يقولون عنا اننا الشرقيون شعوب عاطفية ولكن ما اشاهده هذه الايام يثبت ان بعضنا للاسف ماتت عواطفه واحاسيسه وغلب عليها التبلد بل استعاض عنها البعض بالكراهية !! في موضوع للاخت حبيبة الهنائية من ضمن سلسلة مواضيعها عن حالات إنسانية استثنائية تستحق المساعدة والعلاج ظهر التناقض في العواطف واضحا وجليا بين ما اشتهرنا به وما اصبحنا عليه .
في السابق كانت القلوب عطوفة كما يقول المصريون عند بعضيها والتكافل والتراحم هو السائد في وقت لم تكن فيه الحكومة تقدم أى شيء يذكر للمواطنين فكانوا اكثر اهتماما ببعضهم البعض وتعلقا . في حارتنا كانت لنا جارة ترملت ورحل أبنها الوحيد بحثا عن عمل في الخليج وظلت هي كالمقطوعة من شجرة ، وحيدة في منزلها المتواضع وكانت والدتي رحمها الله لا تنقطع عن زيارتها يوميا وتفقد حالها وكذلك كان الجيران الاخرون الذين وفروا لها كل ما تحتاجه من الالف الى الياء وتبنوها مجتمعين وكان التعاضد سمة حارتنا الجميلة الى ان تفرقنا بعد السبعين .
لم تكن لنا موارد كما هو الحال الآن وكانت البساطة هي السائدة والقناعة هي المهيمنة ولم يشتكي مع ذلك بيت وأحد في حارتنا من فاقة او عوز حيث كان الجميع وتلقائيا يساعدون بعضهم البعض ويحبون للاخرين ما لانفسهم .
حالة العائلة المذكورة في حلة الميابين في تقرير الاخت حبيبة مفجعة للغاية ولعلها ليست الوحيدة في ظل الظروف التي يعاني منها الكثيرون الذين يفضلون السكوت وتجرع المعاناة على مضض رغم ضيق ذات اليد فهل فكرتم ولو للحظة عن حال جيرانكم واهالي قراكم التي هجرتوها ؟؟ لو اننا كنا بمحبة وتعاطف اجدادنا وتعاضدهم هل كنا سنشاهد حالات كالتي تلقي عليها الضوء الاخت حبيبة وتستفز بها عواطفنا المتبلدة ؟؟
ها نحن في العشر الاواخر من شهر الرحمة والخير والغفران والعالم من حولنا يئن من الالم والحرمان والعوز فهل فكرنا بعاطفتنا ولو قليلا ومددنا يد المساعدة لاخواننا في الوطن وخارجه وفي هذا الظرف والزمان في باكستان وفلسطين وافغانستان وغيرها .. انظروا حولكم فربما تجدون محتاجا او معوزا غدر به الزمن فباشروا بتلقائية لمساعدته دون ان تجرحوا مشاعره وكبريائه واوقدوا العاطفة المنطفأة في قلوبكم من جديد لتنتشوا بعد ذلك بشعور مريح ولا اروع .. جعل الله ايامكم كلها حب وتعاطف وعيدكم مبارك وعواطفكم بألف خير .