا ومسبارهم ٥٦٦ مليون سنة !!
No comments:
Post a Comment