الاوزة التي تبيض ذهبا وتحجيم سبلة السياسة والاقتصاد .. الاهداف والغايات

جاء لقاء مدير عام السبلة مع المذيع خالد الزدجالي في برنامج «هنا عُمان» والذي اتصف بالمجاملات والتملق الظاهرين بين الاثنين لدرجة مخجلة لا تليق بمذيع عهدناه رزينا وموضوعيا ليضع النقاط على حروف عديدة كنت قد طرحتها في مواضيع سابقة في السبلة ذاتها (انتهت معظمها بقفول وشطب وحجب .. الخ) .. ولكنها جميعا ظلت غامضة بعض الشيء حتى اتضحت الرؤية اخيرا وبانت النوايا على حقيقتها ولم تخرج عن توقعاتي .

ولعله من الجدير الاشادة هنا وبصراحة بدهاء المدير العام ولباقته العجيبة او ما يعرف بالانجليزية بالـ shrewdness والتي بدأت مبكرا منذ ان كان معروفا باسمه المستعار فاكت ساوند في سبلة العرب حيث تعلم فنون المهنة وحتى نجاحه في الانقلاب الابيض الذي قاده للاطاحة بالاخ المستحيل الذي أسس للسبلة الحالية بعد احتجاب سبلة العرب .

ولعل الطموح وبلوغ الغايات الشخصية لأي إنسان كان مسألة مشروعة وطبيعية طالما لم يستغل في سبيل تحقيقها الاخرين . لقد وجد المدير العام في السبلة ضالته كوسيلة لبلوغ غاياته وطوعها للوصول لمبتغاه الذي قارب على التحقق الآن في شكل مؤسسة تجارية اخطبوطية الطابع تقارع حتى المؤسسة الاعلامية الرسمية !!

ولكن ذلك جاء بثمن باهظ للغاية وتضحية كبيرة وعلى أمال وتطلعات من اخلصوا وعملوا وسخروا مداد اقلامهم واعصابهم طوال الاعوام الاربعة الماضية في سبيل اعلاء شأن - سبلة السياسة والاقتصاد - مركز القوة والاهمية الكبري في سبلة عُمان التي يحاول الآن المدير العام جاهدا وبدهاء ومكر شديدين تحجيمها والحط من قدرها قدر الامكان لايهام المسؤولين بأنها ذات قيمة ثانوية ولا تشكل أي ثقل يذكر في منظومة سبلة عُمان .. حيث صرح في لقائه بالزدجالي (انظر الرابط : http://www.youtube.com/watch?v=1O-X386mgzU الدقيقة الاولى و٤٧ ثانية) ما معناه : ان واجهة سبلة عُمان ليست كما يتصور عامة الناس هي سبلة السياسة والاقتصاد التي تناقش بعض الامور المحلية !! التي تصيب احيانا وتخيب احيانا اخرى !! وانما هي سوق السبلة التي تعتبر العمود الفقري والذي يستأثر باهتمام وتصفح ٦٥ في المئة من الزوار !!

شخصيا لم افاجىء بهذا التحول والتحوير بعد ان شهدت تحول سبلة عُمان للربح التجاري المرتبط طبعا بزيادة عدد الزوار والمتصفحين في سبيل ارتفاع شأنها في سوق الاعلانات .. فكتبت حينها مقالا شبهت فيه السبلة بالدجاجة التي اكتشف اصحابها بأنها باتت تبيض ذهبا !! (الرابط : http://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=262403 و ايضا : http://www.s-oman.net/avb/showthread.php?t=262810 ) وهي على غرار القصة المشهورة عالميا ( الاوزة التي تبيض ذهبا The Goose That Laid the Golden Eggs الرابط : http://en.wikipedia.org/wiki/The_Goo...he_Golden_Eggs) ولنا عودة لها في نهاية المقال.

ولعل المتابع للقاء سيسمع محاولة اخرى من المدير العام للحط والتقليل من قدر سبلة السياسة والاقتصاد ومستواها وكتابها وربما حتى مشرفيها ( وليعذرني الاخ بن دارس ورفاقه) حيث نسمع في الجزء الثالث http://www.youtube.com/watch?v=gZM1wHF89xs الدقيقة الرابعة و١٧ ثانية التالي : .. وخصوصا في السبلة السياسية وهي للأسف محور الخلاف والاتفاق مع سبلة عُمان التي هي اكبر من مجرد المساحة التي تطرح في السبلة السياسية او السلبيات والايجابيات التي تتعاطي فيها السبلة السياسية .. النجاحات التي حققتها السبلة السياسية الآن يكاد جزء بسيط يعني نرجعها للسبلة السياسية .. ولكن هناك انشطة وهناك اقسام اخرى في السبلة .. يتدخل هنا المذيع ليشير للسبلة العامة .. ومن ثم يتابع المدير العام قائلا : .. وتكاد تتجاوزها في اهميتها فعلا وأنا !! ثانية ممكن اذا رجعنا وعملنا نظرة او احصائية للمواضيع التي تطرح في السبلة السياسية نفسها .. وأنا مدير للسبلة اقول انها لا ترقى لمصطلح السياسة نفسها .. هذا متنفس لبعض المواضيع المحلية نجد فيها الاعضاد يبدون ارائهم حيال بعض القضايا قد يصيبوا احيانا ونقر بفشلهم في احيان اخرى !

كم هو مؤسف ما جاء به مدير عام السبلة في اللقاء الترويجي والتملقي للسلطات ومحاولاته التقرب لها عبر مشاريعه التسويقية الممولة اصلا من مشاركات الاعضاء ومساهماتهم ، الرصيد الحقيقي ورأسمال سبلة عُمان وليس شركات الاعلان فهم الاوزة الحقيقية التي تبيض ذهبا .. ولن تشفع له كل هذه المشاريع الثقافية والفنية المغلفة رياءا نيل ثقة المثقفين العمانيين الحقيقيين وليس سيف الرحبي بتلك السذاجة ورفاقه ليستدرجوا لمشاريع ظاهرها غير باطنها .. ولا حتى اللوحة القياسية التي يريد بها دخول موسوعة غينيس لنيل رضا الحكومة ومباركتها ستشفع له اقصاءه وتحجيمه لشأن سبلة السياسة والاقتصاد .. وعليه فأني انصحه بعدم التسرع والارتماء في احضان القيود طمعا في الذهب .. فالطمع في النهاية دفع صاحب الاوزة لذبحها !!